كتاب جديد عن "القصيدة العربية الحديثة" للناقد الزغول

غلاف الكتاب  -  (أرشيفية)
غلاف الكتاب - (أرشيفية)

عمان-الغد- ضمن إصدارات جرش مدينة الثقافة الأردنية للعام 2015، صدر عن وزارة الثقافة كتاب بعنوان "القصيدة العربية الحديثة وتعدد المرجعيات"، للناقد د. سلطان الزغول.اضافة اعلان
جاء الكتاب في 95 صفحة لخص مسيرة القصيدة العربية في العصر الحديث، ابتداء من مرحلة الإحياء حتى صياغة قصيدة التفعيلة في منتصف القرن العشرين، حيث توصل المؤلف بعد هذه المسيرة إلى أن المرجعيات هي التي تشكل الذاكرة الثقافية للشعر العربي الحديث.
ويتناول الكتاب "قصيدة الإحياء إلى قصيدة التفعيلة الجديدة، النص الشعري العربي الحديث: من المرجع إلى الإبداع، أولا: المرجعيات الأسطورية والدينية، ثانيا: المرجعيات التراثية، ثالثا: شعرية التناص".
وقال الزغول في مقدمة الكتاب "مثلت مدرسة الإحياء الخيط الذي يربط قديم الشعر العربي بحديثه، ثم جاءت محاولات الرومانسيين والرمزيين، وبعض المحاولات الأخرى التي وجدت نضوجها واستقرارها في شعر التفعيلة، أو الشعر الحرّ، الذي تبلور في منتصف القرن العشرين، ثم حمل من خلاله بعض الشعراء راية قصيدة النثر في حركة أكثر تطرّفا في تمرّدها على السياق الكلاسيكي الذي ظلّ مهيمنا على حركة الشعر العربي قرونا طويلة.
واوضح الناقد "تبلورت الحركات التي ظهرت في النصف الأول من القرن العشرين واستقرت في حركة الشعر الحرّ حتى صار هذا الشعر هو الممثل الشرعي للشعر العربي الحديث بفعل ثباته واستقراره، وقوة تدفّقه، وقدرته على التعبير عن حركة الحداثة. فإذا كان بدر شاكر السياب وخليل حاوي وصلاح عبد الصبور ورفاقهم من أعلام الشعر الحرّ في خمسينيات القرن العشرين وستينياته قد مثّلوا النهر المتدفّق لحركة الشعر العربي، حتى صار من يكتب القصيدة بشكلها القديم رافدا صغيرا من روافد نهر الشعر العربي، فقد حمل الراية بعدهم أمل دنقل ومحمود درويش وعز الدين المناصرة ورفاق آخرون، واستمر تدفّق النهر مسيطرا على المشهد، ومبرزا إمكانات الشعر العربي وقدرته على التواؤم واستيعاب الحداثة".
واشار الزغول إلى أن الدراسة تبدأ بتمهيد الذي يلخص مسيرة القصيدة العربية في العصر الحديث، ابتداء من مرحلة الإحياء حتى صياغة قصيدة التفعيلة في منتصف القرن العشرين، قبل أن تناقش مرجعيات القصيدة الجديدة: الأسطورية والدينية والتراثية، من باب التطبيق والقراءة الواعية المتمعنة. ولعل هذه المرجعيات هي التي تشكل الذاكرة الثقافية للشعر العربي الحديث.
وقال الزغول إن الكتاب يطرح "امتلاء النصّ الشعري بالتناصّات الفاعلة فيه وتداخلها إشكالات متعدّدة، بفعل تعدّد وسائل الرحيل إلى النصوص السابقة، لأنّ طبيعة حضور الذاكرة في النصّ تختلف، فقد تبدو مادة الذاكرة ظاهرة أو عميقة، مستحضرة على ما هي عليه أو مُغيّرة. ففي فضاء نصّ ما تشتغل مقروءات كاتبه التي تعبّر عن نتف من المتن الأدبي السابق، كما أنّ المجتمع يحضر داخل النصّ بثقله ومحمولاته كلّها. فالنصّ إذن نسيج من تفاعلات تتوارى، وهو يرفض أن يتعرّى أمام قارئه الذي عليه أن ينبش ذاكرة هذا النصّ بحثا عن شبكة العلاقات التي ساهمت في تشكيله. والتراكمات النصّية أو ذاكرة النصّ تخرجه من التلقائية، حتى يصير الغموض سمته البارزة. فإذا ما فككنا مرجعياته عرفنا مفاتيح الدخول إلى عالمه الغني والزاخر بالتراكمات المعرفية والتناصّات التي تكوّن عصارة حياته".
يذكر أن الزغول صدر له مجموعات شعرية منها "في تشييع صديقي.. الموت"، "ارتعاشات على جسد الخريف"، وفي مجال النقد صدر له "فضاء التشكيل وشعرية الرؤى، قراءات في قصة إلياس فركوح القصيرة"، "تمثيلات الأب في الشعر العربي الحديث، دراسة نقدية، عالم الكتب الحديث"، "سحابة صهباء فاقع لونها، قراءات في الشعر العربي".