قبل جرفه بمياه السيل.. شهود يسمعون الخطيب: ساعدوني! (فيديو)

RG0A1223
RG0A1223

حمزة دعنا

عمان- رن هاتف سميرة الخطيب، مساء يوم الأربعاء الماضي، لتتفاجأ بابن شقيقها الشاب حمزة الخطيب يسألها "شو طابخة يا عمتي عالعشاء"، وبعد أن زارها وتناول الطعام وشرب القهوة، كان عائداً لمنزل ذويه في منطقة الجريبة بلواء الرصيفة في حوالي الساعة الثامنة والنصف مساء ذلك اليوم، حين داهمته السيول ليصبح بعدها في عداد المفقودين حتى الآن.
وصل الشاب (26 عاما) والمفقود منذ ستة أيام الى منطقة وادي القمر، ليمر بمركبته "بكب ديانا" على جسر يربط بين جانبي الوادي (جبل الأمير فيصل من جهة، ومنطقة ياجوز من جهة أخرى) لكن مركبته توقفت نتيجة المياه المتدفقة من السيل، وبعد "جهد جهيد" خرج من مركبته من الجهة اليمنى (شباك مقعد الراكب، المحاذي لمقعد السائق) وصعد أعلاها، طالباً النجدة من شخص تواجد بالصدفة بالقرب من الجسر، لتكون آخر كلمة قالها لآخر من شاهده "ساعدني"، بحسب ما أفاد لـ"الغد" أبو قصي أحد شهود العيان.
ذهب أبو قصي مسرعاً لطلب النجدة من جيرانه ليساعدوه في إنقاذ حمزة من خلال جلب حبل ورميه له، إلا أن قوة دفع المياه كانت أسرع من الجميع. المياه سحبت حمزة بعيدا عن نظر الجميع وهو يصرخ "ساعدوني ساعدوني" لكن لا أحد استطاع ذلك نتيجة المياه التي تخطى ارتفاعها المتر بحسب الشهود.
شاهد العيان أبو فارس العدوان يقول "جاءت كوادر الدفاع المدني بعد حوالي نصف ساعة منذ أول اتصال قمنا به، ولو كان هنالك مصدات ثابتة لما سقطت مركبته إلا أن المصدات الموجودة حاليا، وغير المثبتة سقطت أيضا من قوة دفع المياه".
الناطق الإعلامي في الدفاع المدني إياد العمرو يؤكد لـ"الغد"، أن وقت الإبلاغ عن الحادثة كان عند الساعة 9.27 دقيقة من مساء يوم الأربعاء ووقت الوصول كان عند الساعة 9.34 دقيقة من أقرب مركز تابع لمديرية الدفاع المدني وهو مركز المشيرفة.

;feature=youtu.be
اضافة اعلان


ذهبت "الغد" إلى منزل حمزة الخطيب الواقع في منطقة جريبة والتقت والدته وجدته وعمته، لتقول والدته وقد اغرورقت عيناها بالدموع "لقد كنت أبحث لحمزة عن عروس وطلبتُ منه في آخر اتصال هاتفي جرى بيننا أن يحضر لنا خبز شراك، وقال لي سوف أتاخر يا أمي وعلى ما يبدو أن عودته فعلا ستتأخر".
وتضيف أم حمزة، "المعروف عن ابني البكر والذي يعمل في قطاع المقاولات أنه يقوم بمساعدة الجميع ولا يتواني لحظة عن تقديم العون لأحد، وأتمنى من جميع الجهات تقديم المساعدة له للعثور عليه".
ومع دخول عمليات البحث عن حمزة يومها السادس، بحلول اليوم، أوضح الناطق الإعلامي للدفاع المدني أن الفرق المتخصصة في الدفاع المدني تواصل عمليات البحث والتفتيش عن الشاب المفقود الذي جرفته المياه في سيل وادي القمر في محافظة الزرقاء، من خلال كلاب البحث وطائرات الدرون وقوارب مخصصة، ابتداء من المنطقة التي فقد فيها وهي وادي القمر، وحتى سد الملك طلال وعلى امتداد 55 كيلومترا.
وأضاف أنه تم زيادة عدد الغطاسين للبحث في برك المياه العميقة، ومشاركة متطوعي الدفاع المدني ومجموعات من المجتمع المحلي، حيث يتم تنظيم عملهم من خلال فرق الدفاع المدني إلى جانب مجموعات عمل تضم فرق غطس وفرق إنقاذ من المديريات الميدانية وفريق البحث والإنقاذ الدولي، ليزيد عدد المشاركين في البحث عن الشاب المفقود 250 شخصا مجهزين بمعدات بحث وإنقاذ متخصصة تعمل على نطاق واسع يمتد من وادي القمر وصولاً إلى سد الملك طلال.
وأشار إلى أن هذه الفرق تبذل جهودا مضنية في عمليات البحث والتمشيط والتفتيش للعثور على الشخص المفقود، على الرغم من الصعوبات التي تواجههم نتيجة وجود بعض البرك العميقة وصعوبة البحث فيها نتيجة لانعدام الرؤية بداخلها ووجود الطمي والحجارة والشجيرات والحفر العشوائية والمسافة الطويلة للسيل والتي تصل لغاية سد الملك طلال.