قرار سليم

ربما يكون الجهاز الفني للمنتخب الوطني لكرة القدم، قد أصاب في تنسيبه لمجلس إدارة اتحاد الكرة، بالاعتذار عن عدم المشاركة في بطولة كأس العرب المقبلة، ذلك أنها "ورغم المغريات المالية"، قد تؤدي الى خلل في برنامج إعداد المنتخب للمرحلة الرابعة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال البرازيل 2014.اضافة اعلان
ليس المهم أن يشارك المنتخب في تصفيات كأس العرب ومن ثم نهائياتها، ولو كان ذلك سيرفد خزينة اتحاد اللعبة بنحو 100 ألف دولار أميركي على الأقل، بل المهم أن تكون تلك المباريات في خدمة المنتخب، لا سيما وأنه مقبل على خوض 8 مباريات مهمة في التصفيات تعقب لقاء الصين "تحصيل حاصل"، وعلى مدار عام بدءا من شهر حزيران (يونيو) المقبل، سيعيش الجمهور الأردني حلما جميلا يتمنى أن يتحقق، وأن يكون النشامى بين فرسان المونديال المقبل.
الأردن لم يعتد على الغياب عن المشاركة في البطولات العربية، وكأس العرب كانت تشكل محطات مشاركة مهمة للكرة الأردنية، بيد أن الحالة التي عاشها الاتحاد العربي في السنوات الأخيرة، جعلت بطولاته أثرا بعد عين، لأنها كانت تصطدم دوما بـ"ضيق الوقت"، حيث تتضارب مواعيدها مع مواعيد بطولات الاتحادين الآسيوي والأفريقي على صعيد المنتخبات والأندية، فكانت نخبة الفرق تعتذر عن عدم المشاركة، وتتقلص بالتالي القيمة الفنية ويغيب التنافس الا في حدود بسيطة.
نأمل من الاتحاد العربي أن لا "يركب رأسه"، ويبحث في الاعتذارات المتتالية للمنتخبات العربية عن كأس العرب، التي يفترض أن تعود بعد غياب زاد على عشر سنوات؛ إذ كانت آخر البطولات في مطلع العام 2002 في الكويت، ومنذ ذلك الحين لم تقم البطولة، وبالتالي يعيد النظر في الموعد المقترح للبطولة، اذا ما كان يتطلع الى انطلاقة قوية ونجاح كبير، وغير ذلك يمكن أن تقام كأس العرب بمن سيحضر وبأي شكل من الأشكال، لكن ذلك سيكون على حساب المستوى التنافسي؛ لأن المنتخبات العربية الكبيرة في القارتين الآسيوية والأفريقية لها استحقاقاتها الأكثر أهمية.
حريصون على كأس العرب أن يكون النجاح حليفها، لكن اختيار الزمان المناسب سيكون أحد عناصر القوة، وربما يكون النشامى وآخرون بين المشاركين في حال لم تتقاطع مواعيد البطولات مع بعضها بعضا.

[email protected]