قواقزة: شجرات الكتب أينعت الغرس في نفسي لأصل إلى نهائيات "تحدي القراءة"

شيماء قزاقزة المشاركة في المسابقة- (من المصدر)
شيماء قزاقزة المشاركة في المسابقة- (من المصدر)
تغريد السعايدة عمان- "اقرأ واقرأ واقرأ من لا يقرأ من الجهل لا يبرأ"، هي رسالة موجهة من الطالبة شيماء قواقزة، التي تشارك في مسابقة "تحدي القراءة" في الإمارات، ووصلت إلى المراحل الأخيرة في التصفيات، لتكون من الطلبة الأردنيين الذين أثبتوا قدراتهم على التنافس في مختلف المحافل الدولية والعربية في المجال الثقافي. قواقزة التي تقطن في جرش، تحدثت لـ"الغد" عن مشاركتها لهذا العام، وهي الثانية لها؛ إذ بينت أن الدافع الكبير لديها، وشغفها بالقراءة، وتصميمها على الوصول إلى هدفها، كلها أمور جعلتها تشارك هذه المرة وتصل للمرحلة النهائية، بعد أن شاركت في العام الماضي، ولم تتمكن من الوصول إلى ما وصلت إليه الآن، وهذا إن دل فإنما يدل على "أن الإنسان قادر على أن يصل لهدفه مع العمل والاجتهاد والتصميم، لذا وضعت اللقب بين عيني، وبفضل الله حصلت عليه"، على حد تعبيرها. قواقزة هي طالبة في الثانوية العامة الفرع العلمي، إلا أن ذلك لم يمنعها من أن تكون مُطالعة لقراءة القصص بكل حب واستمتاع، وانصبت على قراءة الكتب، حتى وصلت إلى أن جالت في بحور خمسة وسبعين كتاباً، إلا أنها شاركت في المسابقة بخمسين كتابا، وهو العدد المطلوب للمشاركة، بعد أن سمعت عن المسابقة من خلال مدرستها ومواقع التواصل الاجتماعي التي نشرت الكثير عن المسابقة، وتابعت فوز الكثير من المشاركين خلال السنوات الماضية. ومن خلال التمرير عبر خمس لجان متخصصة في الأردن، تجاوزت قواقزة كل التحديات، واستحقت أن تكون المرشحة الأولى والأقوى من الأردن، لتمثل بلادها في مسابقة "تحدي القراءة"، وتشارك مع ستة عشر مشاركا من دول مختلفة، فازوا بالتحدي في بلدانهم، وهي التي تمر بمرحلة التحديات الأخيرة وصولاً لإعلان المركز الأول في المسابقة، والتي تُبث على قناة mbc، يوم الجمعة. المنافسة وحب النجاح والتميز والقدرة على التغيير للأفضل، هي العناصر التي اعتمدت عليها قواقزة في طريقها للمشاركة، وتقول "وضعت الهدف أمام عيني وأردت أن أرى تأثير التغيير في نفسي قبل كل شيء، وأن الهدف الذي وضعته أمامي هو أن أصنع من نفسي شيئا مختلفا، وهو الشيء الذي أنضجته شجرات الكتب وأينع الغرس حتى أصل إلى هنا". وتصف قواقزة ما مرت به من مراحل مختلفة خلال هذه الفترة، بأنها استنتجت أن المشاركة في التحديات والمسابقات التي فيها الكثير من الفائدة المعنوية والثقافية والعلمية لا يوجد بها خسارة، فمجرد قراءة الكتب بشكل دائم واستلهام المعرفة هو "أننا قررنا أن ننتصر على أنفسنا، ولا خاسر، لا يوجد خسارة في قراءة الكتب، ولا خاسر في ميادين العلم والثقافة والمعرفة". وعن نفسها، تؤكد أنها تعلمت درساً جديداً في الحياة هو "أن لا استسلام في حياة الإنسان، وأن الجد والاجتهاد يتغلبان على كل شيء". حب القراءة والكتب لدى قواقزة لم يكن وليد اللحظة، فهي منذ صغرها تحب كتابة الخواطر والمقالات، ولديها القدرة على أن تدير البرامج، وإلقاء الشعر، كما تعمد على أن تكون متواجدة دائماً في إدارة المناسبات التي تحضرها سواء في المدرسة أو غيرها، وهذا جعل منها باحثة دائماً عما يلبي رغبتها في الوصول إلى المحافل العليا والمشاركات الدولية، وهو ما حصلت عليه بالفعل. ولكل شخص ناجح في الحياة، لا بد من أن يكون لديه داعمون مساعدون يمسكون بيده للوصل إلى بر النجاح، وهو ما تؤكده قواقزة التي ترى لعائلتها الفضل الكبير في التحدي والتشجيع على الاستمرار في النجاح وتحقيق الهدف. وتشير بقولها "عائلتي كان لها دور كبير في تشجيعي على الوصول إلى هنا، فوالدي كان دائماً يقول لي إنه يرى شخصا عظيما وإرادة قوية في نفسي، وأمي دائمة التشجيع لي على القراءة والعلم، وهي أولى الخطوات للوصول إلى المجد". يذكر أن مسابقة "تحدي القراءة" يمكن متابعتها عبر البرنامج الأسبوعي عبر حلقاته الثماني يوم الجمعة، وهو استحداث لمسابقة "تحدي القراءة"؛ إذ تم إطلاقه من قبل مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية التي تنضوي تحت مظلتها مبادرة تحدي القراء العربي؛ إذ قررت تحويل المنافسات النهائية إلى برنامج بصيغة تلفزيون الواقع، يسمح لملايين المشاهدين العرب حول العالم متابعة قدرات ومواهب وإمكانيات الطلبة الـ16 الذين وصلوا إلى المرحلة النهائية من المنافسة في الدورة الرابعة، بعد تتويجهم أبطالاً على مستوى بلدانهم. وتتضمن حلقات البرنامج مجموعة من التحديات والاختبارات صُممت خصيصاً للبرنامج، وفق قواعد علمية وتربوية وسلوكية تقيس القدرات العلمية والثقافية والشخصية للمتسابقين الـ16 ضمن أجواء تنافسية وتشويقية تتخللها لحظات إنسانية مفعمة بالمشاعر بين أبطال التحدي بعضهم بعضا، وبينهم وبين لجنة التحكيم التي جرى اختيارها بعناية، أو بينهم وبين الموجهين المختصين الموكل إليهم تدريب وإرشاد وتوجيه المتنافسين لعرض تجاربهم المعرفية ومسيرتهم مع القراءة وحصيلتهم الثقافية وقدراتهم على عرض أفكارهم وآرائهم بشكل سلس وجذاب. وفي النهاية، توجه قواقزة رسالتها إلى الطلبة بشكل عام، وإلى أقرانها في المدراس الأردنية، وتقول "رسالتي من بين أنفاس الكتب سيصدح فجر جديد جديد، وسيكون على يدي الجيل الحاضر اقرؤوا بلا توقف لتعيدوا للأمة أمجادها بالعلم والمعرفة، فهي السبيل الوحيد للنهضة والقيم ورسالتي للشباب العربي.. لقرأ.. اقرأ.. اقرأ".اضافة اعلان