قلة ساعات العمل تجذب فتيات لقطاع التعليم

معلمة في صف ابتدائي بإحدى المدارس الحكومية في عمان- (تصوير: محمد أبو غوش)
معلمة في صف ابتدائي بإحدى المدارس الحكومية في عمان- (تصوير: محمد أبو غوش)

حلا أبوتايه

عمان- تعمل مريم حسن في إحدى المدارس الحكومية  كمرشدة لطالبات المدرسة وهي تبدأ العمل عند السابعة والنصف صباحا حتى الواحدة والنصف ظهرا.
وتحصل مريم على دخل شهري لا يتجاوز 350 دينارا إلا أنها لا تفكر في الإنتقال إلى عمل آخر بسبب قلة ساعات العمل مقارنة بالوظائف الأخرى.
وتشير مريم وهي متزوجة ولديها طفل إلى أن العمل في قطاع التعليم يلائم السيدات المتزوجات بالنظر إلى ساعات العمل التي لا تتطلب ساعات طويلة خارج المنزل فضلا عن إجازة العطلة المدرسية الصيفية والشتوية.
وتلفت مريم إلى أنها لا تتخيل أن تعمل في القطاع الخاص لساعات طويلة وإجازات محدودة حتى وإن كان الدخل أفضل من دخلها الحالي.
كذلك هي تغريد الطعان التي تعمل مدرسة لغة إنجليزية في مدرسة حكومية وتحصل على دخل 300 دينار غير أنها لاتشعر بالتذمر من ذلك.
وتشير تغريد وهي أم لثلاثة أطفال، أنها تخرج إلى العمل باكرا لتعود قبل الساعة الواحدة والنصف فتقوم بإعداد الطعام لأطفالها الذين يعودون من مدارسهم خلال الساعة الثانية بعد الظهر.
وتلفت تغريد إلى أنها بعملها هذا تجد متسعا من الوقت للجلوس مع أبنائها وتدريسهم وإطعامهم بالإضافة إلى أداء واجباتها الإجتماعية.
الخبير الاقتصادي د.قاسم الحموري يشير إلى أن قطاع التعليم يعتبر أكثر القطاعات تفضيلا للإناث بسبب قلة ساعات العمل وكثرة الإجازات في هذا القطاع مع استمرارية الحصول على الراتب طيلة تلك الإجازات.
ويبين الحموري أن قطاع التعليم يوفر حوافز كبيرة للإناث مقارنة بالعاملين في القطاع من الذكور وذلك بسبب طبيعة المرأة التي تميل إلى أداء الواجبات المنزلية والاهتمام بالأسرة في حين يميل الذكور إلى الوظائف التي تؤمن لهم مصدر دخل جيد بغض النظر عن عدد ساعات العمل.
وأظهر استطلاع أجراه بيت.كوم، أكبر موقع للتوظيف في الشرق الأوسط، بالتعاون، المنظمة المتخصصة بالأبحاث والاستشارات، حول "أفضل مجالات العمل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا"، أن المشاركين في الأردن يعتبرون قطاع البنوك والتمويل المفضل لديهم فيما يتعلق بالتوظيف.
كما ويُنظر إلى وظائف قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بتقدير كبير كونها تعد بمستقبل مزدهر، في حين تميل السيدات على الأغلب وظائف القطاع التعليمي والأكاديمي.
وعبّر 41 % من الموظفين في الأردن المشاركين في الدراسة عن رضاهم عن حزم الرواتب الشهرية التي يتقاضونها في قطاعهم الحالي، في حين أشار 44 % منهم إلى رضاهم عن قدرتهم على الحفاظ على توازن جيد بين الحياة والعمل. كما أنهم يشعرون بالارتياح حيال فرص النمو الوظيفي بشكل عام (حيث عبّر 34 % عن رضاهم)، والأمن الوظيفي (49 %)، وساعات العمل (60 %) والتدريب وفرص التطور (41 %). ويشير 56 % إلى سعادتهم بثقافة العمل الحالية لديهم، الأمر الذي يظهر أن بيئة العمل في الأردن هي بيئة سعيدة.

اضافة اعلان

[email protected]