في يومه العالمي: الجائحة ترتب أعباء إضافية على المعلم

معلم يقدم حصة تدريسية في إحدى مدارس العاصمة، حيث يحتفل العالم اليوم بيوم المعلم-(تصوير: ساهر قداره)
معلم يقدم حصة تدريسية في إحدى مدارس العاصمة، حيث يحتفل العالم اليوم بيوم المعلم-(تصوير: ساهر قداره)
آلاء مظهر عمان– يحتفل العالم، اليوم الثلاثاء، بيوم المعلم، وسط ظروف استثنائية، فرضتها جائحة كورونا، وما ترتب عليها من تداعيات، تأثرت بها معظم الدول، ومن ضمنها الأردن، الأمر الذي رتب أعباء كبيرة على المعلم، الذي بات يتحمل العبء الأكبر، جراء الجائحة. ويؤكد خبراء أن المعلم هو العنصر الحاسم في نجاح العملية التعليمية، كونه المحرك والموجه الأساس في تحقيق أهدافها بكل كفاءة وفعالية. كما يُجدد هؤلاء الخبراء، في أحاديث منفصلة لـ"الغد"، التأكيد على أن أي عملية إصلاح وتطوير للعملية التربوية التعليمية، تبدأ بتدريب المعلم وتسليحه بالمهارات اللازمة، والتي من شأنها أن تعود بالنفع على الطالب، والعملية بمجملها. وشددوا على ضرورة الاهتمام بالحوافز المادية المُخصصة للمعلم، والعمل ضمن الإمكانات المتاحة على زيادتها، مشيرين في الوقت نفسه إلى ضرورة تطوير أساليب المعلم، باعتباره المعني في بناء جيل متسلح بالعلم والمعرفة، بحيث يكون مؤهلا وقادرا على أن يُحاكي تطلعات المستقبل. وتحت شعار "المعلم عماد انعاش التعليم"، يشارك الأردن العالم احتفاله بيوم المعلم، وفقا للعنوان الذي اختارته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) لهذا العام. وزير التربية والتعليم الاسبق فايز السعودي قال إن يوم المعلم العالمي له أهمية كبيرة كون هذا اليوم يذكر الجميع بأن المعلم هو أساس بناء المجتمع باعتباره المعني بصناعة الإنسان وبناء قدراته الشخصية المتكاملة. وقال إن الحديث عن معلم، يعني الحديث عن بناء المستقبل الذي نريده من اجل الارتقاء بالوطن إلى مصاف الدول المتقدمة، مضيفا أن التعليم هو اساس نهضة المجتمع. واضاف أن المعلم هو ركن اساسي في العملية التعليمية، فيجب العناية به في كل الأوقات، لا أن تقتصر على يوم واحد، كون مهنة التعليم تعد من المهن الشاقة والمضنية. وأكد أهمية دعم المعلمين ماديا ومعنويا من أجل الارتقاء بالمجتمع في شتى المجالات، عبر تحسين وضعه المادي والعمل على توفير سكن كريم لهم. ولأن المعلم هو حجر الزاوية في العملية التعليمية، أكد الخبير التربوي الدكتور عايش النوايسة، أن نتائج الدراسات التربوية أظهرت أن 60 % من نجاح عملية التعليم يعتمد على المعلم، مقابل 40 % على المناهج والكتب والإدارة والأنشطة الأخرى في المدرسة. وقال النوايسة إن المعلم يعد ركيزة أساسية من ركائز العملية التربوية، بل هو عصب العملية التربوية وحجر الزاوية فيها ومحورها الأساسي، والعنصر الفاعل في أي عملية تربوية، لذا وجب على النظام التربوي العمل على الاهتمام بالمعلم، وتقديم الرعاية له. واضاف أن إنتاج مخرجات نوعية يتطلب الاهتمام بالمعلم، وإعادة النظر في دوره باعتباره المحرك الرئيسي في عملية التعليم والتعلم، وترسيخ ثقافة احترام المعلم، إضافة إلى توجيه المجتمع لتقدير المعلم بوصفه صاحب رسالة، وتعزيز انتماء المعلم للمهنة، وغرس الوعي المهني لديه، وزيادة إدراكه لحقوقه وواجباته، وحمايته بالقوانين اللازمة. وزاد: ينبغي أيضا تحديث معارفه ومهاراته وأساليب تعليمه، واستراتيجياته، استجابة للمستجدات والمتغيرات المتنوعة والسريعة، عن طريق عمليات التدريب المستمر؛ ليكتسب القدرة على استخدام المنحى التكاملي متعدد الوسائط في العملية التعليمية، والقادر على توظيف طرائق التعليم والتعلم جميعها، وأساليبها، وتقنياتها لخدمة العملية التربوية، فضلا عن تعزيز دوره القيادي، وتدريبه ليكون قادراً على تفجير الطاقات الكامنة والإبداعية والخلاقة لدى الطلبة. وبين أن المعلم هو العنصر الحاسم في نجاح العملية التعليمية التعلمية، فهو محركها وموجهها نحو تحقيق أهدافها بكفاية وفعالية، فلا بد له لأداء دوره بفعالية أن يشعر بالأمن والأمان والرضا والاطمئنان، للإقبال على عمله ومهنته برغبة واطمئنان، وكل ذلك يتطلب توافر مكانة اجتماعية، واكتفاء اقتصاديا، ولا بد من منحه حقوقه كاملة في التدريب والتطوير والدراسة والراتب والإجازة والتأمين الصحي، وعلاوة على السكن المريح والتمتع بالكرامة والمساواة في الترقية والترفيع والتعيين في المستوى والدرجة المستحقتين. وشاطرهما الرأي، الخبير التربوي الأستاذ المشارك في القياس والتقويم في جامعة البلقاء الدكتور ايمن فريحات، الذي قال إن الدول تهتم بإحياء الاحتفال بيوم المعلم العالمي منذ العام 1966، والذي يركز على تحسين أحوال المعلم المعيشية والمهنية، ويعد هذا الاحتفال بمثابة التقدير والاحترام للمعلم ودوره في التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع، وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة لجميع الطلبة. وأضاف أن المعلم يشكل العامل الأساسي في تحقيق الغايات التي تسعى إليها الأنظمة التعليمية في الدول من وراء إعداد المواطن الصالح والمنتمي، فمن حقه التمكين والتأهيل والتدريب والتحفيز، واحترام المكانة الاجتماعية والمهنية له، لقاء الدور الكبير الذي يقوم به في إعداد النشء. واكد فريحات أهمية تقديم حوافز وجوائز للمعلم عند العمل بكفاءة ونشاط، لتنمية مواهبه، ورفع روحه المعنوية، إضافة الى منحه الأمان الوظيفي، والشعور بالرضا والسعادة عن عمله. ودعا إلى توعية الطلبة والمجتمع بأهمية المعلم في المجتمع والإنصات إلى مشاكله، بالإضافة إلى تقديره وسن التشريعات اللازمة لحمايته. وبين أن على المعلم ايضا الالتزام بنهج النمو المهني، وتأتي أهمية هذا النمو من كون العملية التعليمية كغيرها من الوظائف، عملية متغيرة باستمرار، ومتأثرة بشكل كبير مع التغيرات والتطورات التكنولوجية، حيث إن المناهج التعليمية تتأثر بشكل كبير بهذه المتغيرات، ما يتطلب تغيير الأداة التعليمية والطريقة التي تعطى بها وإيصالها للطالب، وكل هذه الأمور تتطلب الكثير من العمل والجهد والتدريب، ومن هنا تتأتى أهمية عقد دورات تدريبية للمعلم بين الحين والآخر. ولفت إلى اهمية الدورات التدريبية للمعلمين كونها تساعد المعلم في الارتقاء بمعلوماته وتوسيعها وربطها بالتغيرات الحاصلة، بالإضافة إلى اطلاعه على الطرق الحديثة والمتطورة في التعليم.اضافة اعلان