قمة تقليدية بين الكويت والعراق ومهمة مصيرية للسعودية

لاعبو المنتخب العراقي يحتفلون بهدف لهم في مرمى السعودية يوم الأحد الماضي - (رويترز)
لاعبو المنتخب العراقي يحتفلون بهدف لهم في مرمى السعودية يوم الأحد الماضي - (رويترز)

المنامة - تتجه الأنظار اليوم الأربعاء إلى قمة تقليدية بين المنتخبين الكويتي والعراقي المتخصصين في دورات كأس الخليج لكرة القدم وذلك على ملعب مدينة خليفة ضمن الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية للنسخة الحادية والعشرين في البحرين، وتجمع المباراة الثانية في المجموعة ذاتها بين منتخبي السعودية واليمن.اضافة اعلان
خرج المنتخبان الكويتي والعراقي بفوز بنتيجة واحدة 2-0 من الجولة الأولى على نظيريهما اليمني والسعودي على التوالي.
تاريخ المنتخبين في دورات كأس الخليج يتحدث عن نفسه، فمنتخب الكويت حصد عشرة القاب في عشرين دورة حتى الآن، ومنتخب العراق ظفر بثلاثة القاب في اثنتي عشرة دورة لأن مشاركته لم تكن منتظمة بسبب الانسحابات والابعاد بعد غزو الكويت العام 1990.
التقى المنتخبان 7 مرات فقط في تاريخ دورات كأس الخليج، فاز العراق في ثلاث منها مقابل فوز واحد للكويت، وتعادلا في ثلاث مباريات.
حقق المنتخبان الفوز في الجولة الأولى، ونجاح أحدهما في إضافة ثلاث نقاط جديدة إلى رصيده اليوم سيضعه في نصف النهائي بنسبة كبيرة جدا.
فوز الكويت على اليمن كان متوقعا نظرا للتفوق الواضح في التاريخ والامكانات والمهارات، في حين ان بداية العراق كانت صارخة بفوز على السعودية بهدفين نظيفين، الأول من سلام شاكر، والثاني من السعودي أسامة هوساوي عن طريق الخطأ.
تخطى منتخب الكويت ضغوط المباراة الأولى التي لم تكن سهلة، خصوصا بعد أن صد الحارس اليمني ركلة جزاء لنجمه بدر المطوع في بدايتها، وهو مطالب الآن بتقديم افضل ما عنده أمام العراقيين الذين يمرون بحالة تجديد في صفوفهم والذين اثبتوا علو كعبهم أمام “الاخضر”.
ويتعين على مدرب الكويت، الصربي غوران توفيدزيتش، ايجاد ايقاع سريع أمام العراق، والبحث عن حلول في الهجوم لان المنتخب اليمني نجح في الحد من خطورة لاعبيه طوال الشوط الأول، وهو يملك بعض الاوراق كالدفع بالجناح الايمن السريع فهد العنزي، افضل لاعب في “خليجي 20” منذ البداية.
يبرز من المنتخب الكويتي فضلا عن فهد العنزي والمطوع، الحارس نواف الخالدي، افضل حارس في النسخة الماضية، ومحمد الرشيدي وحسين حاكم ووليد علي، صاحب هدف الفوز في مرمى السعودية في نهائي البطولة الماضية ايضا، فضلا عن المهاجم النشيط يوسف ناصر.
ويعتبر توفيدزيتش ان الاهم هو الحفاظ على القمة بقوله “المهم ان نؤدي في الملعب جيدا وان نحافظ على مكاننا في القمة لانه المهم بالنسبة لنا، ولدينا الدافع لذلك من اجل الحفاظ على اللقب”.
واوضح “عندما نحصد ست نقاط نستطيع ان نقول بأننا تأهلنا الى الدور التالي من البطولة، ونحن سنواصل المهمة بعد ان حققنا فوزنا الاول”.
في المقابل، قدم المنتخب العراقي اداء جيدا امام نظيره السعودي، وقدم ايضا اكثر من لاعب جيد منهم سلام شاكر وهمام طارق واحمد ياسين، هذا فضلا عن الأسماء المعروفة كالحارس نور صبري وعلي كاظم وعلي حسين رحيمة وعلاء عبد الزهرة ويونس محمود الذي كان شبه غائب عن مجريات المباراة الأولى.
ويقول مدرب العراق حكيم شاكر “الفوز على السعودية حقق نقلة مهمة نحو لقب البطولة”، مضيفا “نريد ان نواصل على المنوال ذاته طالما اننا ذاهبون في الاتجاه الصحيح، فما حققناه امام السعودية يجب ان نستكمله امام الكويت واليمن لان المشوار ما زال مفتوحا”.
وتابع “بدأت استعدادات جديدة للمنتخب العراقي مباشرة لمواجهة منتخبي الكويت واليمن وكلاهما على درجة واحدة من الاهمية، سنصطدم بالاول في المباراة الثانية وهو يسعى لفوز جديد ونحن بدورنا نريد ان نذهب إلى محطة انتصار اخرى، فما حصل هو انعطافة كنا نبحث عنها
السعودية - اليمن
وضع المنتخب السعودي نفسه في مرمى نيران النقاد والمحللين بعد الخسارة التي تعرض لها الأحد الماضي أمام نظيره العراقي 0-2 في مستهل مشواره في “خليجي 21” بالبحرين، ولا بد له من الانتفاضة أمام اليمن اليوم الأربعاء لتأكيد احقيته في الذهاب بعيدا في هذه البطولة.
المنتخب السعودي أحرز اللقب الخليجي ثلاث مرات، في الدورة الثانية عشرة في الإمارات العام 1994، والخمسة عشرة في الرياض العام 2002، والسادسة عشرة في الكويت العام 2003.
وخسر المباراة النهائية في النسختين الماضتين، في “خليجي 19” في عمان عام 2009 امام صاحب الارض 0-1، وفي “خليجي 21” في عدن اواخر 2010 امام الكويت بالنتيجة ذاتها بعد التمديد.
ولا شك ان فارق الامكانات يميل بوضوح لمصلحة المنتخب السعودي الذي تفوق على نظيره اليمني في المواجهات الأربع التي جمعتهما في دورات الخليج، في النسخة السادسة عشرة (2-0)، والسابعة عشرة (2-0)، والتاسعة عشرة (6-0)، وفي النسخة الماضية (4-0)، ولم يلتقيا في الدورة الثامنة عشرة في أبوظبي العام 2007.
المنتخب اليمني بدأ مشاركاته في دورات الخليج في النسخة السادسة عشرة في الكويت العام 2003، ولم يحقق أي فوز حتى الآن في 19 مباراة (3 تعادلات و16 خسارة).
“الأخضر” السعودي فشل في رد اعتباره امام العراق بعد خسارته أمامه في نهائي كأس أسيا 2007، فعقد موقفه منذ البداية وزاد مهمته صعوبة صعوبة أمام اليمن والكويت، وبات عليه ان يحسم مصيره بيده.
مهمة السعودية امام اليمن لن تخلو من صعوبة خصوصا في ظل الطريقة الدفاعية الصريحة التي يعتمدها مدرب الاخير البلجيكي توم ستانفيت، لكن أصبح لزاما على المدرب الهولندي فرانك رايكارد الزج بأفضل عناصره لضمان الفوز وتخفيف حدة الضغوط عليه من قبل النقاد والجماهير التي اتهمته بمحاباة ياسر القحطاني بإعادته للتشكيلة مجددا قبل البطولة بوقت قصير، وذلك بعد سبعة أشهر من اعتزاله اللعب دوليا.
وسيجد رايكارد نفسه أمام فرصة اللعب بطريقة هجومية لتحقيق الفوز إذا ما أراد الاستمرار في هذه البطولة، لأنه حتى التعادل قد لا يكون كافيا.
وستحدد كأس الخليج شكل العلاقة بين رايكارد والجماهير السعودية في المستقبل، حيث يسعى المدرب الهولندي لاذابة الجليد وانهاء حالة القطيعة بينه وبين النقاد والرياضيين والجمهور.
ومايزال الشارع الرياضي السعودي منقسما بين متفائل ومتشائم حول ما قد يقدمه منتخب بلادهم، الأول راض عن رايكارد خصوصا عقب التعادل السلبي أمام الارجنتين بكامل نجومه قبل نحو شهرين لا سيما وان المنتخب السعودي استطاع مجاراة راقصي التانغو، والثاني يحمله مسؤولية الخسارة أمام العراق وعدم ثباته على تشكيلة واحدة لمباراتين منذ توليه مهمة القيادة الفنية منذ ما يقارب العام ونصف العام، ويتهم بالعجز عن ايجاد حل للعقم الهجومي والضعف الدفاعي الذي يعاني منه الفريق السعودي.
ويرى رايكارد “أن فرصة السعودية ما تزال متاحة وعلى نحو كبير للتأهل للدور التالي وأن البطولة ما تزال في بدايتها وأن المنتخب السعودي قادر على العودة إلى دائرة المنافسة”.
وأضاف “قدم لاعبو المنتخب السعودي مستوى جيدا في الشوط الأول أمام العراق وكانت السيطرة كاملة له في الشوط الثاني ولا يستحق الخسارة”، مضيفا “كان لا بد على أقل تقدير من الحصول على نقطة في هذه المباراة”.
وأوضح “في المواجهتين المقبلتين لا بد من زيادة التركيز وبذل مجهود مضاعف لتعويض الخسارة”.
بدوره أكد أحمد عيد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم “الأخضر لم يكن موفقا امام المنتخب العراقي”، مضيفا “سنصل للدور الثاني وسنحقق اللقب وقد اجتمعت مع اللاعبين عقب المباراة وتحدثنا في العديد من الامور المهمة”.
وتابع “رايكارد كان أحد أفضل عشرة مدربين في العالم وما يزال، وإقالته من مسؤولية الاتحاد وليس الإعلاميين”، نافيا “ما تردد حول الاستعانة بناصر الجوهر لاكمال مشوار البطولة معتبرا ان هذا الكلام غير صحيح”.
ويتردد في الاعلام ان عقد رايكارد يمتد ثلاث او اربع سنوات، وانه يتضمن شرطا جزائيا بقيمة كبيرة في حال اقالته.
من جهته، يدرك منتخب اليمن انه وقع في مجموعة قوية تضم ثلاثة منتخبات احرزت مجتمعة 16 لقبا في دورات الخليج، وان مهمته لتحقيق الفوز الأول له منذ بدء مشاركته في هذه البطولة قد لا يكون سهلا خصوصا في ظل سعي السعودية الى تعويض خسارتها. -(أ ف ب)