قوات الاحتلال تغلق "باب المغاربة" في الأقصى لتأمين اقتحام المستوطنين

نادية سعد الدين

عمان- أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، "باب المغاربة" في المسجد الأقصى المبارك لتأمين اقتحام المستوطنين المتطرفين للمسجد وتنفيذ جولاتهم الاستفزازية داخل باحاته، مما أسفر عن اندلاع مواجهات مع المواطنين الفلسطينيين.اضافة اعلان
واقتحم عشرات المستوطنين المتطرفين المسجد الأقصى، من جهة "باب المغاربة"، تحت حماية قوات الاحتلال، وذلك قبل أن تقوم بإغلاقه وتمنع دخول المصلين إلى باحاته، أثناء تجوال المقتحمين واستباحة ساحاته.
ونشرت قوات الاحتلال عناصرها وتعزيزاتها الأمنية المشددة داخل باحات المسجد الأقصى وبمحيطه وفي عدة أحياء من القدس المحتلة لقمع أي تحرك فلسطيني مضاد لعدوان المستوطنين واقتحامهم للأقصى، مما أسفر عن حدوث اشتباكات بين الطرفين. يأتي ذلك على وقع قرار سلطات الاحتلال إقامة 216 وحدة استيطانية جديدة في مدينة القدس المحتلة، بهدف تهويدها وتغيير واقعها الديمغرافي لصالح المستوطنين.
وقال وزير شؤون القدس الفلسطيني، فادي الهدمي، إن "سلطات الاحتلال الإسرائيلي أعلنت عن إقامة 216 وحدة استيطانية، لتوسيع مستوطنة "جيلو"، المقامة فوق أراضي المواطنين الفلسطينيين جنوب القدس المحتلة، وذلك في إطار سعي الاحتلال إلى تغيير الواقع الديمغرافي للمدينة المقدسة". وأضاف الهدمي، في تصريح له، أن "زيادة الوحدات الاستيطانية، يأتي لمحاصرة المدينة المحتلة بغلاف استيطاني، إضافة إلى توسيع حدود ما يسمى ببلدية الاحتلال الكبرى في القدس؛ لإحكام الطوق حولها، وتحويل المقدسيين من مواطنين أصلانيين إلى أقلية سكانية". ومن جهة أخرى، أكد الهدمي، أن "هناك تصاعداً في وتيرة هدم منازل المواطنين في القدس المحتلة"، مشيراً إلى أن "سلطات الاحتلال، تسعى من وراء ذلك إلى إفراغ المدينة من أبنائها الفلسطينيين، وتسريع التهجير القسري بحقهم، وتغيير طابعها الديمغرافي والجغرافي".
فيما واصلت قوات الاحتلال عدوانها ضد الشعب الفلسطيني، عبر شن حملة واسعة من الاقتحامات والمداهمات في أنحاء مختلفة من الأراضي المحتلة، مما أسفر عن وقوع العديد من الإصابات والاعتقالات بين صفوف المواطنين الفلسطينيين. ووفرت قوات الاحتلال الحماية الأمنية والعسكرية اللازمة لقيام المستوطنين بإحراق أكثر من 1500 شجرة زيتون، بينها معمرة، بأراضي المواطنين الفلسطينيين الزراعية في بلدة بورين، جنوب نابلس.
وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية، غسان دغلس، إن "المستوطنين، انتشروا في عدة أماكن، وأشعلوا النيران بشكل متزامن، تحت حماية قوات الاحتلال، التي منعت طواقم الدفاع المدني والأهالي من الوصول لإطفائها، ما أدى إلى اشتباكات معهم".
وأضاف أن "ذلك ساهم في اتساع رقعة النيران، والتهامها لمساحات شاسعة من الأراضي الفلسطينية، مخلفة خسائر كبيرة."
وأشار دغلس إلى أن "قوات الاحتلال، باتت تستهدف ممتلكات المواطنين، وتمنعهم من البناء في المناطق المصنفة (ب) خاصة تلك القريبة من المستوطنات الإسرائيلية".
بالسياق، أعلنت وزارة الصحة في غزة وكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس استشهاد أحد أفراد كتائب القسام برصاص الجيش الاسرائيلي في نقطة مراقبة قرب الحدود مع أسرائيل بشمال قطاع غزة.
وقالت وزارة الصحة في بيان إن محمود أحمد صبري الادهم (28 عاما) "استشهد متأثرا بجروح أصيب بها برصاص قوات الاحتلال الاسرائيلي صباح امس (الخميس) شرق بيت حانون شمال قطاع غزة".
من جهتها، اعلنت كتائب القسام في بيان استشهاد الأدهم بعد استهداف اسرائيل لاحدى نقاط المراقبة التابعة لها، مؤكدة أن "هذه الجريمة لن تمر مرور الكرام وسيتحمل العدو عواقب هذا العمل الإجرامي". وأوضحت كتائب القسام في بيانها أن "الاحتلال تعمد إطلاق النار على أحد مجاهدينا أثناء تأديته واجبه في قوة حماة الثغور ونحن نجري فحصاً وتقييماً لهذه الجريمة".
وأكد ناطق باسم الجيش الاسرائيلي أن القوات أطلقت النار على "مسلحين كانا يقتربان من السياج في شمال قطاع غزة".
ولكن في بيان صدر لاحقاً، قال الجيش الإسرائيلي إن إطلاق النار تم بطريق "الخطأ" وإنه سيتم "التحقق من الحادث".
واوضح الجيش إن الجنود ظنوا خطأ أن الناشط في حماس "إرهابي مسلح وهذا الخطأ دفعهم إلى إطلاق النار". واستشهد 295 فلسطينيا على الأقل برصاص الجيش الاسرائيلي منذ بدء الاحتجاجات على السياج الحدودي بين اسرائيل وقطاع غزة في نهاية آذار/مارس 2018، معظمهم في احتجاجات والآخرون في ضربات جوية أو قصف دبابات. كما قتل ستة اسرائيليين في الفترة نفسها. وتفرض اسرائيل حصارا بريا وبحريا وجويا على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس منذ أكثر من عشرة أعوام. وخاضت إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة الذي تديره حركة حماس، ثلاث حروب منذ العام 2008.-(ا ف ب)