قمر الصفدي تروي قصتها مع الدبلجة ودورها بتربية الأجيال في "الشارقة القرائي"

Untitled-1
Untitled-1

تغريد السعايدة

الشارقة- في جلسة حوارية ثقافية، طغى عليها طابع الذكريات الجميلة مع برامج الكرتون التي تربت على أصوات فنانيها أجيال متتالية، تشارك الفنانان الأردنيان قمر الصفدي والعراقي فلاح هاشم الحديث حول أهمية ما يمكن أن تقدمه الفنون للأطفال في سبيل التعبير عن المعارف والعلوم المتعددة.اضافة اعلان
الجلسة التي تأتي ضمن فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل، في موسمه الحادي عشر، تفرعت في الكثير من المحاور حول برامج الكرتون ودورها في تعليم وتربية الأطفال وتنمية مواهبهم في الوقت ذاته، انطلاقاً الى التساؤل "هل يمكن للطفل أن يتعلم عبر الفنون المبتكرة؟"، ليجد الفنانان نفسيهما يقفان أمام الكثير من التساؤلات حول دور الفنان في تعزيز أهمية برامج الكرتون والفنون المختلفة في تعديل سلوك الطفل، وإلى أين وصل الحال بتلك البرامج مع وجود قنوات التواصل الاجتماعي المفتوحة أمام الأطفال.
الفنانة قمر الصفدي تحدثت عن تجربتها في هذا المجال من منطلق أنها ممثلة وأم وجدة، ولمست مدى تأثير أفلام الكرتون على الأطفال، عبر أجيال، ولكنها تطرقت للحديث عن دور الأهل في أهمية انتقاء البرامج التي يمكن أن يشاهدها الأطفال، في ظل الازدحام الذي يعانيه الطفل بوجود قنوات متعددة جميعها مفتوحة على الطفل من دون "فلترة".
وقالت الصفدي "إن أساليب التعليم يجب أن تكون مختلفة في طريقة تقديم الفنون للأطفال، وأن تراعي المراحل العمرية التي يمر بها الطفل، فكل مرحلة تحتاج إلى تقديم ما يناسبها، خاصة وأن مرحلة الطفولة هي التي يتم فيها ترسيخ المعلومة والسلوك في شخصية الطفل، والتي تعتمد على البيئة في الوقت ذاته".
وأكدت الصفدي، خلال حديثها، أن الوسيلة الأقرب للطفل في تعلم السلوكيات هي الأم والدمية والكتاب المُبسط، وبعدها تبدأ الوسائل بالتنوع كلما ازداد وعي الطفل، وتصبح شاشة التلفاز الأبرز بها، وهنا يكمن دور الأهل في المراقبة، وتقديم ما يوفر للطفل التربية والمتعة، عدا عن أهمية تقوية العلاقة ما بين الطفل والكتاب.
كما شددت الصفدي على أهمية الدراما وفنون المسرح المتعددة في تربية الطفل، بيد أن التكنولوجيا الحديثة تبث بدون حدود ومن مصادر مختلفة ومنها الكثير مما لا يناسب مجتمعنا، لذا الدور هنا قد يتحول كذلك إلى مؤسسات المجتمع وليس فقط الأسرة.
كما تحدثت الصفدي عن واقع الدبلجة التي وصل إليها في الوقت الحالي، وعن الدور الذي قدمته مؤسسات الإنتاج الأردني المختلفة في مجال الدبلجة، والحفاظ على الإتقان في نقل التفاصيل البسيطة في الدور الكرتوني، وترجمة العديد من الروايات والقصص العالمية إلى أفلام كرتونية ما تزال عالقة في الأذهان إلى وقتنا الحالي.
العراقي فلاح هاشم، ارتبط اسمه لدى العديد من الأجيال في دوره بدبلجة شخصية "عدنان" في كرتون "عدنان ولينا"، والذي تحرص قنوات عدة على إعادة بثه ما بين الحين والآخر، فقد قدم حديثاً ما يتوافق مع ما قدمته الصفدي؛ إذ بين أن التشويق يعد من الأساليب التي تسهم في تقديم المعلومة وتسهيلها للأطفال، وتمرير الكثير من الأفكار الإيجابية لهم عبر هذا الأسلوب، أو من خلال المسرح والقصص التي تبقى راسخة في الذاكرة.
واعتبر هاشم أن الأجيال التي تربت على ثقافة البرامج المدبلجة بـ"العربية الفصحى المُتقنة"، هي الأقوى لغوياً ولها تأثير على السلوك الإنساني، وتربط ثقافة الشعوب ببعضها بعضا، كما شدد على أهمية اغتنام فرصة التطور التكنولوجي في مجال البحث والمعرفة لدى الأطفال، وليس فقط في مجال التسلية والترفيه فقط.
ويتفق هاشم مع الصفدي في أهمية توجيه الطفل إلى ما يمكن مشاهدته في الوقت الذي يعتمد فيه ذلك على التربية وإعطاء مساحة من الحرية كذلك، للابتعاد عن التلقين الذي يسرب الملل للأطفال وعدم اكتراثهم للمعلومة.
وعلى هامش المهرجان، قدم أحد أعضاء فريق برنامج العلوم المسلية في أوكرانيا، عرضاً مسرحياً بصرياً لقصة تروى أحداثها في أعماق البحار، والذي يضم مجموعة من الأشخاص الذين يحبون ابتكار الأشياء الجديدة، ويساعدون الأطفال على التعلم والضحك في آن واحد، فالتعليم لدى أعضاء الفريق عنصر مهم جداً، ولا ينفصل عن كل عمل من أعمالهم.
وفي لوحات فنية بصرية متميزة جسدت بصورة واضحة روح الإبداع والابتكار لدى فريق برنامج العلوم المسلية، عاش الجمهور لحظات استثنائية مع شخصية البطل المتفردة، الذي ظل يبحث جاهداً للعثور على مكان جيد وآمن يصلح للعيش بسلام في ظل التحديات التي تواجهه، ليختار في نهاية المطاف البحر ملجأ، ويغوص في أعماقه التي لا حدود لها، وتبدأ رحلته المشوقة التي حفلت بالكثير من المغامرات في قاع البحر.
كما قدم المهرجان للأطفال فرصة ابتكار شخصياتهم المحببة مستخدمين حدسهم، وإبداعهم الفذّ، من أجل ترجمة ما يشعرون به على الورق مستخدمين أبسط الأدوات وأجمل الألوان، وذلك خلال ورشة عمل فنية استضافتها محطة القصص المصورة.
واستطاع المشاركون في الورشة التي قدمها الفنان السوداني شهاب الدين المشرف المتخصص في رسوم قصص الأطفال والقصص المصورة وقصص المانغا من أن يبتكروا شخصياتهم المحببة بعد الاستعانة بخطوات أساسية قدمها لهم المدرب في أول الورشة، ليخوض الصغار مغامرة لونية ابتكروا من خلالها شخصياتهم الفذة وحلّقوا في فضاءات من الإبداع والجمال الفني.
وبين المشرف أن "الشارقة القرائي للطفل" منصة مهمة تنطلق منها الإبداعات المحلية والعالمية لتخاطب الأجيال من مختلف الأعمار، وتخصيص منصة خاصة تطلعهم على فنون متنوعة مثل المانغا والرسومات الرقمية وغيرها أمر غاية في الأهمية يقودهم نحو التعرف على جماليات وإبداعات من مختلف المذاهب ويرشدهم نحو اتباع حدسهم الإبداعي وتوظيفه ليكون مرتكزاً لهم في المستقبل يرشدهم نحو طريق الفن بمختلف تفاصيله وجمالياته.