قانون الركوع

هآرتس

جدعون ليفي

13/6/2019

اضافة اعلان

اللوبي الإسرائيلي يعمل على ذلك؛ وزارة الشؤون الاستراتيجية تقوم باعداد الملف؛ السفارة في برلين تنشر مشروع قانون جديد في البوندستاغ هو قانون الركوع. حسب مشروع القانون فان كل من يذكر اسم اسرائيل يطلب منه حني رأسه. والركوع عندما يتم ذكر الاسم بشكل صريح. لا توجد اسرائيل بدون ركوع. هذا هو الدرس المستخلص من الكارثة. خرق القانون سيعتبر لاسامية. ذكر اسم اسرائيل بدون أن يكون الأنف موجه للأسفل سيعتبر مخالفة جنائية. سياسيون ومذيعون في التلفاز ومواطنون عاديون سيعتادون على ذلك. وكما هو متبع في تايلاند فان أي مكان يدخل اليه الملك يقوم الجميع بالركوع. وهكذا سيكون في كل مكان يتم ذكر اسرائيل فيه. هل هي لا تستحق ذلك؟ هل يوجد رد محق أكثر على اللاسامية؟ في اعقاب المانيا سينضم المزيد من الدول، بما في ذلك ولايات كثيرة في الولايات المتحدة. تخيلوا فقط أي نجاح سيكون هذا للدبلوماسية الاسرائيلية.
نحن غير بعيدين عن هناك. اذا تبنت الحكومة الالمانية قرار البوندستاغ الذي ينص على أن حركة مقاطعة اسرائيل هي حركة لاسامية، فنحن نوجد هناك. حركة بي.دي.اس سيتم اخراجها خارج القانون، أو على الاقل لن تتمكن من العمل في الفضاء العام. أمس كتبت نوعا لنداو في "هآرتس" بأن اسرائيل تضغط من خلال اجهزة دعايتها على الحكومة الالمانية من اجل تبني هذا القرار. وفي نهاية المطاف المانيا ستخضع مثلما خضع البرلمان فيها عندما اتخذ القرار الهستيري. نضال غير عنيف ضد جرائم الحرب سيعتبر غير قانوني. المحتل سيتم الاعلان عنه بأنه ضحية. حرية التعبير ستكون مهزلة. لا يوجد مثيل لذلك في الديمقراطية.
قبل لحظة من قيام سفير اسرائيل جيرمي يسسخروف – الذي اعتبر التعاون مع جمعية المثقفين اليهود ضد القرار عار – بفتح زجاجة الشمبانيا والكتابة للقدس عن نجاح آخر له، يجب السؤال: هل حقا هذا يعتبر نجاح؟ لاسرائيل؟ لليهود؟ هل نشاط الاستقواء والاستبداد هذا لن ينفجر في وجه اسرائيل؟ هل النجاح المتخيل هذا الذي تم تحقيقه بطرق غير مشروعة تماما، والذي اساسه استخدام معصرة مشاعر على المانيا وعلى العالم، واستغلال منظمات كثيرة، جزء منها سرا، التي تستخدم ضغوطا مختلفة، لن يجبي من اسرائيل في أي يوم ثمن ما، التي تقف وراء هذه المعركة الخاسرة؟.
اسرائيل اخترعت لنفسها فزاعة عدوة باسم ادولف بي.دي.اس. وقررت شن الحرب ضدها. الفلسطينيون تم ضربهم، والدول العربية منشغلة بشؤونها الخاصة، لا تكفي ايران، واسرائيل بحاجة بسرعة الى خطر وجودي آخر. حركة المقاطعة التي قام بتأسيسها عمر البرغوثي سقطت مثل ثمرة ناضجة في أيدي عدد من السياسيين والدبلوماسيين الاسرائيليين. فجأة جلعاد اردان ليس فقط وزير للشرطة ينشغل بأم الحيران ومخالفات السير؛ بل هو الآن ايضا وزير استراتيجي مع جهاز كبير، بدون ميزانية كبيرة، ومع ادارات عامة ولقاءات مع رئيس الموساد. لم يأمل أكثر من ذلك. تصنيف حركة بي.دي.اس كحركة لاسامية، مثل أي انتقاد لاسرائيل، تبين أنه الاستراتيجية الاكثر نجاعة. النضال ضد اللاسامية يحل كل ضائقة الاعلام. قل كلمة "لاسامية" والعالم سيصاب بالشلل. يمكنك قتل الاطفال في غزة، والقول "لاسامية" وقمع كل انتقاد. اوروبا ما تزال هناك. قم باستغلال ذلك بقدر استطاعتك.
من الصعب التصديق بأن جميع اعضاء البوندستاغ الذين صوتوا مع القرار الذي يعتبر النضال الذي لا يوجد نضال مشروع أكثر منه، لاسامية، وافقوا حقا على القرار. يمكن الافتراض بأنه في اعماق الكثيرين يوجد شك، وحتى معارضة، لهذه الخطوة التي تم املاؤها. ليس فقط في المانيا، بل في معظم الدول الاوروبية، اصبح من الصعب انتقاد اسرائيل دون اتهامك باللاسامية. هذا هو الانتصار الاكبر لماكينة الدعاية الاسرائيلية. وهذا من شأنه أن يؤدي الى هزيمتها ذات يوم. مع ازدياد الكومة سيكون لديهم المزيد من الشجاعة للمقاومة. وعدم الموافقة على المعادلة الكاذبة. وعندما سيتم سن قانون الركوع والالمان يضطرون الى الركوع امام اسرائيل، وليس فقط الرقص على انغام قيثارتها، ربما سيوجد في حينه من يوقفون هذه المسيرة الهستيرية.