قمة النفاق: مرتفعات ترامب.. هدية نتنياهو للرئيس الأميركي

Untitled-1
Untitled-1

تقرير خاص - (الإيكونوميست) 22/6/2019
ترجمة: علاء الدين أبو زينة

أراد نتنياهو أن يشكر الرئيس ترامب على اعترافه بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، التي استولت عليها من سورية في حرب الأيام الستة في العام 1967. ولا تقبل أي دولة أخرى في العالم ادعاء إسرائيل امتلاك هذه المنطقة. لكن إدارة ترامب قالت إن إسرائيل تحتاج إلى هذه الأرض من أجل حماية نفسها من سورية والقوات المدعومة من إيران داخل البلد.

  • * *اضافة اعلان
    القدس - إذا كان الماضي يمكن أن يقدم أي دليل، فليس ثمة ما يحبه دونالد ترامب أكثر من رؤية اسمه مكتوباً بأحرف ذهبية كبيرة على مشروع عقاري. ولذلك، من المتوقع أن يكون الرئيس الأميركي قد سُرَّ تماماً عندما أزاح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الستار عن الشاخصة المذهبة لـ"مرتفعات ترامب" في 16 حزيران (يونيو). وتمت تسمية البلدة الجديدة المفترضة في مرتفعات الجولان تكريماً للسيد ترامب. وليس لهذه البلدة الافتراضية خطة ولا ميزانية.
    كما بدا أن توقيت القرار الأميركي الخاص بالجولان، قبل أسبوعين من الانتخابات الإسرائيلية في نيسان (أبريل)، يهدف أيضاً إلى منح دفعة لحملة السيد نتنياهو الذي يعتبره الرئيس ترامب حليفاً.
    أدرك العديد من القادة الأجانب أن السيد ترامب يستمتع بالإطراء الفارغ. ولكن، حتى بمعايير السنتين ونصف السنة الماضيتين، يتميز افتتاح "مرتفعات ترامب" بكونه إيماءة فارغة بشكل خاص. فهي لا تتحدث عن مستوطنة غير قانونية بموجب القانون الدولي فحسب؛ بل إنها حتى ليست مستوطنة جديدة. ثمة قرية إسرائيلية تدعى "بروخيم" والتي تم تأسيسها على هذه الأرض في العام 1991، لكنها لم تجتذب الكثير من السكان. وبما أن السيد نتنياهو فشل في تشكيل حكومة بعد الانتخابات التي جرت في نيسان (أبريل)، فإنه يقود البلد الآن على أساس مؤقت -من دون امتلاك السلطة القانونية لتخصيص الأرض أو الأموال لـ"مرتفعات ترامب". وليس لهذا المشروع جدول زمني. وكل ما تستطيع الحكومة أن تفعله الآن هو أن تنصب شاخصة مترفة في المكان.
    لدى افتتاح "المرتفعات"، كان من المقرر أن تقدم إدارة ترامب في 25 حزيران (يونيو) عناصر من خطة سلامها المؤجلة منذ وقت طويل لحل مشكلة إسرائيل وفلسطين في مؤتمر البحرين. ومنذ تم انتخابه، كان السيد ترامب قد وعد بإبرام "الصفقة النهائية". لكن الفلسطينيين نفروا منه وتجنبوه منذ اعترافه بمدينة القدس المتنازع عليها عاصمة لإسرائيل في العام 2017، وقرروا عدم حضور مؤتمر البحرين. وكان لا بد أن يظهر بعض العرب في المؤتمر بلا شك ليكيلوا الثناء لكل من السيد ترامب وخطته.
    يعترف مسؤول أميركي بأنه ربما لن يتم كشف النقاب عن خطة السلام كلها إلى ما بعد إجراء الانتخابات الإسرائيلية في أيلول (سبتمبر). ويقول مسؤول آخر إنها ربما تنتظر حتى ولاية السيد ترامب الثانية -على افتراض أنه سيفوز بولاية جديدة. أما إذا لم يفعل، فإن مطوري "مرتفعات ترامب" ربما يدرسون الاستثمار في شاخصة جديدة.

*نشر هذا التقرير تحت عنوان:
The height of flattery: Trump Heights, Binyamin Netanyahu’s tribute to America’s president