"كارثة".. إن صحت التسريبات!

خالد خطاطبة إن صحت التسريبات والمعلومات الواردة من منتخب السيدات لكرة القدم، العائد للتو من مشاركتين عربية وآسيوية، فإن الأمر بات بحاجة لوقفة طويلة ومراجعة حسابات، وإعادة ترتيب أوراق الكرة النسوية في الأردن التي ازدهرت بكثرة الخطابات لا بالإنجازات. التسريبات الصادمة والأكيدة، كشفت عن تدخلات إدارية في التعيينات الفنية، وتدخلات إدارية في استدعاء التشكيلة وتحديد أسماء اللاعبات الأساسيات واللاعبات المستبعدات، حتى أن المدرب بات لا يملك من الأمر شيئا، سوى أن يكون واجهة فنية فقط. والأدهى والأمر في الموضوع، أن تسحب هيبة المدرب أمام لاعباته، بالطلب منه الاعتذار عن الإدارة أمام الجميع في مشهد صعب على المدرب الذي وافق على فعل ذلك بعد أن تم تخييره بين الاستبعاد أو الاعتذار. التسريبات التي جاءت من أكثر من شخص، حدثت خلال مشاركة المنتخب في كأس العرب التي أقيمت في القاهرة، والتصفيات الآسيوية التي جرت في أوزبكستان، حيث «الهوشة» التي حدثت بين عضوين في الجهازين الفني والإداري. الأمر الذي وصل إلى المدير الفني البرتغالي، الذي قام بتحميل الإدارة مسؤولية ما جرى، لتتطور الأمور ويتم تقديم شكوى شفهية بالمدرب إلى اتحاد الكرة، لتأتي ردة فعل الاتحاد غاضبة من خلال اتصال عبر «السكايب» بالمدرب البرتغالي، والطلب منه فورا الاعتذار عن الإدارة أو مواجهة الاستبعاد، فما كان من المدرب إلا أن رضخ لطلب الاتحاد وقدم اعتذاره للإدارة أمام اللاعبات. المدرب كشف أنه لا يملك الكثير من الصلاحيات في اختيار التشكيلة، حيث قام باستدعاء لاعبته، وأبلغها أنه مقتنع بمستواها الفني، ولكن قرار استمرارها مع المنتخب ليس بيده، وبالتالي ضرورة الرحيل عن منتخب النشميات! في منتخب السيدات، حدث ولا حرج عن التدخلات في التشكيلة، واختيار اللاعبات، لدرجة التدخلات في اختيار اللاعبات المسددات لركلات الترجيح في المباراة الحاسمة أمام المنتخب الإيراني في التصفيات الآسيوية الأخيرة. منتخب السيدات يعيش حالة غير صحية، تستدعي التدخل لإنقاذ الكرة النسوية التي تضم نخبة من المواهب التي تحتاج إلى توجيه، كما تحتاج إلى عمل مؤسسي ومهني. التسريبات التي كشفت عنها لاعبات وإدارات وأهالي لاعبات، تحتاج إلى وقفة جادة، لا إلى ملاحقة المسربين «كما هو متوقع»، فالموقف لا يحتمل الدخول في معارك جانبية، إذا ما كان الاتحاد جادا في البحث عن حلول للتطوير لا للتأزيم. ما خفي من التسريبات كان أعظم، ولكن الهدف يتمثل في النقد البناء الذي يسلط الضوء على العديد من الأخطاء التي يمكن للاتحاد معالجتها في الطريق لبناء منتخب قوي ومنافس خارج حدود غرب آسيا.

المقال السابق للكاتب

للمزيد من مقالات الكاتب انقر هنا

اضافة اعلان