قانون المواطنة.. فتح نافذة فرص

امرأة من فلسطينيي الداخل ترفع لافتة ضد قانون المواطنة الإسرائيلي، خلال مظاهرة، خارج مبنى الكنيست في القدس -(ا ف ب)
امرأة من فلسطينيي الداخل ترفع لافتة ضد قانون المواطنة الإسرائيلي، خلال مظاهرة، خارج مبنى الكنيست في القدس -(ا ف ب)

يديعوت أحرونوت

موسي شكلار

اضافة اعلان

بينما يجري الحديث عن اخلاء بلدة افيتار، فإذا بقانون المواطنة يضع أمامنا مادة متفجرة. فالقانون يكشف امامنا منظومة من القيم المهمة للمجتمع الاسرائيلي. الكثيرون منا لم يحبوا على اقل تقدير صور الفرحة والنصر للقائمة المشتركة الى جانب الهتافات التي جاءت من مقاعد الليكود. فليس بسيطا على المرء ان يرى رافضي الدولة القومية يتلقون تعزيزا لموقفهم ممن يسمون أنفسهم المعسكر القومي.
الى جانب التساؤلات حول معنى تصويت معسكر الليكود، يمكن أن نرى ايضا نصف الكأس الملأى، وان نأمل ان يخرج الحلو من المر. فليس في كل يوم يكون من نصيب كنيست اسرائيل الانشغال بمسألة مبدئية وقيمية تتعلق بلباب وجود المجتمع الاسرائيلي.
ان السلامة الاجتماعية والسياسية لا تتيح البحث في المسائل الجوهرية كما ينبغي. فالسياسيون كعادتهم يمتنعون عن الانشغال في مواضيع معقدة ويفضلون تسطيح المداولات وتلوينها بلوني الاسود والابيض. كما أن التقسيم القديم لليسار واليمين لا يساعد في هذا الشأن. فتشكيلة الحكومة الحالية التي تضم تيارات متناقضة في المقلوب على المقلوب ستكون ملزمة بان تهتم بذلك. الواقع الاسرائيلي الخاص تلقى صفعة على الوجه. والتوتر القبلي والفكري سيجلب بالضرورة الى عتبتهم مسائل عميقة تشبه قانون المواطنة. والانشغال الاعلامي في مسألة هل سيصمد الائتلاف يبعد البحث عن مكانه المناسب.
لقد حان الوقت لأن توضع الأوراق على الطاولة. فقانون المواطنة يضع امامنا مرآة لنرى كم نحن ملتزمون بالهوية القومية حتى لو كان هذا يمس بحقوق الفرد. والمحاولة للتغطي بالبطانية الامنية في هذه المسألة هي ازدواجية اخلاقية ومزايدة من معظم العاملين في المجال (باستثناء ميرتس والقائمة المشتركة المخلصتين لمذهبهما في ان الحقوق وحرية الفرد هي قيم عليا).
في حكومة منسجمة لليسار أو اليمين يصعب اجراء استيضاح فكري معقد. وبالذات في حكومة خاصة تتجسد امام ناظرينا في اطار سيرها تفتح امامنا نافذة فرص لأن نبحث مرة واحدة والى الابد في مسائل الهوية والقومية الى جانب القيم الكونية. في هذا تعيد توزيع الاوراق القبلية. بدلا من العالم الثنائي – يسار يمين، متدينين علمانيين، اسرائيل اولى وثانية – والذي اعتدنا جدا عليه على مدى عشرات السنين، يمكن ان نبلور قبيلة صهيونية قومية تضم يسارا ويمينا متدينين وعلمانيين، الى جانب تيار ليبرالي كوني. وفقط عندما تكون الهويات واضحة لا تشوش قيمها، سيكون ممكنا خلق خطاب مثمر وبناء بين القبائل المختلفة.
الى جانب هذه المسألة كدنا ننسى الجدال حول اخلاء بلدة افيتار. الاجنبي لن يفهم هذا، ولكن في الجدال حول الحل الوسط انكشف وجه جديد في اوساط المستوطنين.
كما هو الحال دوما يتحمس الخطاب ويتلون بلوني الاسود والابيض وهكذا يفوت الامر الاساس. فمجرد الحل الوسط يضع امامنا واقعا جديدا. حكومة بينيت لبيد في مجرد قيامها جاءت لتخلق معادلة اخرى في عالم من القيم المتضاربة. والحل الوسط الذي تحقق يبشر ببداية مسيرة لا يكون فيها بعد اليوم مكان لقيم مطلقة يكون فيها انتصار معسكر واحد معناه هزيمة وسقوط للطرف الآخر.
لا يدور الحديث فقط عن خطوة تكتيكية. فالاستعداد للتنازل عن قيمة ما في صالح قيم اخرى مثل وحدة الشعب واحترام القانون هو تغيير ذو معنى سيؤثر ايجابا على مسائل متفجرة اخرى. امام ناظرينا يتحقق معسكر جديد يسعى لان يعترف ويحتوي قيم الآخر ويزيح العقبة عند الحاجة.