قتيلان عراقيان بإحدى تظاهرتين في بغداد صدرية والثانية مطلبية

بغداد- قتل متظاهران عراقيان وأصيب العشرات بجروح أمس خلال مشاركتهم في تظاهرة مناهضة للحكومة في العاصمة بغداد، وفق الشرطة ومصدر طبي. وقال المصدر إن أحد القتيلين أصيب بالرصاص الحي والثاني بقنبلة غاز مسيل للدموع، فيما حصلت أعمال العنف بعد مشاركة الآلاف في تظاهرة أخرى مناهضة للوجود الأميركي لم تشهد وقوع حوادث. وشارك الآلاف من مؤيدي الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر في تظاهرة أمس طالبوا خلالها بطرد القوات الأميركية من العراق، فيما وقف على الجهة المقابلة للشارع متظاهرون مناهضون للحكومة مطالبين بإخراج الطبقة الفاسدة. وأكد رئيس الجمهورية برهم صالح أمس أن العراقيين عازمون على بناء دولة ذات سيادة، مضيفا بتغريدة على "تويتر" "إن العراقيين مصرون على دولة ذات سيادة كاملة غير منتهكة، خادمة لشعبها ومعبرة عن إرادتهم الوطنية المستقلة بعيدا عن التدخلات والإملاءات من الخارج". وأضاف "دولة ضامنة لأمنهم وحقوقهم في الحياة الحرة الكريمة، دولة في أمن وسلام مع جيرانها". وفي ساعات صباح أمس تجمع الآلاف من الرجال والنساء والأطفال من كل الأعمار في حي الجادرية بشرق بغداد، رغم الطقس البارد، وأطلق بعضهم هتافات "أخرج أخرج يا محتل" و"نعم نعم للسيادة". وتلا ممثل عن الصدر على منبر نصب في موقع التظاهرة، بيانا من رجل الدين البارز، دعا فيه جميع القوات الأجنبية إلى مغادرة العراق وإلغاء الاتفاقيات الأمنية العراقية مع الولايات المتحدة وإغلاق المجال الجوي العراقي أمام الطائرات العسكرية والمسيّرة الأميركية، والا يتعامل الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ"فوقية واستعلاء وعنجهية" عند مخاطبته المسؤولين العراقيين. وأضاف البيان "إذا تم تنفيذ ما ورد أعلاه، فسيكون تعاملنا على أساس أنها دولة غير محتلة، وإلا فهي دولة معادية للعراق". وبعيد ذلك، بدأ المتظاهرون بمغادرة الساحة، ورمي اللافتات في الحاويات على طول الطريق، فيما بقي بعضهم في مكانه. وحظيت دعوة الصدر، التي جاءت بعد تصويت في البرلمان العراقي على تفويض الحكومة بإنهاء تواجد القوات الأجنبية في البلاد، بتأييد واسع من الفصائل الشيعية المقربة من إيران، والتي تتهم بالوقوف وراء بعض أعمال العنف ضد المتظاهرين الذين يتجمعون في ساحة التحرير المركزية، ما يثير مخاوف من اشتباك بين الطرفين. يذكر أن الصدر كان أعطى لأنصاره حرية المشاركة في التظاهرات المناهضة للفساد، كما طلب منهم حماية المتظاهرين من مجموعات مسلحة متهمة بتنفيذ عمليات اغتيال وخطف ضد ناشطين. لكن أحد الناشطين قال لوكالة فرانس برس ليل أول من أمس إن "الصدر لا يمثلنا". وسعى المتظاهرون المطلبيون إلى استعادة الزخم وتشديد الضغط على السلطات، وبدأوا منذ مطلع الأسبوع بقطع الطرقات في العاصمة ومدن جنوبية، وكان هؤلاء أبدوا قلقا كبيرا من دعوة الصدر، وتخوفوا من أن تكون قريبة من ساحة التحرير. وشهد وسط بغداد أمس إغلاقا لطرقات رئيسية عدة وانتشارا كثيفا للقوات الأمنية، وتحدث المشاركون بالتظاهرات عن سيناريوهات عدة، فيما أعرب كثيرون منهم عن قلقهم من أن ينجر بعض زملاءهم إلى السفارة الأميركية، وتكرار المسلسل نفسه الذي حصل الشهر الماضي وأطلق شرارة التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، وجعل من العراق ساحة لتصفية الحسابات. من جهة أخرى، أصدرت الفصائل الشيعية المتشددة مثل حركة النجباء وكتائب حزب الله العراقي، تهديدات شديدة اللهجة تجاه رئيس الجمهورية برهم صالح، تعليقاً على لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس الأربعاء الماضي. وقدم أحد مستشاري صالح، وينتمي إلى حركة عصائب أهل الحق، استقالته من منصبه اعتراضا على اللقاء أيضا، الا أن الصدر أعلن أول من أمس "عبر مقربين منه دعمه لرئيس الجمهورية". وقال الخبير بالشأن العراقي في مركز كارنيغي حارث حسن لوكالة فرانس برس إن الصدر كان يحاول الحفاظ على "هوياته المتعددة" من خلال دعم احتجاجات مختلفة. واعتبر حسن أنه "من ناحية، يسعى إلى وضع نفسه كزعيم لحركة إصلاحية، كشعبوي ومناهض للمؤسسة". وأضاف "من ناحية أخرى، يريد أيضا الحفاظ على صورته كزعيم لمقاومة "الاحتلال الأميركي"، جزئياً لكسب تأييد إيران. وشددت طهران مؤخراً على أنه يجب على جميع القوات الأميركية مغادرة الشرق الأوسط، وسط التوترات المتصاعدة بينها وبين واشنطن. وأشار الخبير السياسي إلى أن "هذا الاحتجاج، سيظهر أن الصدر ما زال قادراً على تعبئة مجموعات كبيرة من الناس في الشوارع، لكن من المحتمل أيضاً أنه يريد من المجموعات الأخرى أن ترد من خلال منحه مساحة أكبر لاختيار رئيس الوزراء".-(وكالات)اضافة اعلان