كبير عملاء المخابرات في حماس ساعد في احباط محاولة اغتيال شمعون بيريز

 

هآرتس

عاموس هرئيل

25/2/2010

مصعب يوسف، ابن رئيس حماس في الضفة، الشيخ حسن يوسف، نجح في كشف خطة لاحد كبار المطلوبين من حماس، عبدالله البرغوثي، باغتيال رئيس الدولة شمعون بيريز عندما كان وزيرا للخارجية. هذه القضية يكشف النقاب عنها مصعب في مقالة ستنشر غدا (اليوم الجمعة) بكاملها في ملحق "هآرتس" وفي كتاب "Son of Hamas".

اضافة اعلان

احد المسؤولين السابقين عن يوسف في المخابرات أكد ذلك. هذه قصة تجسد كم نجح يوسف، الذي لقب بـ "الأمير الاخضر" من مسؤوليه في المخابرات، في أن يبدي قدرة على الارتجال واليقظة. قدرته ساعدت المخابرات الإسرائيلية على ان تحصل على طرف خيط ادى الى عبدالله البرغوثي، والى احباط اغتيال بيريز.

عبدالله البرغوثي، الذي كان متماثلا مع حماس، حظي بزعم مصعب بتمويل من مروان البرغوثي (لا توجد قرابة عائلية)، زعيم فتح، بل ومباركته لتنفيذ العمليات.

في صيف العام 2001، لم يعرفوا لا في المخابرات ولا في الجيش الاسرائيلي عن وجود عبدالله البرغوثي. عمليا، العملية في الدولفيناريوم في 1 حزيران (يونيو) العام 2001، وبعدها العملية في مطعم سبارو في القدس في آب (أغسطس) العام 2001، تركتا المخابرات الاسرائيلية في حالة حرج كونه لم يفهم احد من هو المهندس الذي اعد العبوات الناسفة بشدة غير مسبوقة كهذه. وكانت قوات الامن عديمة الحيلة. وحسب مصعب فإن أول من جلب المعلومات عن المهندس كانوا رجال السي.اي.ايه، وقد ابلغوا السلطة الفلسطينية بان عبدالله البرغوثي ينتج العبوات الفتاكة وانه يسكن عند ابن عائلته بلال البرغوثي، وهو حمساوي مطلوب.

الامن الوقائي لجبريل الرجوب اعتقل الرجلين في ذات اليوم، واحتجزا قيد الاعتقال لغرض الحماية في قيادة الامن الوقائي في بيتونيا، على مسافة غير بعيدة من مصعب وابيه الشيخ حسن. وفي اعقاب الضغط من الادارة الاميركية على السلطة الفلسطينية للعمل على وقف العمليات طلب من مروان البرغوثي "تهدئة" عبدالله وفهم خططه.

عبدالله لم يكن متماثلا تماما مع حماس بل كان مثابة "فري لانس" (عامل مستقل)، عمل مع كل المنظمات ولكنه كان متماثلا اكثر مع المنظمة الاسلامية. وعليه، فعندما توجه اليه مروان البرغوثي، قرر أن يضم الى الحديث الشيخ حسن يوسف ايضا.

توجه الشيخ الى قيادة الامن الوقائي ومعه ابنه مصعب في السيارة. ودخلا على عبدالله الذي جلس في غرفة كبيرة وكان يدخن سيجارة. وقال مصعب "أبي، الذي لم يعرفه ابدا من قبل، توجه اليه وشرح له بانه اذا ما وقعت عمليات اخرى مثل الدولفيناريوم او سبارو فان اسرائيل ستجتاح الضفة وتضرب السلطة. وطلب منع أي عملية. فقال لنا عبدالله بانه بعث اربع عبوات فتاكة الى نابلس، وكان يفترض باحد ما هناك أن يركبها على سيارات مفخخة كي تنفجر الى جانب سيارة وزير الخارجية في حينه، شمعون بيريز، فتقتله. وروى عن العبوات التي بعث بها الى الشمال من هناك، والمخصصة لضرب محامين يهود".

وأضاف مصعب ان "عبدالله شرح بانه لا يعرف من هم الاشخاص، وان كل ما لديه هو رقم هاتف. وافق على ان يجري مكالمة هاتفية كي يلغي العملية. ولكن عندها بدأت معضلة اخرى. مروان لم يرغب في أن نتصل من هاتفه، ابي لم يوافق ايضا على ذلك. واتفق على أن أذهب لشراء هاتف نقل جديد وبعد الحديث الهاتفي ندمره. اشتريت هاتفا، وأطلعت في هذه الاثناء المخابرات الإسرائيلية على الرقم الذي يحتاج الى التنصت. عدت الى عبدالله واتصل هو بمن اتصل به. المخابرات الإسرائيلية كانت تستمع لكل شيء. وفي ذات اليوم تقرر تشديد الحراسة على النواب الإسرائيليين كخطوة وقائية، وافشلت خطة تصفية بيريز".

كان في السجن الاسرائيلي

وحسب اقواله، فان عبدالله البرغوثي احتجز في منشأة الامن الوقائي لعدة اشهر اخرى، ضمن امور اخرى بسبب الضغط الاميركي. ولكن مصعب قال إنه "عندما بدأ التدهور الحقيقي للوضع (بعد تصفية رائد الكرمي في طولكرم) ضغط مروان البرغوثي على الرجوب لتحريره. وفي اليوم الذي اطلق فيه سراح عبدالله التقاه مروان، ومنحه الفي دولار وأمره بان يختفي وان يفعل ما ينبغي له أن يفعله". وفي السياق نجح عبدالله البرغوثي في أن يتملص المرة تلو الاخرى من اسرائيل، بل وان يسكن في بيت اقام عليه الجيش استحكاما من دون أن يعرف من يسكن تحته. وفي آذار(مارس) العام 2003 اعتقلته المخابرات الاسرائيلية. وكان مصعب في تلك الفترة في السجن الاسرائيلي، في محاولة لازالة شبهات العمالة عنه.

وقد نفى جبريل الرجوب أن يكون اطلق سراح عبدالله البرغوثي من الاعتقال، وقال انه لم يحتجزه على الاطلاق.