قاسم لـ"الغد": باقون في سورية حتى انتظام أمورها

الشيخ نعيم قاسم يتحدث في مقابلة صحفية في الرابع من الشهر الحالي في بيروت - (ا ف ب)
الشيخ نعيم قاسم يتحدث في مقابلة صحفية في الرابع من الشهر الحالي في بيروت - (ا ف ب)

نادية سعد الدين

بيروت - قال نائب الأمين العام "لحزب الله" الشيخ نعيم قاسم إن "موقف الأردن من منع استخدام أرضه في مشروع تدمير سورية هو الموقف الصحيح"، لافتاً إلى أن "علاقة الحزب مع الإخوان المسلمين في الأردن قد انقطعت".اضافة اعلان
وأضاف، في حوار مع "الغد" من لبنان، إن "منع استخدام أي أرض عربية في مشروع تدمير سورية، مهما كان الأمر محدوداً، يعدّ موقفاً صحيحاً".
ونوه إلى "عدم وجود أي تواصل مع الأردن الرسمي وغير الرسمي لبحث مسألة ضبط الحدود مع سورية، بينما علاقة الحزب مع الإخوان المسلمين في الأردن قد انقطعت، بعد تواصل عادي معها في السابق".
وأكد بأن "الرئيس بشار الأسد سيترشح للانتخابات الرئاسية الجديدة، المقرر إجراؤها في آخر شهر أيار (مايو) القادم، وسينجح باختيار شعبه"، إلا أن "الأزمة في سورية لم يحن أفق حلها بعدْ، وقد تأخذ وقتاً، وربما سنوات، بصرف النظر عن الخطوات المتخذة من قبل النظام السوري".
وأضاف إن "ميزان القوى يتجه لمصلحة النظام"، ولكن "لا شيء منتظر ميدانياً ولا سياسياً، كما لا يوجد مؤشر لانعقاد "جنيف3"، مما يجعل المراوحة مستمرة في الواقع السوري، وواقعة بين الكرّ والفرّ والفوضى دونما حسمْ، وهذا يقود إلى استنزاف الجميع".
وأبدى استغرابه من القائلين بأن مصير سورية سيحسم في العام 2014، من دون تحديد عما إذا كان يتجه نحو المعارضة أم النظام، معتبراً أنه "لا توجد معطيات تشي بالحسم هذا العام، وإنما لاستمرار الأزمة فترة طويلة، قد تمتد لسنوات".
وأكد بأن "حزب الله" باقٍ في سورية إلى حين انتظام أمورها، موضحاً بأن خروجه من الأراضي السورية "مرتبط بطبيعة الأزمة وتطوراتها، وعندما يشعر أن المشكلة قد انتهت واستقرت الأمور على حلول سياسية، فعندها لا يعود له علاقة بما يجري عندما تنتظم أمورها بهذا الاتجاه".
واعتبر أن ذلك يتحقق "بالحوار بين مختلف أطراف النزاع، وبالحل السياسي الذي يؤدي لأن يختار الشعب السوري ما يريده دون أن يُفرض عليه من أحد، أي يجب أن يكون الحل سورياً سورياً".
وأشار إلى أن "الكيان الإسرائيلي يريد استمرار الاستنزاف في سورية، وعدم ترجيح أي حل، وفق تقارير مخابراته العسكرية، مما ينسجم مع رؤية الإدارة الأميركية في هذه المرحلة، لأنهم ضائعون ولا يستطيعون تمرير قناعاتهم، عدا عن أن الميدان لا يساعدهم في ذلك".
ولفت إلى أن موقف "حزب الله" من الأزمة السورية "مرّ بمحطتين كبيرتين ومفصلتين؛ أذنت الأولى منهما مع بدء الأحداث حينما استشرف وجود مؤامرة خطيرة على سورية، وأن ما يحصل فيها ليست مطالبة بإصلاحات وإنما قرار دولي إقليمي بتغيير اتجاه سورية من سورية المقاومة إلى سورية تحت المظلة الإسرائيلية".
وزاد إن "حزب الله" أعلن عن "موقفه السياسي برفض عسكرة المطالب، والدعوة إلى كفّ اليد عن سورية وترك الشعب السوري يحدد خياراته، إلا أن هذا الموقف كان مخالفاً في اللحظات الأولى للاتجاه الإقليمي الدولي الضاغط على سورية".
إلا أنه "بعد مرور سنة وثمانية أشهر، ومع تدفق المقاتلين متعددي الجنسية من حوالي 80 بلداً في العالم، وارتكاب الجرائم الكبيرة في الشارع السوري والتغطية الدولية الإقليمية الممنهجة لتدمير سورية، رأى الحزب أن بعض المساهمة في حماية بعض الأماكن قد يساعد في تجاوز المشكلة الكبرى في سورية من دون الإيغال في أزمة مذهبية أو طائفية".
وبأن ذلك تجسد عبر "التدخل لحماية مقام السيدة زينب، ومساندة القرى اللبنانية المحاذية لمنطقة الهرمل، والتي تقع داخل الأراضي السورية، ويسكنها 40 ألف لبناني بدأوا يتعرضون للاعتقال والقتل والتهجير".
واعتبر أن هذا الموقف "رعى مسألتين، الأولى المسألة الدينية من خلال حماية مقام السيدة زينب، كي لا يتحول الاعتداء عليه إلى فتنة، والثاني مساعدة اللبنانيين للصمود في قراهم بدل أن يشكلوا أزمة للانتقال إلى الهرمل وجوارها ويتهجروا من قراهم".
وأضاف إن "قناعة الحزب منذ البداية تذهب باتجاه الحل السياسي للأزمة السورية، ولكن تطور موقفه للمرحلة الثانية جاء بعدما وصل الخطر إلى الخط الأحمر، الذي لن يقتصر على النظام السوري فقط وإنما سيطال المقاومة في المنطقة".
وتابع "عند هذه المرحلة زاد الحزب من تدخله بمقدار الحاجة، لمنع الخطر على المقاومة ومشروعها، حيث لا يعمل في سورية لترجيح موقع فئة على أخرى، ولا لتحديد النظام الذي يحكمها، وإنما للمساهمة في منع وصول خطر المشروع الإسرائيلي والتكفيري إلى لبنان، ومنع سقوط المشروع المقاوم مقابل المشروع الآخر، بقدر ما يستطيع".
وأكد بأن "سورية، بجيشها ونظامها وشعبها، هي المعنية الأولى بإبقاء النظام المقاوم وسورية المقاومة، أما "حزب الله" فله مساهمة وليس بديلاً عن أحد".
وحول الأرقام الواردة عن مراكز بحثية أميركية مقربة من صنع القرار في الولايات المتحدة بشأن وجود زهاء ربع مليون مقاتل أجنبي في سورية وإمداد دول خليجية بنحو 37 مليار دولار لتسليح الجماعات المسلحة، قال إن "لغة الأرقام تحتاج إلى احتساب، ولكن الأعداد التي أتت من الخارج لتقاتل كبيرة والأموال التي منحتها بعض الدول، لاسيما الخليجية منها، باهظة، وكلها تصب في مشروع تدمير سورية".
وجزم "بفشلهم في هذا المشروع، من دون الاعتراف به صراحة، فضلاً عن وجود التكفيريين الذين يؤمنون بالفوضى الشاملة، حيث تلاقت الاتجاهات على استمرار الاستنزاف".
وحول انعكاس خلافات دول مجلس التعاون الخليجي الأخيرة بشأن الموقف من الأزمة السورية على ميزان القوى في الساحة السورية، اعتبر أن "ميزان القوى في سورية يتجه لمصلحة النظام الذي يحقق إنجازات واضحة تتداولها وسائل الإعلام، في القلمون وحلب وحمص.. الخ".
وزاد إن "حلم بعض الدول الخليجية في تغيير المعادلة الميدانية العسكرية لم يتحقق رغم محاولات أكثر من سنة لوضع الخطط والخطط البديلة، إلا أنها أصيبت باخفاقات واضحة".
ورأى أن "المراهنة على التغيير الميداني غير واقعي، فيما المراهنة على التدخل الدولي العسكري غير ممكن، مع وجود الفيتو الروسي الصيني والتردد الأميركي والحذر في مثل هذه المشاريع".
وحول مدى تأثير قناة الحوار النشطة مؤخراً على خط واشنطن – طهران في مجريات الأحداث السورية، قال إن "المفاوضات الإيرانية مع 5 +1، بحسب معلومات الحزب، محصورة بالملف النووي، حتى الآن، وليس هناك أي نقاش في الملفات الأخرى".
واستطرد قائلاً "لعل التقدم فيها قد يساعد في نقاش الملفات الأخرى"، معتبراً أنه "لا يوجد أي شيء منتظر لا ميدانياً ولا سياسياً ، لذا من المرجح استمرار المراوحة في الواقع السوري".
وقدر "بعدم وجود ما يؤشر على انعقاد "جنيف 3"، لأن "المطلوب أن يكون هناك خطوات سياسية لا يبدو أنها نضجت عند المتآمرين على سورية"، بحسب تعبيره.
وقال إن "المسلحين يطلبون سلاحاً نوعياً أكثر مما هو موجود لديهم، ويبررون بأن هذا الأمر يساعدهم على السيطرة، لكن المشكلة أبعد من ذلك، فالدول الكبرى تخشى من معارضة ترأسها قوى لا تطيق نفسها، فكيف تسلم لغيرها، مقابل نظام أثبت قدرته على الصمود ثلاث سنوات وتزيد، بما يبقي الوضع في حالة المراوحة".
واستبعد عدواناً إسرائيلياً موسعاً على لبنان، قائلاً إن "الكيان الإسرائيلي مردوع في لبنان، حيث يحاول التحرك بطريقة لا تستفز المقاومة، لأنه يدرك بأنها جاهزة ولا تقبل بالاحتلال والعدوان الإسرائيلي على لبنان".
واستطرد أن "الاحتلال الإسرائيلي يعلم حجم التكلفة المترتبة من أي عدوان، وعدم القدرة على تحقيق أطماعه الميدانية أو السياسية، كما يتحسب جيداً للمقاومة"، معتبراً أن "هذه المرحلة ليست مرحلة عدوان إسرائيلي كبير، مع أن المقاومة على أتم الجهوزية لأي عدوان إسرائيلي".
وأكد بأن "تدخل "حزب الله" في سورية لم يشغله عن البوصلة الرئيسية الموجهة ضد العدو الإسرائيلي، وهو مستعد لصدّ أي عدوان إسرائيلي ضد لبنان".
وحول موقف "حزب الله" من مساعي حركة "حماس" لمدّ جسور ما انقطع بسبب اختلاف الموقف من الأحداث السورية، قال إن "حزب الله" لم يغلق الباب أمام كل من يساهم في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وإنما يقف إلى جانبه، وبمقدار ما تزيد مساهمته في تلك المقاومة فإن علاقة الحزب معه ترقى نحو الأفضل، باعتباره الخط العام للحزب".
وأضاف بأن "هناك لقاءات بين الحزب و"حماس"، نأمل أن تتجه نحو الأفضل لمصلحة المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي".
ونفى أن يكون "حزب الله" قد رفض مطلب "حماس" بنقل مكتبها السياسي من قطر، حيث يتواجد حالياً، إلى لبنان، مؤكداً بأن "لا علاقة للحزب بذلك".
وأوضح بأن "حماس" تقدمت بهذا "الطلب من الدولة اللبنانية وليس من "حزب الله"، ولكنه أمر تتداخل فيه بعض الأمور في لبنان"، مؤكداً بأن "حزب الله" لم يتدخل في هذه المسألة ولم تطلب منه حماس ذلك، كما لا علاقة للحزب بهذا الأمر أو بمكان تواجد قيادتها".
وفي حين اعتبر أن "علاقة الحزب مع الإخوان المسلمين في الأردن لم تخرج عن التواصل العادي مع بعض الشخصيات، والمنقطع الآن، ولكن لم تربطه أي علاقة يوماً ما مع إخوان سورية، فيما التواصل مع إخوان مصر يعدّ جزءاً من رغبة الحزب في التواصل الإسلامي، ولكنه أيضاً عادي"، بحسب قوله.
ووصف المفاوضات التي ترعاها الولايات المتحدة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي "بالعبثية"، متابعاً بأن "لا مصلحة فلسطينية فيها على الإطلاق، حيث تحاول الإدارة الأميركية استغلالها لفرض المزيد من الشروط على الشعب الفلسطيني، ولأن المطالب الإسرائيلية لا تطاق من أحد، فإن المفاوضات ستصل إلى طريق مسدود".
وأكد بأن "الحل الوحيد هو المقاومة، ليسترد الشعب الفلسطيني أرضه بالكامل، وهذا قابل للتحقيق وإن طال الزمن، مع وجود الإيمان والإرادة بالعمل المقاوم، بخاصة أن الشعب أهل ومحل ونموذج الجهاد في المنطقة".
ورأى أن "التسوية صعبة جداً، والسبب الرئيسي في ذلك الجانب الإسرائيلي بموقفه المتعنت واعتداده الصلف، بما من شأنه أن يعرقل ويعالج النقص الموجود الناشئ عن اندفاعة البعض للتسوية معه".
واعتبر أنه "لا يوجد ما يستدعي قيام "حزب الله" بتكرار ما فعله في العام 2006، من حيث خطف جنود إسرائيليين ومبادلتهم بأسرى في سجون الاحتلال، قائلاً "لقد كان هناك أسرى وقد تم تحريرهم".
وفي حين استبعد عملاً عسكرياً إسرائيلياً ضدّ إيران، بعدما حاول زجّ الولايات المتحدة في معركة لا يستطيع خوضها بمفرده، فإن الاعتداء على الفلسطينيين عمل متكرر يومياً، إلا أن "الاحتلال ليس مطلق اليد، فهناك أثمان ستقع على عاتقه بسبب مقاومة الشعب الفلسطيني ومجاهديه".
ورأى أن "ما يجري من أحداث وتطورات في المنطقة هي تغييرات في عدد من البلدان العربية لكن لم يستقر اتجاهها بعد".
وحول مقاطعة "حزب الله" لجلسة حوار الاستراتيجية الدفاعية الوطنية مؤخراً، قال إن "دعوة الحزب إلى الحوار في الداخل اللبناني منطلقة من قناعة ثابتة بأن هذا البلد يضم أطيافاً سياسية وطائفية مختلفة ومن حق كل جهة أن تفكر وتطرح قناعاتها وتدافع عنها".
وتابع "إذا ما أرادت تلك الأطراف بناء البلد بشكل مشترك، وهو الأمر الطبيعي، فعليها التحاور لتقريب وجهات النظر، والاتفاق على ما يتم الاتفاق بشأنه وإيجاد آليات مناسبة للتعبير عن الخلاف بما لا يؤثر على بناء البلد، وهذا ما سلكه الحزب في المرحلة الماضية، وكان دائماً يدعو إلى حكومة وحدة وطنية سواء كان يشكل أكثرية أم أقلية مع حلفائه".
وأضاف "لم يكن الأمر مرتبطا بمحاولة المغالبة، وإنما برؤية واقعية وفق قاعدة التعاون المشترك بين الأطياف المختلفة، وعلى هذا الأساس شارك في جلسات الحوار منذ البداية وتابعها بشكل مستمر، ولم يتحفظ يوماً على النقاش الدائر بشأنها، بل اعتبر أن بحث الاستراتيجية الوطنية داخل جلسات الحوار يعدّ الحل المنطقي لتحديد الرؤية بشكل مشترك".
وأوضح بأن "النقاش لا يدور حول سلاح المقاومة، وإنما بشأن كيفية حماية البلد من العدوان الإسرائيلي والاحتلال المتكرر، بما يستدعي بحث سبل الاستفادة من الإمكانيات الموجودة لدى المقاومة والدولة والجيش اللبناني، واستثمارها وفق الآليات المناسبة للتحرير والدفاع عن لبنان".
وأضاف "لم يكن لدى الحزب أي إشكال على انعقاد جلسات الحوار، ولا على موضوعاتها، ولكن ما حصل في الجلسة الأخيرة أن رئيس الجمهورية الذي يرعى الحوار اتخذ بعض المواقف السلبية التي تؤثر في رعايته لجلسات الحوار، فعبر الحزب عن عدم رغبته في حضور الجلسة لهذه الخصوصية".
وحول مدى تجاوب الحزب لمطلب بعض الأطراف بتسليم سلاحه في إطار خلاصة الحوار، قال "لا نريد استباق نتائج جلسات الحوار لفرضيات كثيرة يمكن أن تكون مطروحة، وعندما يتم الاتفاق فيها على برنامج ورؤية مشتركة، فسيكون الحزب جزءاً من الاتفاق، وملتزما بالنتائج التي يتم التوصل إليها".وحول مصير السلاح الفلسطيني المدرج بحثه في نطاق الاستراتيجية، أوضح بأن "الاستراتيجية ستناقش كل شيء له علاقة بمواجهة العدو الإسرائيلي، بما في ذلك السلاح الفلسطيني في المخيمات".
ونوه إلى أن "هيئة الحوار (اللبنانية – الفلسطينية المشتركة) اتخذت قراراً سابقاً بمعالجة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، وشكلت آلية عمل لترتيب وضعه داخل المخيمات، ولكنها تحتاج إلى متابعة".وقال إن "من حق الفلسطينيين في المخيمات أن يطمئنوا في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، إزاء معالجة الاستراتيجية الدفاعية كيفية تحقيق ذلك، كجزء من الاستراتيجية نفسها"، التي "يتوجب عليها ضمان طمأنة الفلسطينيين في لبنان وحمايتهم إلى حين عودتهم إلى وطنهم وأرضهم".
وأوضح بأنه "لا يوجد حسم في مسألة السلاح داخل المخيمات، وفق قاعدة دخولها في إطار الحماية الذاتية من الخطر الإسرائيلي، ولكن الاستراتيجية معنية ببحث السبل وإيجاد الآليات الكفيلة بتحقيق ذلك، عبر نتائج الحوار".
وفي سؤال عن الخطة الأمنية اللبنانية التي تم التوصل إليها مؤخراً لمعالجة الوضع في طرابلس والبقاع الشمالي، قال إن "قرار مجلس الوزراء واضح، ونحن جزء منه، بوجوب إنجاح الخطة الأمنية في طرابلس والبقاع الشمالي، كمنطقتين تعانيان من ثغرات أمنية واضحة".
وعبّر عن أمله في "نجاح الخطة، التي بدأ تنفيذها في طرابلس وسط مؤشرات ايجابية تلوح في الأفق"، داعياً إلى "مواصلة القوى السياسية المعنية ميدانياً في تأييدها وحمايتها، من أجل تفادي أسباب فشل الخطط السابقة التي لم تتوفر الحماية السياسية اللازمة لها، وإنما تأمين الرعاية للمتجاوزين ومسؤولي الميليشيات".
ورغم "وجود القناعة اليوم عند الجميع بضرورة إراحة طرابلس من العبث، إلا أننا لا نملك هنا سوى المتابعة والأمل، حيث لا يستطيع أحد الالتزام بالضمانات نظراً لتشابك الأمور"، ولكن "استمرار الأجواء الحالية في التغطية السياسية للخطة الأمنية وعدم حماية المخلين، قد يشكل معبراً للنجاح".
وحول زعم البعض بأن الخطة نتاج توافق سعودي – إيراني بوساطة عمانية تلبست بمخرج لبناني، أكد بأن "الخطة محلية ونتاج لبناني صرف، ساعدت الظروف المحيطة بالمنطقة عليها، بسبب انعدام الوزن فيما يجري في ساحتها وعدم الاستقرار على نتائج محددة".
وقدّر بأن القول بالاتفاق السعودي الإيراني لإنتاجها "أمر غير واقعي، ولم نسمع به، ينبع من تحليلات لا تستند إلى معلومات دقيقة"، مؤملاً "باتفاق البلدين على قضايا كثيرة في المنطقة، مما يريح من بعض المشاكل".
واعتبر أن "تأثير الوضع الخارجي، بخاصة ما يجري في سورية، كان حاضراً في وجود أزمة طرابلس، ولكن اليأس من تطورات قد يستثمرها البعض في الداخل اللبناني أوصل الجميع أمام حقيقة عبثية الاستمرار بالإشكالات فيها، التي تنعكس سلباً على أهل المدينة والوضع في لبنان".
ورأى أن "الخطة الأمنية نتاج اليأس من تدخلات خارجية نافعة، وضرورة كفّ يد البعض عن العبث من خلال بعض الأطراف والأدوات".
وقال إن "البعض يتخذ من لبنان ساحة تصفية سياسية، مع علمهم بأن إدارة المشاكل فيه ليست تحت السيطرة دائماً، وقد وصلت الأطراف الخارجية إلى قناعة بأن استمرار عدم الاستقرار في لبنان يلحق ضرراً حقيقياً على لبنان والمنطقة".
وحول قلق اللاجئين الفلسطينيين من أن يؤخذوا، من خلال تنفيذ الخطة الأمنية، بجريرة تصرفات فردية تورطت في بعض الأحداث التي شهدها لبنان مؤخراً، قال إن "لدى "حزب الله" تنسيق كبير مع الفصائل الفلسطينية المختلفة، حيث انعقدت لقاءات مؤخراً بين الحزب وحركة أمل والفصائل، ورعت الدولة من خلال بعض أجهزتها اجتماعات تنسيقية مع الفلسطينيين".
وتابع بأن تلك اللقاءات "تمركزت حول هدف تحييد المخيمات الفلسطينية عن التدخل في الشؤون اللبنانية، وعدم مسؤوليتها عن تصرفات بعض الأفراد، واستعداد الفصائل للتعاون مع السلطات الأمنية اللبنانية لتسليم المرتكبين ومنع اتخاذ المخيمات منطلقاً لأعمال إجرامية أو مخالفة للقوانين". وتحدث عن أهمية "تطبيق الاتفاقيات"، مضيفاً إن "من يراقب المرحلة السابقة؛ يرى وعياً متقدماً عند المعنيين في مقاربة ملف العلاقة اللبنانية - الفلسطينية من الطرفين، ما أدى إلى حفظ الوضع بالصيغة المعروفة، والذي نأمل استمراره". ودعا إلى "قطع الطريق أمام مستهدفي تخريب العلاقة اللبنانية - الفلسطينية، وتفويت الفرصة عن المصطادين بالماء العكر، من خلال الوعي المشترك والالتزام بالاتفاقيات المقررة".
وقال "نحن والفلسطينيون في خندق واحد وعدو واحد، ووجودهم في لبنان وجود الضيوف الذين لهم علينا حسن المعاملة والتعاون، وصولاً إلى تحقيق أحلامهم الحقيقية بالعودة إلى فلسطين منتصرين".
وأكد "رفض الإنجرار نحو فتنة فلسطينية - لبنانية أو زجّ الفلسطينيين في أمور لا علاقة لهم بها"، لافتاً إلى موقف "حزب الله" المتعاون لمصلحة بقاء البوصلة في مواجهة العدو الإسرائيلي، وعدم افتعال أي مشاكل جانبية، سواء مع الفلسطينيين أم في الداخل اللبناني".

nadia.saeddeen@alghad

nadiasaeddeen@