قطاع غزة: تهديدات الاحتلال بشن حرب واسعة مستمرة

نادية سعد الدين

عمان- عاد الهدوء الحذر إلى قطاع غزة، أمس، بعد تطورات أخيرة أنذرت بشبح التصعيد العسكري بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية، من دون أن تستكين تهديدات الاحتلال بشن حرب واسعة.اضافة اعلان
وتزامن ذلك مع قرار إعادة السلطات المصرية لفتح معبر رفح البري مع قطاع غزة لتسهيل عودة العالقين في الجانب المصري إلى القطاع وإدخال البضائع، بما يشي بنجاح اتصالات احتواء التوتر بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال.
وأعلنت وزارة الداخلية الفلسطينية في قطاع غزة أن السلطات المصرية أبلغتها بعودة العمل الطبيعي بمعبر رفح في الاتجاهين اعتباراً من يوم بعد غد، وذلك بعدما أغلقته منذ يوم الاثنين الماضي في خطوة وصفت أنها مرتبطة بتنظيم الفصائل الفلسطينية احتجاجات شعبية قرب السياج الحدودي مع الجانب الإسرائيلي.
في حين أعلنت السلطات الإسرائيلية عن حزمة جديدة من "التسهيلات" لصالح قطاع غزة ضمن الاتصالات الإقليمية لتعزيز تفاهمات التهدئة مع الفصائل الفلسطينية.
وقالت الحكومة الإسرائيلية، في تصريح أمس، إنه تقرر توسيع إدخال المعدات والبضائع لمشاريع مدنية دولية في قطاع غزة وزيادة حصة التجار من غزة ممن يسمح لهم بالسفر إلى ألف تاجر إضافي.
وأضافت أنه سيتم المصادقة على استيراد سيارات جديدة إلى قطاع غزة، والسماح باستئناف تجارة الذهب بين غزة والضفة الغربية، مشيرة إلى أن هذه الخطوات والمزيد منها مشروطة بالحفاظ على الاستقرار الأمني.
وكانت مصر قد رعت اتفاقًا لوقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال، في 21 أيار (مايو) الماضي، لإنهاء عدوان إسرائيلي جائر خلف أكثر من 250 شهيداً فلسطينياً و13 قتيلًا إسرائيلياً، فضلًا عن تدمير واسع في المنازل والبني التحتية في القطاع.
وسمحت قوات الاحتلال عقب وقف إطلاق النار بفتح جزئي لمعابر قطاع غزة وإدخال الاحتياجات الإنسانية الأساسية مع إبقاء قيود واسعة على الواردات وعمليات التصدير، بحسب الأنباء الفلسطينية.
غير أن التهديدات الإسرائيلية لم تتوقف؛ حيث توعد الوزير الإسرائيلي، زئيف إلكين، أمس، بالرد على ما زعمه "كل هجوم" يستهدف الكيان المحتل أو اعتداء على جنود الاحتلال.
وأضاف إلكين، طبقاً للمواقع الإسرائيلية، "نحن بحاجة إلى الرد بشكل حاسم على أي هجوم ضدنا، سواء كان بالوناً منفرداً، أو هجوماً على جنودنا".
وكان قناص الاحتلال، بارئيل شموئيلي، من حرس الحدود، أصيب السبت الماضي، بجراح خطرة، إثر تعرضه لإطلاق نار عند الحدود الشرقية لقطاع غزة، خلال مظاهرة نظمتها الفصائل الفلسطينية في ذكرى إحراق المسجد الأقصى ضد العدوان الإسرائيلي.
وفي سياق متصل؛ اعتبر المستشار السياسي لوزير الخارجية والمغتربين الفلسطينية، السفير أحمد الديك، أن تصريحات ومواقف رئيس الحكومة الإسرائيلية "نفتالي بينيت" متطرفة ومعادية للسلام، حيث أطلقها قبيل لقائه الرئيس الأميركي جو بايدن.
وقال إن تلك التصريحات "تجد ترجمة لها في بؤرة "ابيتار" الاستيطانية واستمرار حملة الاعتقالات وترويع الأطفال وتكسير الأبواب وتدمير أثاث المنازل وإطلاق الرصاص الحي والمطاطي والقنابل الغازية ضد الفلسطينيين في "بيتا" بالضفة الغربية المحتلة".
وأضاف الديك، أن الشعب الفلسطيني يتعرض لأشكال كثيرة من العقوبات وعمليات القمع والتنكيل من قبل قوات الاحتلال، بالإضافة إلى تجريف متواصل للأراضي الزراعية وشق الطرق الاستيطانية التي تلتهم المزيد من أراض البلدة والقرى المجاورة، وسط صمود وثبات أهالي "بيتا" تعبيراً عن إرادتهم الجماعية الحرة وإصرارهم على الحاق الهزيمة بالمشروع الاستيطاني الذي يستهدفهم.
وأكد أن جهود "الخارجية الفلسطينية" متواصلة لفضح جريمة الاحتلال في "بيتا"، ولحشد أوسع إدانات دولية لهذه الجريمة، مطالباً بموقف دولي رادع يجبر الاحتلال على تفكيك وإزالة بؤرة "ابيتار" الاستيطانية.
من جانبه، قال عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، تيسير نصر الله، إن فصائل منظمة التحرير الفلسطينية ستعقد اجتماعاً الإثنين المقبل، في قرية بيت دجن شرق نابلس، دعماً لأهلها وانتصاراً لمقاومتها الشعبية التي تخوضها ضد البؤرة الاستيطانية المقامة على أراضيها.
وأكد نصر الله، في تصريح أمس، استمرار وتصعيد المقاومة الشعبية في بلدة "بيتا"، جنوب نابلس، حتى إزالة آخر كرفان في البؤرة الاستيطانية المقامة على جبل صبيح، مشدداً على أن "بيتا" شكلت نموذجاً رائعاً يحتذى به في المقاومة الشعبية.
وأشار إلى أنه سيتم اليوم تنظيم عدة فعاليات للمقاومة الشعبية في مناطق الاحتكاك مع الاحتلال الإسرائيلي بالضفة الغربية، رفضاً لانتهاكاته المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني.