"قمة سوتشي": موسكو وطهران وأنقرة ترحب بالانسحاب الأميركي من سورية

سوتشي (روسيا) - رحب رؤساء روسيا وايران وتركيا أمس خلال اجتماع في سوتشي باعلان انسحاب القوات الأميركية من سورية، وتعهدوا "تعزيز تعاونهم" لوضع حد للنزاع في هذا البلد.اضافة اعلان
واجتمع الرؤساء الروسي والإيراني والتركي في جنوب روسيا في محاولة لاحياء تسوية النزاع السوري.
وسورية التي تعيش في حرب منذ ثماني سنوات أسفرت عن أكثر من 350 ألف قتيل، هي في صلب حركة دبلوماسية مكثفة هذا الأسبوع، مع لقاء التحالف الدولي لمكافحة التنظيم المتطرف في ميونيخ، والقمة حول الشرق الأوسط في وارسو بحضور نائب الرئيس الأميركي مايك بنس ووزير الخارجية مايك بومبيو ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقال الرئيس الروسي ان المباحثات في سوتشي "تناولت تأثير اعلان خطة واشنطن سحب القوات الاميركية من المناطق في شمال شرق البلاد على التطور المستقبلي للوضع في سورية". واضاف ان "وجهة نظرنا المشتركة مفادها ان انجاز هذه المرحلة سيكون نقطة ايجابية تساعد في استقرار الوضع في المنطقة".
وتناولت المباحثات ايضا مصير محافظة ادلب السورية (شمال غرب)، اخر معقل للفصائل المعارضة. وتوافق الرؤساء الثلاثة على اتخاذ "تدابير ملموسة" لضمان استقرار الوضع في هذه المنطقة التي تشهد مواجهات متقطعة منذ اسابيع.
وصرح الرئيس التركي رجب طيب اردوغان "لا نريد وقوع ازمات انسانية جديدة وكوارث جديدة في ادلب او في مناطق اخرى في سورية"، لافتا الى انه يتوقع ان "يحترم (النظام السوري) التهدئة".
واضاف ان روسيا وتركيا كانتا توصلتا الى "اتفاق" لتسيير "دوريات مشتركة" بهدف احتواء "الجماعات المتطرفة" في محافظة ادلب، من دون تفاصيل اضافية.
وقال بوتين مفتتحا الاجتماع "اليوم، وعمليا على مجمل الاراضي السورية، يتم التزام نظام وقف اطلاق النار وتتراجع اعمال العنف تدريجا. وهذه نتيجة ملموسة وايجابية لعملنا المشترك".
وخلال القمة، شدد بوتين على اهمية الاتفاق على اجراءات تهدف الى ضمان "نزع نهائي لفتيل التصعيد" في ادلب سواء بالنسبة الى موسكو او طهران او انقرة.
واعتبر ان صمود وقف اطلاق النار "لا يعني ان علينا القبول بوجود المجموعات الارهابية في ادلب"، داعيا الى بحث "الاجراءات الملموسة التي يمكن لروسيا وتركيا وايران اتخاذها معا للقضاء نهائيا على هذه البؤرة الارهابية".
وكانت القمة الاخيرة بين الرؤساء الايراني والتركي والروسي في ايران في ايلول(سبتمبر) اظهرت التباينات بينهم بالنسبة الى مصير ادلب.
وعقد على الاثر لقاء بين بوتين واردوغان لتجنب هجوم كان النظام السوري يعتزم شنه في المحافظة. واعلن قيام "منطقة منزوعة السلاح" روسية تركية في هذه المحافظة التي لا تسيطر عليها قوات النظام السوري.
وبموجب الاتفاق الروسي التركي، على جميع المقاتلين المتطرفين، وخصوصا متطرفي هيئة تحرير الشام (الفرع السابق للقاعدة في سورية) الانسحاب من المنطقة. لكن مقاتلي الهيئة عززوا سيطرتهم مذاك وباتوا يسيطرون "على اكثر من تسعين في المائة" من المحافظة وفق وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
كما دعا أردوغان إلى انسحاب المقاتلين الأكراد من شمال شرق سورية. وقال إن "وحدة أراضي سورية لن تضمن ولن تعود المنطقة لأصحابها الحقيقيين" طالما ظلوا فيها.-(ا ف ب)