كارولين ماضي تجوب بحور الأغنية العربية وتطرب الجمهور في "عمان الدافئة"

كارولين ماضي تجوب بحور الأغنية العربية وتطرب الجمهور في "عمان الدافئة"
كارولين ماضي تجوب بحور الأغنية العربية وتطرب الجمهور في "عمان الدافئة"

عمان- في أمسية نوعت فيها بين ألوان الغناء ما بين القصيدة والطربي والشعبي والصوفي أطربت الفنانة كارولين ماضي مساء أول من أمس في المركز الثقافي الملكي الجمهور الذي ملأ مقاعد المسرح وتفاعل مع الأمسية التي جاءت تحت رعاية وزير الثقافة نبيه شقم بشكل كبير.

اضافة اعلان

الأمسية التي أقامتها ماضي ضمن الأمسيات الفصلية التي تقدمها عادة حملت عنوان "عمان الدافئة"، واشتملت على أغان خاصة بها وأخرى مختارة من التراث الغنائي العربي. البداية كانت مع ابتهال ديني بعنوان "يا من لك الأمر" من كلمات الشاعر طاهر سلمان وألحان والدها مالك ماضي، لتتابع ماضي في نفس السياق الصوفي الديني مع نفحات صوفية وأغنية "يا بديع الجمال" التي يرجع تاريخها الى عشرات السنين الماضية.

ومن التراث الغنائي الأردني قدمت ماضي التي تمتلك خامة صوتية مميزة ومدربة على اصول الغناء الشرقي أغنية "أُهديكَ ما أهديك" من كلمات الشاعر خالد محادين، وتقول الأغنية "أهديك ما أهديك في عيدك الغالي، لا شيء قد يرضيك يا شاغل البال، قارورة من عطر والعطر من ثغري ام حفنة من زهر والحسن من زهري".

ومن الأغنيات التي قدمتها ماضي لأول مرة أغنية "سيأتي المطر" من كلمات الشاعر اللبناني زاهر العريضي، والتي تصور أملا في هطول المطر بخاصة في ظل غيابه نسبيا، وتقول الأغنية التي قدمتها ماضي مع عودها فقط "سيأتي المطر ولو بعد حين .. الأرض عطشى تنتظر الرعشة، تنتظر قطرات المطر ... سيأتي المطر، رائحة التراب ستعبق من جديد بعد طول انتظار".

"عمان" كانت الأغنية التالية وهي من اغنيات ماضي الخاصة ومن كلمات الشاعرة رفعة يونس. وعبر كلمات شجية ولحن دافئ قبلت ماضي وجنتي عمان بغنائها للمدينة وبصوتها الذي غنى "من اي رحيق تبعثين سوسنة أنت، ها انت تطلين علينا نجمة، تضيء عباءة ليالينا.... في أزقتك المنسية تلاقينا ... كبرنا وعشقنا مع الزمن المر..".

واختارت ماضي التي صاحبها في الأمسية فرقة موسيقية بقيادة بسام شلول تقديم اغنية من التراث الغنائي الكويتي فكانت اغنية "حبيبي راح وخلاني" للمطرب الكويتي القديم شادي الخليج لتنتقل بعدها الى فايزة أحمد واغنية " يُمه القمر على الباب" والتي هي من ألحان محمد الموجي.

الجمهور الذي تنوع بفئاته العمرية وكان مختلفا عن جمهور الأمسيات الغنائية والموسيقية التي تقام عادة في عمان، تفاعل كثيرا مع ماضي وصفق لها أكثر من مرة. الاغنية التالية كانت "صوت السهارى" للمطرب عوض الدوخي، وسبق الاغنية تقاسيم على آلة ناي لرافد حنا.

ختام الأمسية كانت مع أغنية "تندم وحياة عيوني تندم" من كلمات وألحان اللبناني سامي الصيداوي، وقدمتها ماضي بخفة وخاطبت الحبيب الذي قرر ان يغيب عن حبيبته ... وتقول الاغنية "تندم وحياة عيوني تندم، بدك تأهرني؟ ليجاوبها الجمهور "لأ" وتعيد ماضي بخفة "بدك تأهرني" ... وتكمل "غيبلك شيء غيبة وجرب  .. ولما يا بترجع يا حبيبي شو بدك تندم".

ولكارولين بصمتها الخاصة في الغناء التي تشكلت وتطورت لديها منذ الطفولة، فهي ترعرعت في محيط ثقافي وفكري وظهرت لديها موهبة فنية برزت منذ الصغر بالعزف على آلة العود وبصوت مصقول بالفطرة، وأحاطها والدها الموسيقى مالك ماضي بالعناية وحرص على خطوات مشوارها الفني.

شاركت في طفولتها بمهرجان أغنية الطفل، وكان أول لقاء حي لها مع الجمهور كفنانة تعزف وتغني منفردة على العود في حفل خيري رعته سمو الأميرة سمَيَّة الحسن. وفي رصيدها الفني العديد من الأغنيات منها ثماني أغنيات ضمن ألبومها الأول "حبيتني ولا" وكذلك لها أكثر من أربع أغنيات ضمن تجربة خاصة لها في التلحين.

وغنت ماضي من كلمات شعراء أردنيين وعرب منهم: تيسير سبول، ومحمود درويش ومحمود فضيل التل، وموسى حوامدة، ورفعة يونس، وآخرون والتي أثمرت باقة من الأغنيات اشتغلت هي نفسها على ألحان البعض منها، مثلما أدت أغنيات من الموروث الغنائي العربي القديم، وأعادت تقديمهم بنضارة وتوهج راقيين.

تأثرت ماضي بالكثير من الأصوات التي تحيط في عوالمها الوجدانية وبيئتها الطبيعية، من خلال ذلك الثراء في الإيقاعات الموسيقية، التي من الصعوبة أن يشعر بها المرء، إلا إذا عاينها بشفافية وهدوء وانتباه من داخل حراكه اليوم المعتاد، وقدمت أكثر من أغنية ضمن هذا الإطار مثل: (أعشق حجرا من البتراء) و(سأمضي وستبقى الطيور تغني وتعزف لحني) اللتين حازتا على إعجاب الحضور في أكثر من مناسبة.

أنهت ماضي دراستها الجامعية في حقل اللغة الإنجليزية الا أنها قررت منذ البدء بأن تقدم أعمالا موسيقية وغنائية مستمدة من موروث عربي أصيل، ذات إحساس بليغ بالكلمة واللحن وتلامس ما يشعر به الإنسان داخل بيئته المحلية والعربية والإنسانية عموما، حيث أفادتها دراستها الجامعية في الاطلاع على نماذج أبداعية عالمية تعانق الهموم الإنسانية، متسلحة ببلاغة الكلمة وشاعريتها مما ساعدها على تحفيز ذائقتها السمعية والموسيقية.