قمة مهمة والأردن أهم

قد لا يختلف إثنان من جماهير كرة القدم الأردنية، على أهمية مباراة الوحدات والفيصلي التي تقام اليوم لحساب الجولة 14 من دوري المناصير للمحترفين، ورغم أن نتيجتها لن تحسم صراعا ولن تحدد مصيرا في ظل وجود 8 جولات لاحقة من عمر البطولة، إلا أن مثل هذه المباريات التي حملت مسميات عدة أبرزها "الديربي" و"الكلاسيكو"، والتي تعتبر من جمهوري الفريقين بمثابة "بطولة" في حد ذاتها.اضافة اعلان
الفوز مطلب مشترك لكلا الفريقين.. الوحدات يريد البقاء وحيدا على القمة بفارق نقطتين على الاقل عن أقرب مطارديه، والابتعاد عن الفيصلي بفارق كبير "11 نقطة"، والفيصلي يريد العودة من بعيد واسترداد حظوظ المنافسة على اللقب الذي توج به الموسم الماضي، والتعادل سيكون أحد الخيارات الثلاثة.. قد يراه الفريقان بـ"طعم الخسارة" ويخدم المنافسين أكثر مما يخدمهما.
أهمية المباراة لا يمكن لأحد نكرانها، فهي تمثل عنوان الكرة الأردنية في العقود الأربعة الأخيرة، ولكن مهما بلغت أهمية المباراة وحدة المنافسة فيها، إلا أن الأردن يبقى أهم من المباراة وكرة القدم عموما، وبالتالي تقع مسؤولية كبيرة على مختلف الاطراف داخل الملعب وخارجه، لكي تبدأ المباراة وتنتهي بالمصافحة والابتسامة وتسودها الروح الرياضية العالية، لأن نتيجة المباراة لا تعني شيئا أمام مصلحة البلد.
نريد من اللاعبين والمدربين والإداريين أن يكونوا قدوة حسنة للجماهير، التي يأتي بعضها إلى مدرجات الملاعب موتورا، ويفسد أجواءها الرياضية ويجعلها متنفسا لأمور أخرى لا شأن للرياضة بها.. نريد من اتحاد كرة القدم أن يُحسن التنظيم ولا يتحول موظفوه إلى جماهير!.. نريد من الحكم أن تكون صافرته عادلة ونزيهة ويطبق القانون وروحه على الفريقين من دون خوف أو محاباة لأحد.. نريد من الأجهزة الأمنية أن تتعامل بحزم مع كل متفرج يأتي الى الملعب لاثارة الفتن والخلافات ويطلق ما هو سيئ من الهتافات.. نريد من الجمهور أن يكون واعيا ولا ينجرف خلف فئة منه لا تراعي المصلحة العامة، ولا تؤمن بأن اللعب فوز وخسارة.. نريد من أنفسنا جميعا أن نكون عند حسن الظن وعلى قدر عال من المسؤولية، وأن نراعي الله في أردننا، لأن الأيدي توضع على القلوب قبل وبعد كل مباراة بين هذين الفريقين الكبيرين والشقيقين، فلنكن جميعا واعين لمسؤولياتنا.