قناة الملك عبدالله ما تزال تحصد أرواح الأطفال الباحثين عن السباحة هربا من الحر -فيديو

teso6xp4
teso6xp4

علا عبداللطيف

الغور الشمالي- تسبب ارتفاع درجات الحرارة مؤخرا بشكل كبير، الى لجوء العديد من الأطفال في لواء الغور الشمالي، الى قنوات المياه المكشوفة والمنتشرة في اللواء، لاطفاء حرارة أجسادهم، غير مبالين بالمخاطر التي قد تشكلها السباحة في هذه القنوات العشوائية.اضافة اعلان
ورغم العديد من التحذيرات التى اطلقتها سلطة وادي الأردن والدفاع المدني والتى تحذر من الاقتراب من القناة، الا ان تلك التحذيرات لم تؤخذ على محمل الجد، و ما زالت تلك القناة وخاصة قناة الملك عبدالله او الغور الشرقية، والتى تسمى بقناة الموت تحصد أرواح الكثيرين ممن يجدون فيها مكانا للهو والاستمتاع وخصوصا الأطفال، في حين لا تجد الإجراءات التي تتخذها سلطة وادي الأردن بتسييج القناة في الحد من دخول الأطفال اليها.
وكان قد لقي شاب عشريني حتفه قبل عدة أيام غرقا في القناة في منطقة العدسية، ليرتفع عدد الغرقى المسجلين في سجلات الدفاع المدني، منذ بداية رمضان الحالي 3، من بينهم أطفال.
ويبرر الاطفال مجيئهم الى القناة بأنها بهدف السباحة لتبريد حرارة أجسامهم على حد تعبيرهم، وخصوصا بعد ان أنقطع التيار الكهربائي عن منازلهم، في الوقت الذي وصلت فيه درجات الحرارة في اللواء الى حوالي 46 درجة مئوية، واصبحوا في حالة لاتطاق.
وعند تحذيرهم من مخاطر السباحة بالقناة يبدي هؤلاء الاطفال ثقة كبيرة في تمكنهم من السباحة، وعدم خوفهم من الغرق، موكدين ان لديهم مهارة بالسباحة، لان ذويهم يعلمونهم السباحة منذ الصغر.
ويؤكد سكان أن البلديات ومؤسسات المجتمع المدني أدركت الخطر منذ سنوات، وحاولت ايجاد بدائل لصرف انظار الاطفال عن القناة التي تخترق تجمعات سكانية في وادي الاردن من الشمال الى الجنوب، مبينين أنه ورغم إيجاد أماكن للهو وملاعب، الا انه مع ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف الطويل، لم يجد هؤلاء الأطفال بد عن النزول الى مياه القناة والسباحة فيها.
ويشيرون الى ان سلطة وادي الاردن لم تكن جادة في التعامل مع حوادث الغرق المنتشرة في اللواء، وإيجاد حلول جذرية للحد منها، بل اكتفت بحلول غير مجدية.
وطالب المواطن محمد البشتاوي من سكان اللواء بايجاد حلول جدرية وجدية للحد من الحوادث المنتشرة في اللواء، سواء كانت حوادث غرق أو دهس أو مخدرات، داعيا إلى انشاء حدائق ومشاريع استثمارية والاهتمام بجيل الشباب.
وتوكد الاربعنية أم محمد ان العطلة الصيفية تشكل بالنسبة لها وللعديد من العائلات في الغور أكبر الهموم، تفرغ الاطفال واضطرارهم الى اللهو بالقناة للسباحة فيها، مشيرة الى انه ورغم تكرار حوادث الغرق، الا ان ذلك لم يثن الاطفال عن المجازفة بممارسة السباحة، لما يجدون فيها من متعة واتقاء للحر خلال فصل الصيف.
ويرى خالد الرياحنة، أنه ورغم ان المسؤولية الأكبر تقع على عاتق الأهل لمنع أبنائهم من الذهاب الى القنوات الا أنهم لا يستطيعون منع أبنائهم من اللعب، فهم في الغالب يرضخون لرغبة الابناء في ممارسة هواياتهم، خاصة أيام العطلة المدرسية، التي تشكل عبئا على الأطفال وأسرهم.
واوضح انه وعلى الرغم من ان غالبية البلديات عملت على إنشاء ملاعب وحدائق لتمكين الأطفال والعائلات من استخدامها، الا إن تلك الحدائق لم تكن بالمستوى المطلوب ولم تلب طموحات الشباب، بل اقتصرت على وضع العاب بسيطة وجلسات محدودة.
ويشير الى ان ارتفاع درجات الحرارة قلل من مرتاديها بشكل كبير خلال ساعات النهار، كما ساهم انقطاع التيار الكهربائي غير المبرمج الى توجه الأطفال الى القنوات المكشوفة.
ويوكد مصدر من الدفاع المدني، أن زيادة الوعي بين الأهالي والأطفال على وجه الخصوص هو الحل الأمثل لمنع الأطفال من الاقتراب من المسطحات المائية، التي غالبا ما تشكل خطرا على أرواح مرتاديها، مبينا ان منع السباحة في القناة سواء بوضع إشارات تحذيرية او وضع أسلاك شائكة على جانبيها لم يعد حلا مجديا على أرض الواقع.
وطالب رئيس جمعية مزارعي وادي الريان مثقال الزيناتي بإيجاد أماكن مناسبة للسباحة، تتوفر فيها شروط الصحة والسلامة العامة، لافتين الى ان طبيعة مياه القناة غير صحية، وقد تسبب أمراضا خطيرة عدا عن خطورة تسببها بالغرق.
وكانت بلديات في لواء الغور الشمالي قد عملت على انشاء بعض من الاستراحات والحدائق الترفيهية للأطفال، للحد من حالات الغرق التي حصدت أرواح العشرات، الا انه ورغم ذلك فإن الجهود المبذولة لم تحد من عدد الحوادث التي تحدث سنويا لضعف الامكانيات المتاحة، ناهيك عن الترهل الاداري والفساد المالي في البلديات، في حال انشاء ملعب.
من جانبه، يؤكد مصدر في سلطة وادي الأردن، ان السلطة تبذل جهودا كبيرة في الحد من مخاطر الغرق في القناة، لافتا الى أنها تقوم باستمرار بصيانة السياج، الذي يحد القناة، إضافة الى وضع الإشارات التحذيرية بالقرب منها، الا ان العبث من قبل سكان ومزارعين تعمل تخريبها.
يذكر ان تكاليف صيانة السياج واللوحات الارشادية والتحذيرية لقناة الملك عبدالله تصل إلى ربع مليون دينار سنويا، تتحملها موازنة سلطة وادي الأردن، ما يشكل عبئا اقتصاديا عليها ويشكل خطورة على الأطفال.