"كالزحف، كالنذير، مهرج في شكواي".. نصوص جديدة للعراقي البزاز

ijmdl09s
ijmdl09s

عمان - الغد - يواصل الشاعر والفنان التشكيلي العراقي الهولندي علي البزاز، مشروعه الشعري المفتوح على إمكانات الكتابة النثرية غير المألوفة، على مستوى البنية والشكل واللغة المكثفة، فقد صدر له كتاب جديد بعنوان "كالزحف كالنذير، مهرج في شكواي"، وهو الكتاب الثاني الذي يصدر بالعربية بعد أربعة دواوين شعرية صدرت للكاتب باللغة الهولندية، وهي: "شمعة ولكن تكسف الشمس"، "نادل أحلامي"، "تضاريس الطمأنينة"، "صوت في عريشة". كما صدر له كتاب شعري باللغة العربية يضم أربع مجموعات شعرية بعنوان "بعضه سيدوم كالبلدان"اضافة اعلان
الكتاب الجديد الصادر عن مؤسسة "الموجة الثقافية" في المغرب، هو عبارة عن مجموعة من النصوص يختبر فيها الكاتب التجريب الشعري بأسلوبٍ حديث، شذري، يجمع ما بين الشعر والفكر، وهو يتطلب قارئا حذرا ويقظا، مُحملا بعدته المعرفية وقدرته على الربط بين عناصر النص، من أجل تشكيل نظام للمعنى. ويأتي في مقدمة هذه النصوص: المنفى، والغريب، والأعزب، فضلا عن موضوعات ومفاهيم أخرى يتناولها الكاتب في إطار شعري وفكري، مثل الهوية، والزمن، والمكان، والغياب، وتتجلى كلها كوحداتٍ متداخلة ومترابطة بخيوطٍ مُعلنة وسرية.
يضع الشاعر المنفى في إطار الزمن، والغريب في موقع يتجاوز المكان والذكريات والحنين، وإن بدا الغريب مرتبطا بالمكان ظاهريا، إذ يقول في إحدى حواراته "أقصد بالغياب الإقصاء عن الزمن وليس البُعد المكاني الذي لا يعنيني كثيرا"، وهو ما يجعله لا يتناول الذكريات كلصيقٍ للغريب. يرى الشاعر إلى المنفى كشرطٍ أساسي في العلاقات وفي الإبداع، إذ "ثمة علاقة غربة بين الكاتب والقارئ والنص، وكل علاقة هي غربة، كما تحدد الغربة الدائرية وحدها صفات الغربة، فهناك غربة مكانية، وأخرى عاطفية، وثالثة فكرية ذات آلام معرفية". في هذا الكتاب نجد تناولا تفصيليا للعديد من الكتابات نذكر منها: كتابة التخمة، وكتابة القليل، الكتابة المتحفية، كتابة السياج، الكتابة البحرية، كتابة الصبار، كتابة الخردة، كتابة الأعزب التي استحوذت على أهمية خاصة لدى الكتاب، باعتباره غريبا، بل يمكننا القول أنه الغريب الأصيل، إذ يقول "كل أعزب هو غريب بالضرورة، ولكن ليس كل غريب أعزب".