قصة أخرى عن بنيامين نتنياهو

هآرتس

جدعون ليفي

يمكن أن نقصّ قصة أخرى. قصة عن سياسي لا يتنازل ولا يستسلم في الوقت الذي فيه أي احد آخر لو كان في مكانه كان سيرفع يديه منذ فترة طويلة، سياسي جلد الفيل أرق من جلده، والذي مر ويمر بسلسلة من الإهانات والإدانات والتخويفات والتحريضات والكراهيات والتي قليلون هم من مروا بها، بما في ذلك حرب قانونية، والتي ما زال من غير الواضح كيف تنتهي. يمكننا أن نقص قصة عن سياسي لم ينكسر، رغم كل ما مر به، هذا كان سيبعث على التقدير الكبير في سياق آخر. يمكن ايضا التحدث عن شخص يدافع عن عائلته، ويدعم زوجته طوال الطريق ويدفع ثمنا عاما باهظا ايضا عن ذلك؛ حتى هذا كان يستحق التقدير في سياق آخر.اضافة اعلان
يمكن التحدث عن سياسي، الذي جزء كبير من الاسرائيليين يكنون له المحبة، سواء أردنا أو لم نرد. يمكن التحدث عن معسكر كارهيه، الذي هو معسكر فارغ وفقط كراهيته له هي التي تملأه. يمكن القول إن الحكومة التي حلت محل حكومته، لم تزد عليها قيد أنملة، باستثناء تهذيبها وسلوكها. من يتأثر من أخلاقها وسلوكها، من هذه الأمور وحدها، هو ايضا يعتبر متنورا وليبيراليا في إسرائيل. يمكن الحديث عن سياسي، الذي رغم كل هذا يحظى بأغلبية ساحقة في كل استطلاع بخصوص درجة ملاءمته لرئاسة الحكومة.
القصة المدهشة جدا لبنيامين نتنياهو يمكن أن نقصها ايضا بهذه الصورة. ولكن من يقص القصة بصورة مختلفة عما هو مقبول هو بالطبع بيبيّ محكوم عليه بالإدانة في المعسكر الآخر، المعسكر الذي هو عكس الظلام. الضوء الوحيد هو ضوء من هو ضد نتنياهو.
بماذا نتنياهو اكثر ظلامية من اعدائه؟ بماذا أعداؤه أكثر منه تنورا؟ في إسرائيل الأمر ليس بحاجة الى تبرير. يكفي أن تقول نتنياهو، بن غفير وسموتريتش. هذا الثلاثي سيخرب الديمقراطية الاسرائيلية. نظام حرية ومساواة من الانظمة المستنيرة في العالم، النظام الديمقراطي الثاني بعد ايسلندا، سيتحطم بسبب هؤلاء الثلاثة رخيمي الصوت. بتسلئيل سموتريتش بالمناسبة، سبق وكان وزيرا، ولكن انتظروا ايتمار بن غبير في وزارة الأمن الداخلي. هو سيأمر رجال الشرطة بأن يركلوا حاملي نعش الصحفية المشهورة، التي قتلت كما يبدو بأيدي جنود الجيش الاسرائيلي. هو سوف يحرض رجال الشرطة ضد الفلسطينيين في القدس ويرسل حرس الحدود لقتل العمال الذين يتجرأون على الوصول الى الجدار الذي يسجنهم. عندما يحدث كل هذا، بسبب نتنياهو بالطبع، ستتدمر الديمقراطية الاسرائيلية. هذه هي القصة التي يقصها الاسرائيليون المتنورون على أنفسهم.
الآن كل هذا سيعود، وبصورة أشد. اسرائيل منقسمة فقط في موضوع واحد. الاختلاف هو ما بين من يريدون قيادة تجعل من أجلهم الاستبداد الشمولي في المناطق سهل البلع وبين من يعرض هذه الدكتاتورية الشمولية كما هي، شريرة ومجرمة. مع نتنياهو وبن غبير لن نشعر بالرضى عن انفسنا. مع يئير لبيد وعومر بارليف – اوه كم نحن جميلون. الآن كل هذا لم يعد نظريا ولا حلما. لقد سبق وجربنا حكومة النور التي حكمت هنا لمدة عام. اعضاؤها اكلوا وفمهم مسدود وتحدثوا بصورة جيدة؛ ميري ريغف، دافيد بيتون ودافيد امسالم اختفوا عن الشاشة، كم هذا مريح، ولكن بعد أن حصلنا بدلا منهم على ميراف ميخائيلي، نيتسان هوروفيتس ومنصور عباس، اعضاء حكومة الاحلام، الجرائم تراكمت أكثر مما كانت قبل مجيئهم.
لم يكن هنا في يوم من الأيام مذابح بهذا القدر من التواتر للمستوطنين، بدون أن يوقفهم أحد، أو يحاول الدفاع عن ضحاياهم. لم يقتل في يوم من الأيام جنود الجيش الاسرائيلي، بسهولة كهذه، مثلما في ظل حكومة التغيير هذه. هم يخيفوننا بنتنياهو. يقولون إنه سيدمر منظومة القضاء. أي منظومة بالضبط؟ تلك التي تحولت منذ فترة طويلة الى خاتم مطاطي حقير للاحتلال. من يحتاج منظومة قضاء مستقلة، اذا كان في القضية الاكثر اهمية بالنسبة للصورة القانونية للدولة هو نظام مشين من متعاونين. يمكننا مواصلة الحديث، بأن إسرائيل ستتحول إلى غير ديمقراطية فقط إذا انتخب نتنياهو.