كان محركا

يديعوت أحرنوت

4/1/2015

ناحوم بارنيع

بإمكان نتنياهو أن يتنفس الصعداء: فلقد خرجت الانتخابات التمهيدية لحزب الليكود إلى حد ما كما شاء وكما تأمل، فيما عدا جزئية واحدة. فإذا قام بتشكيل الحكومة القادمة فسوف يكون تحت خدمته نفس المخزون من الوزراء الوسطي، البالي. الحكومة ليست يمينية وليست ذات مدلول. فهي لا تتحرك، وهذا ما يتمناه نتنياهو، في هذه المرحلة من حياته.اضافة اعلان
الخلل الوحيد الذي كان هو ميري ريجف. فوصول ريجف إلى الخمسة الأوائل وضع مصاعب مزدوجة. أولا، فنجاحها يشير إلى أن جدعون ساعر، الذي دعمها، ما زال يحتفظ بقوة ذات مغزى في أوساط أعضاء الليكود، وثانيا، فإنها تشكل استدعاء للمشاكل. ففي حال شكل نتنياهو الحكومة المقبلة، فسوف يكون ملزما بتعيين امرأة كوزيرة، وسوف يكون من الصعب عليه استبعاد ريجف، بهذا الشكل أو ذاك، وسوف يتوجب عليه الأخذ بعين الاعتبار حجمها داخل الحزب.
فريجف هي المحور: كمجندة وقفت على رأس العازفين في فرقة جيش الدفاع الإسرائيلي. وهي تلوح في المارش بعصاها. فالجمهور كان يصفق لها، ولكنها لم تكن هي التي تقرر للفرقة ما الذي تعزفه.
بإمكانه أن يشفق لإزاحة فيجلين، فليس نتنياهو هو الذي ضرب فيجلين ولكن أبناء قومه، من المستوطنين. ففي الليكود يوجد من ثلاثة إلى أربعة أجنحة للمستوطنين، ولكل جناح برنامجه الخاص. فجنرال سماسرة الأصوات، وجد نفسه خارج السماسرة أنفسهم. وهذا صحيح، على ما يبدو، فيما حصل مع حاييم كاتس، الذي جمع عناصر قوة هائلة بسيطرته على الآلاف من عمال الصناعات الجوية الذين التحقوا بالليكود. ونظرائه خانوه. ولكن عماله ايضا خانوه، وهذا ما سنتبين منه عندما يتم فتح صناديق الاقتراع في يهود.
إحدى القواعد الاساسية في الانتخابات في اسرائيل، هو ان تشكيل القوائم من شأنه ان يؤذي فقط. فهي لا تجلب مصوتين جددا ولكنها تشعل الكراهية القديمة. وعندما يتم الحديث عن قائمة جديدة - لبيد في الانتخابات السابقة، وكحلون في هذه الانتخابات – فالاسماء تحتل العناوين بشكل يومي وتساعد المحللين لمعرفة الى اتجاه ينتمي الحزب. وما أن يصل الناخبون إلى الصناديق فتكون الاسماء قد نسيت. فاسم ليفني ساعد حزب العمل لأن يشكل البديل. الا انه لم يجعل منه البديل لغاية الان.
 بالنسبة لما حصل هو ما حصل، والامر يحمل بشرى سيئة واخرى جيدة. البشرى الجيدة هي الاستقرار، والبشرى السيئة هي اللامبالاة. ففي الشهرين والنصف المتبقية لاجراء الانتخابات يتوجب على نتنياهو تجنيد كل ما في وسعه من أجل أن يوجِد حزبا مجددا. فبينت يقف أمامه كحزب ليكود (ب)، نسخة صغيرة واكثر انتعاشا وشبابية. وعلى الجمهور اليميني ان يقرر بين سيارة  كبيرة، قديمة، ومهلهلة، وبين سيارة صغيرة سريعة وهجومية. انه تحد كبير، فعلى نتنياهو ان يصل اولا، وبفارق كبير، بعد ذلك عليه تقاسم السلطة. والتحدي ما زال أمامنا.
يجب تجفيف المستنقعات
قام محققو وحدة لاهف 433 للتحقيقات يوم امس بمداهمة مكاتب كتيبة الاستيطان التابعة للهستدروت الصهيوني. الا ان المحققين لم يعتقلوا احدا، ولكنهم خرجوا بكمية هائلة من الوثائق. ومن المبكر معرفة كم ستساهم هذه المداهمة بتحقيقات الشرطة، ولكن المعطيات ايجابية. وأن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي.
  لقد تم متابعة كتيبة الاستيطان في السنوات الأخيرة بتوسع كبير – وكذلك شقيقتها الاغنى منها الصندوق القومي لاسرائيل. كلتا المنظمتان، هكذا تم الهمس في الاذن، هي صهيونية والتي بواسطتهما بإمكان الحكومة ان تؤكد أهدافها الحقيقية، كدولة يهودية. فقد حمل حزب اسرائيل بيتنا لواء محاربة عرب اسرائيل . والدفاع عن الاسوار التي اخفت خلفها حقيقة ما يجري داخل الصندوق القومي وكتيبة الاستيطان، كان جزءا من أجندته.
 افراد الشرطة يبحثون عن مخالفات جنائية: اموال وصلت الى جيوب سياسيين وابناء عائلاتهم ولجيوب السيئين: اعمال رشوة، تعيينات مفبركة للمقربين وافراد العائلة. ان النقاش العام لا يمكنه ان يكتفي بهذا. فهو يجب ان يهاجم جوهر وجود هذه المؤسسات التي اصبحت زائدة عن الحاجة بعد قيام الدولة .
كلا هاتين المؤسستين يجب ان يتم اسكاتهما. فلا يوجد هناك طريق اخرى لتجفيف المستنقع.
كما يوجد هناك مؤسسة اخرى يجب إسكاتها، وللأبد: أموال التحالفات. هاتان الكلمتان تتكرران دائما في تحقيقات الشرطة. وليس من المؤكد ان من يستخدمهما يعرف ماذا تعنيان. لذا فالامر هكذا: لا يوجد شيء اسمه "أموال ائتلافية". ولن تجدوا مثل هذه الكلمة في كتاب الميزانية، ولن تجدوها في القانون. الحديث يدور عن رواية في احسن الظروف، وعن مصاصي الدماء في أسوأ الظروف.
   الحكومة ناقشت الموازنة. وتصارع الوزراء على طاولة النقاش حول ميزانيات وزاراتهم. ومن تحت الطاولة، وفي احاديث مع افراد قسم الموازنة، تحولوا الى مناصرين. هناك كم هائل من الجمعيات، وكم هائل من المؤسسات، التي تتمنى المساعدة من الحكومة. فهم يطلبون، والموظفون يصغون اليهم.
عندها تتدحرج الميزانية الى اللجنة المالية. ولرئيس لجنة المالية اهداف خاصة به. فهو على غير استعداد لان يعقد اجتماعا للجنة، واذا تم ذلك فمن اجل ان يضيفوا اموالا لإحدى المنظمات او المؤسسات التي تقف خلفه وتدعمه.
موظفو وزارة المالية يقفون امام معضلة قاسية: اما ان تتوقف الدولة عن المسير، او ان رئيس اللجنة يأخذ ما يريد. مليارات مقابل ملايين، يد في الحائط مقابل يد في الشحم وعندما يستسلمون فإنهم يضعون انفسهم الى جانب الكلمة المملة "اموال ائتلافية".