في يومهم العالمي.. الشباب فرصة لصانعي القرار لتعزيز دورهم في التغيير

طلاب في إحدى ساحات الجامعة الأردنية-(تصوير: ساهر قدارة)
طلاب في إحدى ساحات الجامعة الأردنية-(تصوير: ساهر قدارة)
عمان - فيما يشارك الأردن دول العالم الاحتفال باليوم العالمي للشباب الذي يصادف بعد غد الاثنين، اكد مسؤولون أهمية إتاحة التعليم للجميع وتيسيره أمام الشباب انسجاما مع شعار الأمم المتحدة لهذا العام "ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلّم مدى الحياة". وأشاروا إلى أن المراد من اليوم العالمي للشباب البحث في كيفية تركيز الحكومات والمنظمات المعنية بقضايا الشباب وغيرها من أصحاب المصلحة والمسؤولة عن النهضة بالتعليم بما يصنع منه أداة قوية لتحقيق خطة التنمية المستدامة لعام 2030. ويضع جلالة الملك عبدالله الثاني الشباب الأردني على سلم أولوياته موجها الحكومات في كل كتب التكليف السامي للتركيز على الشباب والتعليم الشامل وإشراكهم في خطط التنمية وتدعيم فرص التشغيل لهم إيمانا من جلالته بدور الشباب في بناء مستقبل واعد. واكد وزير التربية والتعليم الدكتور وليد المعاني أن الاحتفال باليوم العالمي للشباب هذا العام بعنوان "النهضة بالتعليم" اعترافا من العالم بأسره بأهمية التعليم، فمن المهم ان يكون التعليم مستمرا ولكل إنسان ودون أي تمييز حيث عمدت المجتمعات لإنشاء مدارس لتنوب عنها في تنشئة الأجيال وإعدادهم للحياة بهدف تأهيل شباب يشارك في صنع الحاضر والمستقبل بأساليب تربوية تتسم بالحوار والنقاش وتقبل جميع الآراء على اختلافها. وأضاف، ان التعليم نال حظا وافرا من اهتمام جلالة الملك عبدالله الثاني والدولة الأردنية منذ نشأتها من خلال تأهيل المعلمين وتدريبهم قبل الخدمة وتوظيف تكنولوجيا التعليم في الغرف الصفية لخلق بيئة تعليمية آمنة وغنية بالمصادر والمختبرات، مناشدا الشباب ان يشقوا طريقهم بتفاؤل وبدون يأس مهما كانت التحديات. فيما اعتبر وزير الثقافة والشباب الدكتور محمد ابو رمان أن اليوم العالمي للشباب فرصة للوقوف معهم في وجه التحديات التي يواجهونها، مؤكدا أهمية ملف الشباب على صعيد السياسات لاستثمار طاقتهم في الجوانب الاجتماعية والعلمية والسياسية والرياضية وتطبيقها عن طريق البنية التحتية التي تؤمنها وزارة الشباب من مدن ومجمعات رياضية ومراكز شبابية. وأكد وزير الشؤون السياسية والبرلمانية المهندس موسى المعايطة أن المملكة تقدمت خطوات ملموسة في مجال تعزيز دور الشباب، خاصة فيما يتعلق بتعزيز المشاركة السياسية، فتم خفض سن الترشح للانتخابات اللامركزية والبلدية، وهو ما سمح بوجود كفاءات شبابية في رئاسة البلديات ومجالس المحافظات والمجالس المحلية. وأشار إلى أن الوزارة سعت عبر مشروع نظام التمويل المالي للأحزاب إلى تخصيص مبالغ إضافية لمشاركة الشباب والمرأة في الأحزاب، في خطوة تهدف إلى تعزيز دور الشباب في الحياة السياسية. واكد رئيس هيئة أجيال السلام الدكتور مهند عربيات، من جهته، أن اليوم العالمي للشباب يمثل فرصة لصانعي القرار والجهات الفاعلة في مجال العمل الشبابي للتفكير مليا في نجاعة المقاربات المختلفة التي يتم تبنيها للتعامل مع الشباب في مجتمعاتنا، وعدم النظرة إلى الشباب كتحدٍ ومشكلة ديمغرافية ذات أبعاد أمنية مرتبطة بارتفاع نسب البطالة وما يمثله ذلك من تشكيل بيئة غير مستقرة قد تدفع بالبعض نحو مآلات سلبية كالتطرف و الجريمة. وأشار عربيات إلى أن هيئة أجيال السلام تؤمن بأن الشباب يمثلون طاقات كامنة، فتمكين الشباب يبدأ من فتح المجال لهم ليكونوا مواطنين فاعلين في مجتمعاتهم المحلية ومن هناك يكون الانطلاق نحو مواطنة على مستوى الدولة ككل ومن ثم الوصول لمرحلة المواطنة العالمية كون كثير من التحديات التي تواجهنا كتحدي التغير المناخي والإرهاب تتطلب عملا عابرا للحدود. وترجمة لأهداف اليوم العالمي للشباب أكد مدير هيئة شباب كلنا الأردن عبد الرحيم الزواهرة أن الهيئة أقامت العديد من الأنشطة المتنوعة والفعاليات في جميع محافظات المملكة متمثلة في الجلسات التوعوية والحوارية بمشاركة عدد من الخبراء وأصحاب قصص النجاح من الشباب، وكذلك تكثيف الدورات المتنوعة منها بناء القدرات التشغيلية ودورات في المجالات الرقمية، وذلك بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المحلي ولمعرفة آرائهم ومواقفهم من القضايا الوطنية ودفعهم للمشاركة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتشجيعهم كونهم شريكا حقيقيا بعملية التنمية. وأشار إلى ضرورة الاستثمار الجاد بالشباب، ليشغل أوقات فراغهم بما هو مفيد من خلال الأنشطة الخاصة بهم في المحافظات والجامعات، ودفع مشاركتهم في الحياة السياسية، وقال إن لدينا الايمان التام بالدور الحقيقي والفاعل للشباب بما يمتلكونه من معرفة حديثة وريادة، وكونهم الأقدر على تحديد أولوياتهم. وقال مدير وحدة التطرف في رئاسة الوزراء غسان أبو الغنم إن المرحلة التعليمية تشكل جزءا كبيرا ومهماً لدى الشباب بالإضافة إلى البرامج التوعوية والنشاطات الثقافية التي تستهدف فئة الشباب على مقاعد الدراسة بهدف تحصينهم من العنف والتطرف الفكري مؤكدا ضرورة توفير بيئة حاضنة لنمو جيل يؤمن بالمبادئ الإنسانية والقيم المبنية على الرحمة و التسامح واحترام حقوق الآخرين، وينبذ العنف كأسلوب لحل الخلافات. وشدد على أن التحصين الفكري لا يترسخ إذا لم توفر المنظومة التعليمية بيئة حاضنة تجسّد فعلياً هذه المبادئ و القيم، وتعكس الوجه العملي للفكر المنشود.-(بترا- غسان أبزاخ)اضافة اعلان