قمة غلاسكو: قادة بالعالم يحذرون من قنبلة مناخية

قمة غلاسكو للمناخ
قمة غلاسكو للمناخ
فرح عطيات غلاسكو – أطلق قادة ورؤساء حكومات أمس تحذيرات حيال "عدم التحرك بشكل فوري وعاجل للحد من التغير المناخي"، مطالبين بالإبقاء على ارتفاع درجات حرارة كوكب الأرض دون 1.5 درجة مئوية، تفادياً لحدوث المزيد من الكوارث المناخية، التي تودي بحياة الكثيرين في العالم. وجاءت هذه التحذيرات خلال حفل افتتاح القمة العالمية للمناخ لقادة العالم أمس في مدينة غلاسكو، التي تستضيفها المملكة المتحدة بوساطة الأمم المتحدة، وعلى مدى أسبوعين. وأكد ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز في كلمته خلال الافتتاح أن هنالك "حاجة الى أرضية شبيهة بقاعدة الحرب لمواجهة أزمة المناخ"، في وقت دعا فيه إلى "تنفيذ حملة على النمط العسكري لتعبئة تريليونات من أموال القطاع الخاص لإنقاذ كوكبنا الثمين". وقال تشارلز إن "وباء كوفيد علمنا كيف يمكن تسريع الجداول الزمنية بشكل كبير عندما يتفق الجميع وبصورة ملحة نحو اتجاه واحد، في حين أن كبار المديرين التنفيذيين والشركات التي تحدثت اليهم أبدوا استعدادهم للقيام بدورهم لحماية العالم من تغير المناخ". وفي الوقت ذاته حذر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن "فشل قادة العالم في الالتزام بمعالجة حالة الطوارئ المناخية في قمة كوب 26 في غلاسكو قد يؤدي إلى أحداث جيوسياسية صعبة للغاية، بما في ذلك الهجرة الجماعية والمنافسة العالمية على الغذاء والماء". وأضاف جونسون، في كلمته: "نحن بحاجة إلى أن نكون واقعيين بشأن تغير المناخ، فإن رفع درجة حرارة الكوكب بسرعة، وفجأة هي من صنع الإنسان بالكامل، ونعرف ما يخبرنا به العلماء، وتعلمنا ألا نتجاهلهم". ولفت الى أن "الوصول الى 3 درجات مئوية من الحرارة، يعني المزيد من حرائق الغابات والأعاصير، لكن وعند الوصول الى 4 درجات حرارية، هنا علينا توديع مدن بأكملها، التي سينتهي وجودها بسبب الكوارث المناخية، وإذا لم نتعامل بجدية بشأن تغير المناخ اليوم، فسيكون الأوان قد فات لأطفالنا للقيام بذلك غدًا". وتابع: "يمكننا البدء بإغلاق غرف احتراق الهيدروكربونات التي نجدها حاليًا في كل ركن من أركان الكوكب، مع التخلص التدريجي من استخدام السيارات المزودة بمحركات احتراق داخلي هيدروكربونية بحلول العام 2035، وإنهاء استخدام محطات الطاقة التي تعمل بالفحم بحلول العام 2040 في العالم النامي، و2030 في الدول الغنية". وأكد أهمية جعل هذه القمة "اللحظة التي ستبدأ فيها الإنسانية بنزع فتيل قنبلة التغير المناخي، ومكافحة تبعاته، حتى وإن كان الامر صعبًا، لكن يمكننا فعل ذلك، وعبر استغلال ما نمتلكه من إبداع، وخيال، وحسن نية". وتأتي القمة، التي يشارك فيها الأردن، والتي افتتحت رسميًا أمس، وتستمر حتى 12 نوفمبر، بعد ست سنوات من توقيع اتفاقية باريس التاريخية من قبل ما يقرب من 200 دولة للحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، ومتابعة الجهود" للحفاظ على 1.5 درجة مئوية. لكن "السنوات الست التي انقضت منذ اتفاقية باريس للمناخ هي السنوات الأكثر سخونة على الإطلاق، فإن إدماننا للوقود الأحفوري يدفع البشرية إلى حافة الهاوية، فنحن نواجه خيارًا صارمًا إما أن نوقفه - أو يوقفنا"، وفق الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش. وأشار غويترش، في كلمته إلى أن "كوكبنا يتغير أمام أعيننا، من أعماق المحيطات إلى قمم الجبال؛ من ذوبان الأنهار الجليدية إلى الظواهر الجوية القاسية التي لا هوادة فيها، فمستوى سطح البحر ارتفع ضعف المعدل الذي كان عليه قبل 30 عامًا، وأصبحت المحيطات أكثر دفئًا بشكل أسرع، كما تبعث الآن أجزاء من غابات الأمازون المطيرة من الكربون أكثر مما تمتصه". ودعا الى "ضرورة الابقاء على هدف 1.5 درجة مئوية على قيد الحياة، وهذا يتطلب طموحًا أكبر بشأن التخفيف، واتخاذ إجراءات فورية ملموسة للحد من الانبعاثات العالمية بنسبة 45 % بحلول العام 2030". وحث البلدان المتقدمة والاقتصادات الناشئة على "بناء تحالفات لخلق الظروف المالية والتكنولوجية، لتسريع إزالة الكربون عن الاقتصاد، وكذلك التخلص التدريجي من الفحم، وإعادة النظر في خططها، وسياساتها المناخية الوطنية ليس كل خمس سنوات، بل كل عام". يشار إلى ان الأردن في يشارك أعمال الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، ويمثل الأردن في المؤتمر وزير البيئة الدكتور معاوية الردايدة، حيث يترأس الوفد المشارك الذي يضم ممثلين عن مختلف القطاعات من المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني. وسيشارك الوفد الأردني في جميع الاجتماعات والنشاطات التي يشملها المؤتمر، والتي توفر فرصة لتبادل الخبرات بهدف تطوير العمل المناخي والتنمية المستدامة في الأردن، لتحقيق المساهمات الوطنية المحددة التي قدمتها المملكة للتصدي للتغير المناخي والحد من الانبعاثات الكربونية.

إقرأ المزيد :

اضافة اعلان