كأس أوروبا: الضبابية وفوضى كورونا تكبحان الإثارة في حقبة إسبانيا الجديدة

مدريد - بعد أسبوع بلا تدريب وثلاث سنوات من الاضطرابات، تتجه إسبانيا إلى مباراتها الافتتاحية في بطولة كأس أوروبا 2020 لكرة القدم أمام السويد الإثنين، وهي مصممة على نسيان الماضي، لكن بلا صورة واضحة حيال المستقبل. تم تعيين لويس إنريكي لإجراء تغييرات في "لا روخا" في أعقاب كأس العالم 2018، عندما أدى الخروج بركلات الترجيح أمام روسيا صاحبة الأرض إلى الإخفاق ثلاث مرات متتالية في الوصول إلى ربع نهائي إحدى البطولات الكبرى. كان الاستنتاج في أعقاب الهزيمة في موسكو واضحاً، وهو أن الحصاد التاريخي بين 2008 و2012 صار قديماً، وأن أسلوب اللعب الذي وضع برشلونة وريال مدريد في طليعة كرة القدم انتهت صلاحيته بشكل أليم. على ملعب "لا كارتوخا" في إشبيلية، سيكون جوردي ألبا الاثنين اللاعب الوحيد المتبقي من التشكيلة التي فازت ببطولة أوروبا قبل تسع سنوات، مع غياب المدافع سيرخيو راموس بسبب الإصابة، وسيرجيو بوسكيتس المعزول صحياً بعد ثبوت إصابته بجائحة كوفيد-19 نهاية الأسبوع الماضي. ورغم أن الأسماء لا تمت بصلة إلى الإنجازات السابقة، فإن المزيج الإسباني الجديد من الشباب الواعد والأداء المتميز يصل إلى البطولة من دون أي إحساس حقيقي بما يملأ الفراغ الآن. فمنذ نهائيات كأس العالم الأخيرة، لعب 61 لاعباً للمنتخب الإسباني الأول لأن الرغبة في الحصول على قائمة نظيفة تحت قيادة إنريكي، وقبله روبرت مورينو لفترة وجيزة، كانت تعني توسيع دائرة الفرص على نطاق واسع. لكن تبلور تلك الأفكار لم يتحقق فعلاً، ما يعني أنه حتى أكثر المراقبين يكافحون للتنبؤ بمن سيبدأ المباراة الافتتاحية يوم الاثنين في المجموعة الخامسة، التي تضم أيضاً بولندا وسلوفاكيا. أكبر علامات الاستفهام تأتي عند أهم المراكز، إذ رفض إنريكي تأكيد ما إذا كان حارس أتلتيك بلبتو أوناي سيمون سيلعب بدلاً من حارس مانشستر يونايتد الإنكليزي دافيد دي خيا أو روبرت سانشيس من برايتون الإنكليزي أيضاً. غياب راموس يعني أن باو توري سيتشارك مع المدافع الفرنسي لاعب مانشستر سيتي الإنكليزي إيميريك لابورت الذي أجاز له الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الشهر الماضي تمثيل إسبانيا، وستكون مواجهة السويد مباراته الدولية الثانية. وقد يشكل كوكي ورودري وتياغو ألكانتارا قاعدة لثلاثي خط الوسط، في حين أن المهاجم المركزي قد يكون إما لاعب فياريال المتألق جيرار مورينو أو ألفارو موراتا الذي تعرض للتهكم من الجمهور في المباراة الودية الأخيرة ضد البرتغال. لم يكن التنبؤ بالنتائج سهلاً، إذ سرعان ما تبعت خيبة الأمل البهجة. فقد اكتسحت إسبانيا كرواتيا 6-صفر ثم خسرت أمامها 3-2. وفازت على إنكلترا 2-1 قبل أن تسقط أمام منتخب الأسود الثلاثة 3-2 عندما كانت متأخرة 3-صفر في الشوط الأول. بعد ذلك، تخطى "لا روخا" أوكرانيا برباعية ثم خسر 1-صفر في كييف. وفي تشرين الثاني/نوفمبر اكتسح الإسبان الألمان 6-صفر قبل أن يتعادلوا 1-1 على أرضهم أمام اليونان. فإذا تمكنت إسبانيا من تحقيق الفوز في المباريات الكبيرة تجنب السقطات، ستكون من بين المنتخبات الجاهزة للإفادة في حال فشلت فرنسا المرشحة للفوز بالبطولة من تلبية التوقعات. لكن أداء المنتخب الفاتر، مع الاستحواذ الثقيل والافتقار إلى القساوة، قد يجعله يودع المسابقة قبل المراحل الأخيرة مجدداً. يأمل إنريكي أن يخلق انعدام اليقين منافسة المراكز، وربما يكون الأسبوع الأخير الفوضوي قد أدى على الأقل إلى التكاتف لتعويض الوقت الضائع والاستعدادات وكواحد من ثلاثة مدربين فقط في كأس أوروبا 2020 سبق له أن فاز بلقب دوري في البطولات الخمس الكبرى في أوروبا، يمثل إنريكي أحد أهم نقاط القوة في إسبانيا. وكان يجب أن يكون وقته مع الفريق ثميناً. لكن اختبارات كوفيد-19 الإيجابية لبوسكيتس ودييغو يورينتي، تعني أن اللاعبين تدربوا بشكل فردي معظم الأسبوع الماضي، بينما أنيطت الودية ضد ليتوانيا إلى فريق تحت 21 عاماً. بعد اختيار 24 لاعباً فقط من أجل حصص تدريبية أكثر سلاسة، تُرك إنريكي لإدارة 41 لاعباً بعضهم تدرب بشكل فردي، واستدعي آخرون لتشكيل فقاعة احتياطية، فيما عزل آخران نفسيهما في المنزل. عندما استلم إنريكي مهماته مع المنتخب وعد بإحداث "تطور وليس ثورة"، ولكن الأمر كان إلى حد تجريبياً خلال الفترة الماضي، وحان وقت النتائج. لذا فإن مباراة السويد ستكون خطوة نحو المجهول.  - (أ ف ب)اضافة اعلان