قاطنو التسويات: احذروا المنخفضات العميقة

جانب من المشاكل التي أحدثتها "شتوة عمان" في البيوت والسيارات - (أرشيفية)
جانب من المشاكل التي أحدثتها "شتوة عمان" في البيوت والسيارات - (أرشيفية)

مجد جابر

عمان- الخسارات التي خلفتها “شتوة عمان” مؤخرا ولم تغادر أي حي من أحيائها، تركت المواطنين في حالة ذهول، بدأوا من بعدها بإعداد العدة واتخاذ التدابير كافة التي من شأنها أن تحمي البيوت، وبخاصة قاطني الطوابق العلوية والتسويات الذين هم أكثر عرضة لما قد تلحقه الأمطار بمساكنهم من أضرار ومشاكل.
فالخمسينية سناء عبدالله تفكر الآن بإعادة هندسة شبكة الصرف الصحي في منزلها وهو في طابق التسوية؛ إذ غمرته مياه الصرف الصحي يوم الخميس فغرق كاملا، ولم تترك فيه أي قطعة سليمة.
وتقول سناء “لم أستطع تحمل المنظر، فأنا أسكن في طابق التسوية منذ خمس سنوات، ولم يحدث معي أي شيء من هذا القبيل في السنوات الماضية، ولا حتى خلال “المنخفضات الثلجية”، فما حدث هذه المرة دمر لي كل شيء، فمياه الصرف الصحي لم تترك أي قطعة من الأثاث سليمة، ولم نستطع تحمل رائحة البيت ما جعلني أغلقه وأرحل إلى بيت أختي”.
وسناء ليست وحدها التي مرت بهذه التجربة التي ستكلفها كثيراً، فغازي هو الآخر الذي يقطن في حي منخفض نسبيا عن المناطق المحيطة، غرق كراج منزله بالمياه كاملا إلى درجة أنه لم ير سيارته عندما نزل يتفقدها لحظة هطول الأمطار.
في البداية انتابت غازي حالة من الصدمة والذهول، وبعد انتظار ساعات طويلة لمجيء كوادر الدفاع المدني التي لم تأت حسب قوله، قام بنفسه بالبحث عن مضخة واستأجرها بسعر عال جداً، بسبب شدة الطلب على المضخات في تلك الفترة، وبدأ بعملية ضخ المياه بمساعدة بعض الجيران التي استمرت يوما كاملا حتى استطاعوا إخراج السيارة التي كانت تغرق بالمياه والتراب.
ويشير غازي إلى أنه اتفق هو وجيرانه على القيام بعمل مطب عال جداً على باب الكراج لمنع دخول المياه إليه على أمل أن يتجنبوا ما حدث في المرات المقبلة.
ووفق تصريحات لأمانة عمان، فإن 60 % من بنايات العاصمة مخالفة فيما يخص استخدام الكراجات لمساكن وتسويات، وأن الأمانة تمنح التراخيص وفق مخططات تقدم لها من طالبي الترخيص والتي تبين وجود كراجات مرخصة وليست تسويات للسكن.
هند مسعود سكنها مختلف؛ إذ تسكن في الطابق الرابع، وهو آخر طابق في البناية التي تقطنها، وبالرغم من اعتقادها أن منزلها محصن وبعيد عن المياه، الا أن الأمطار جاءت لتغير ما كانت تعتقده تماماً.
وتقول إنه عندما بدأ تساقط المطر، قامت بفتح كل المصارف التي على شرفات منزلها الخارجية، إلا أنه ومع تتابع سقوط الأمطار بغزارة اكتشفت أن المصارف أغلقت، وباتت لا تعمل على تصريف المياه، ما جعل الماء يدخل إلى البيت ويغرقه تماما.
وتضيف أنها بالرغم من قيامها هي وبناتها بمحاولة سحب المياه والتخفيف منها قدر المستطاع، إلا أن الأمر لم يكن بهذه السهولة على الإطلاق، ما جعلها تستغني عن جزء كبير من عفشها الذي دمر.
وتؤكد قائلة “الآن همي الأول والأخير هو أن أجد طريقة تمنع تسديد هذه المصارف، خصوصاً وأن هذه الشتوة أظهرت كل العيوب الموجودة في التصريف والبناء، فلا يمكن لأمطار مدتها تقل عن ساعة أن تدمر كل البيوت وتغرقها”.
فني الصيانة محمد احمد الشافعي، يقول إنه لا بد من اتخاذ إجراءات احترازية لتجنب ما قد تتسببه السيول والأمطار في المرات المقبلة، وعلى رأس هذه الإجراءات تفقد البيت وأماكن تصريف المياه على الأسطح وفي شبكة الصرف الصحي، إلى جانب أهمية بناء مطبات عالية على أبواب الكراجات تمنع دخول الماء إليها، كذلك ضرورة استخدام المضخات الغاطسة التي يعد وجودها ضروريا جدا في كل بيت يكون مستواه أقل من مستوى الشارع أو مستوى الصرف الصحي.
وينصح الشافعي كذلك بضرورة تفقد مصارف المياه الموجودة على الشرفات المعرضة لدخول الأمطار، وعدم ربط شبكة مياه الأمطار مع مياه الصرف الصحي، مؤكدا أن هذه الإجراءات إذا ما تم اتخاذها كاملة سيتم تفادي الغرق أو أي أضرار قد تنجم من أي “شتوة” مقبلة.
ويتفق مع الشافعي المهندس في إحدى الشركات المختصة بالمضخات نادر هباهبة، الذي يؤكد أهمية وجود المضخات في البيوت، خصوصاً لدى العائلات التي تسكن في طابق التسوية ومن لديهم كراجات وكذلك حراس العمارات الذين يقطنون في الطوابق السفلية من العمارات.
ويشير إلى ضرورة تركيب مضخات أتوماتيكية تعمل من تلقاء نفسها بمجرد أن يصبح هناك تدفق للماء فوق الحد المسموح به.

اضافة اعلان

[email protected]