قرار ظلامي في عسقلان

أسرة التحرير- هارتس

من دون ذرة خجل صادقت حكومة إسرائيل أمس (الأحد) على قرار ما كان ليتخذ في أي دولة متنورة في العالم: بناء قسم جديد ومحصن لمستشفى برزيلاي في عسقلان في نطاق بعيد عن الموقع الأصلي، بسبب الاعتقاد بأنه في هذا الموقع الأصلي توجد قبور عتيقة.

اضافة اعلان

بسبب هذه القبور تأجلت إقامة القسم لسنتين، وسيتأخر البناء سنة أخرى وسيضطر دافع الضرائب إلى دفع 135 مليون شيكل إضافية أخرى. وكان تهديد نائب وزير الصحة يعقوب ليتسمان من يهودت هتوراة بالاستقالة إذا لم ينقل المبنى إلى الموقع الجديد أثر على الحكومة، التي اتخذت القرار بأغلبية طفيفة.

بعد أن شق في تل أبيب طريق على أكواخ قديمة، وتطوير طريق رقم 6 وطرق حيوية أخرى تأجل بسبب الخوف من القبور – أضيف الآن القسم الجديد هذا من مستشفى برزيلاي إلى قائمة المواقع التي انتصر فيها الدين على الدولة، وانتصر المعتقد على المنطق، وانتصرت أحزاب الأقلية الأصولية على الأغلبية العلمانية في إسرائيل.

وقد أوضح ليتسمان إصراره على معتقده الديني، ولكن لا يمكن بأي حال قبول خضوع الحكومة لضغوطه. وسجلت حكومة إسرائيل أمس (الأحد) رقما قياسيا آخر في الانبطاح أمام الجمهور الأصولي الذي ينجح المرة تلو الأخرى في أن يفرض معتقدات ظلامية على الأغلبية في إسرائيل التي تدعي بأنها متنورة وعلمانية.

لم يكن هناك أي سبب يدعو إلى تأجيل اقامة القسم الجديد في المستشفى، الذي يوجد في السنوات الأخيرة في عين العاصفة عقب إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، ويقدم المساعدة الطبية لعشرات الآلاف من سكان المحيط. كما أنه لم يكن هناك أي سبب يدعو إلى رفع كلفة المشروع. بينما ضغط المستوى المهني في وزارة الصحة، وعلى رأسه مدير عام الوزارة د. ايتان حي – عام، الذي قدم استقالته أمس في اعقاب القرار، لاقامة القسم الجديد في صيغته الأصلية، خضعت الحكومة لضغوط الأصوليين وبذرت المال والوقت الغاليين. المسؤولية عن ذلك تقع على عاتق كل اعضائها.

وفي قرارها أمس (الأحد) لم تصادق الحكومة فقط على نقل القسم في مستشفى برزيلاي، بل إنها صادقت من جديد أيضا على التمييز الذي يقضي بأنه خلف التظاهر بالتنور والانفتاح يوجد في إسرائيل مجتمع ذو مؤشرات أصولية لا تشهدها أي ديمقراطية غربية. على الحكومة أن تجري بحثا إضافيا في قرارها وأن تلغيه.