في "كورونا".. عائلات تجد برياضة المشي فرصة لتفريغ شحنات سلبية

منى أبوحمور

عمان- منذ بداية جائحة كورونا آذار (مارس) الماضي والاغلاقات المرافقة لها؛ وجدت العديد من العائلات ملاذها برياضة المشي التي شكلت مساحة لتفريغ الشحنات السلبية، وتغيير الأجواء، والخروج من روتين البيت، وكذلك الحفاظ على الصحة واللياقة العامة، ورفع مناعة الجسد.اضافة اعلان
وتصدرت رياضة المشي الشوارع لأفراد من مختلف الفئات العمرية. كبار وصغار يشعرون بمتعة في المشي، ليصبح جزءا من تفاصيل حياتهم اليومية، بعد أن أقفلت النوادي الرياضية أبوابها لفترات طويلة خلال الجائحة.
أصبحت ساعة المشي تفصيلة مهمة في يوم معظم الناس وسائدة ومتبعة من قبل الكثيرين، وهنالك عائلات تتفق على الالتقاء بمكان معين لممارسة هذه الرياضة ضمن مجموعات، مع المحافظة على كل اجراءات السلامة العامة، والتباعد الجسدي.
ولم تقتصر هذه الرياضة على أصحاب الأوزان الزائدة والمرضى فحسب، بل أصبحت أيضا متنفسا للكثيرين ممن أجبرتهم جائحة كورونا على البقاء في المنزل وعدم الخروج إلا ساعات قليلة.
من جهة أخرى أجبرت جائحة كورونا عائلات على ممارسة الرياضة بحثا عن الهواء النقي وتعزيز مناعة الجسم بعد أن أكدت العديد من الدراسات الطبية دور رياضة المشي في تعزيز المناعة ومواجهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).
لم تقتصر ممارسة المشي على الخروج إلى الشوارع وجوانب الطرقات والحدائق العامة، حيث قام العديد من الناس بالاستفادة من الحدائق المنزلية والأسطح مكانا لممارسة المشي.
إلى ذلك استعان الكثير من الناس، خصوصا الأمهات بتطبيقات المشي الذكية، لممارسة المشي داخل البيت وحساب الخطوات التي يمشيها الشخص والسعرات الحرارية التي يحرقها خلال ذلك.
ساعة من المشي داخل البيت أو خارجه، أصبحت عادة جديدة في حياة الكثيرين، الذين ستعانوا بها للتغلب على ضغوطات جائحة كورونا والرفع من مناعة أجسامهم.
وكان أستاذ أمراض القلب في مستشفيات جامعة سانت جورج بالعاصمة البريطانية لندن سانجاي شارما، أكد من خلال صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن الأبحاث أظهرت أن التمارين المعتدلة كالمشي، لمدة تتراوح بين 20 إلى 30 دقيقة، ثلاث أو أربع مرات في الأسبوع، تقلل من خطر العدوى الفيروسية.
ويعد المشي وفق شارما من أنواع الرياضة السهلة، التي لها فوائد متعددة للصحة، مثل حماية القلب وتعزيز الدورة الدموية، وتقوية المناعة والتقليل من نسبة السكر المرتفعة بالدم.
من جهة أخرى أثبتت دراسة طبية نشرها موقع "هيلث لاين"، أن رياضة المشي مُثلى لمرضى السكري، مثبتة أن المشي لمدة ربع ساعة يوميا بعد الوجبات يساعد على تحسين مستويات السكر بالدم، إضافة إلى دورها في التخلص من الوزن الزائد، إذ تساعد على حرق السعرات الحرارية، بحسب سرعة المشي والمسافة والوزن.
المختص بالطب العام الدكتور مخلص مزاهرة يؤكد أهمية ممارسة رياضة المشي، لاسيما في ظل وجود جائحة كورونا، إذ تلعب دورا مهما في تعزيز وتقوية جهاز المناعة وبالتالي الحماية من الأمراض.
ويتفق مزاهرة مع ما أشارت إليه العديد من الدراسات التي أفادت بأن المشي نصف ساعة يوميا بانتظام يساعد على التقليل من أعراض الانفلونزا والالتهابات بالجهاز التنفسي العلوي، ويحمي الجسم من التعرض إلى البكتيريا والجراثيم المسببة للأمراض.
إلى ذلك، فإن ممارسة رياضة المشي يوميا لمدة نصف ساعة تقلل من خطر الإصابة بالأمراض القلبية، وتساعد على تقوية العضلات، خاصة عضلات الساقين، فضلا أنها تعزز صحة العظام وتحمي المفاصل من الإصابة بالالتهابات، إذ يحمي المشي 5 أيام في الأسبوع القلب من الجلطات ويعزز الدورة الدموية وفق مزاهرة.
وتسهم رياضة المشي بحسب مطارنة في زيادة تدفق الأكسجين بالجسم، مما يعزز من إنتاج الهرمونات التي تزيد من الطاقة.
كما تعمل رياضة المشي بحسب مزاهرة على زيادة مرونة وليونة وكفاءة المفاصل وعضلات الجسم، فضلا عن دورها الكبير في إنقاص وزن الجسم والمحافظة على نسبة الدهون في الجسم.
المتخصص بعلم النفس الدكتور موسى مطارنة يؤكد بدوره أن رياضة المشي تلعب دورا في تحسين الحالة المزاجية، مما يقلل من التعرض لبعض الاضطرابات النفسية مثل التوتر والقلق والاكتئاب.
وتسهم رياضة المشي بحسب مطارنة في التنفيس عن الضغوطات النفسية والاحتقان النفسي الذي تسببت به جائحة كورونا أخيرا وما أفرزته من ضغوطات اقتصادية والتزامات جديدة شكلت عبئا كبيرا على الناس بشكل عام.
ويبين أن توجه الناس إلى رياضة المشي دون غيرها خلال جائحة كورونا بصورة لافتة، يعكس رغبة الكتيرين بممارسة الرياضة والبحث عن الهواء النقي وكسر الروتين وإشغال النفس عن التفكير بالمشاكل والضغوطات، حتىإن الكثير من الناس أصبحوا يمارسون المشي أزواجا ومنهم عائلات، لكسر حدة الحظر والبحث عما يضفي تفصيلا جميلا على حياتهم.
من جهة أخرى، فإن رياضة المشي تساعد على التقليل من أعراض الانسحاب الاجتماعي المنتشرة في الآونة الأخيرة بسبب ظروف جائحة كورونا والأزمات المتتالية التي أفرزتها، كما انها تحمي الدماغ من بعض الأمراض مثل الزهايمر.
كما يسهم المشي بحسب مطارنة، في إبعاد التوتر والاكتئاب؛ إذ يعزز الروح الايجابية ويبعد الأفكار السوداوية وبالتالي فإن كل هذه الفوائد تؤدي إلى رفع مناعة الجسم.