كتب العراق الجديد تعطي صورة كئيبة عن الأميركيين

 

نيويورك - مع عناوين مثل"الفشل التام" و"نهاية العراق" تقدم أحدث كتب بشأن حرب العراق صورة محزنة عن الاميركيين. حتى المؤلف الذي يؤيد ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش يشبه الحرب"بالزواج القسري".

اضافة اعلان

وجاء الكتاب الذي يحمل عنوان"الفشل التام .. المغامرة العسكرية الاميركية في العراق" للمؤلف توماس إي. ريكس على قمة قائمة الكتب التي تحقق أفضل مبيعات في صحيفة نيويورك تايمز في الاسبوع الماضي. ويشير الكتاب الى انه لم تكن هناك خطة لما بعد الغزو ويوثق أخطاء خطيرة في الاستراتيجية العسكرية الاميركية.

وقال ريكس وهو من كبار مراسلي صحيفة واشنطن بوست لدى وزارة الدفاع الاميركية(البنتاجون) في كتابه"انه ليس كتابا عن ارائي" مشيرا الى ان كتابه يستند الى مقابلات عديدة مسجلة مع ضباط الجيش ومسؤولين اميركيين وآلاف الوثائق.

ويقول ريكس ان التنسيق السيئ بين المدنيين والعسكريين والقوات غير الكافية والفشل في تبني استراتيجية لمواجهة التمرد بعد الغزو مباشرة سبب العديد من المتاعب في العراق من بينها الانتهاكات التي ارتكبتها القوات الاميركية.

وقال بينج ويست مساعد وزير الدفاع في حكومة الرئيس الاميركي الاسبق رونالد ريجان والذي ألف كتابين عن العراق ان ريكس "قام بمهمة رائعة اساسا لانه قدم تفاصيل الحرب حتى اليوم."

وقال ويست وهو جندي سابق في سلاح مشاة البحرية الاميركية لرويترز "من الواضح انه لا يمكن ان يكون(هذا الكتاب) هو القول الاخير لانه توجد امور كثيرة" ستحدث في الحرب. واضاف "ما أحبه (بشأن هذا الكتاب) هو انه يذكر اسماء ويذكر اسماء مصادر."

وقال ريكس عن ردود الفعل حتى الان "انني أشك في ان مكتب (وزير الدفاع الاميركي دونالد) رامسفيلد راض لكن العسكريين تلقوه بترحاب شديد." وقال "قائد كتيبة (في العراق) كتب لي وقال "شكرا لانك كتبت ما نقوله في مجالسنا الخاصة."

وما يثير الانزعاج بنفس القدر هو كتاب"نهاية العراق.. كيف خلق افتقار الاميركيين للكفاءة حربا ليس لها نهاية" للمؤلف بيتر دبليو. جالبريث وهو سفير سابق لدى كرواتيا ومستشار لحلفاء واشنطن الاكراد في العراق. وهو يقول ان الغزو الاميركي دمر الآمال في بلد موحد من السنة والشيعة والاكراد ويدعو لعراق مقسم.

وقال وهو يصف الطموحات الكبيرة للولايات المتحدة في الشرق الاوسط بأنها فاشلة ان العراق يشهد"حربا أهلية مدمرة".

وقدم كتاب جديد رئيسي آخر عن الحرب لمؤلفه فؤاد عجمي وهو استاذ اميركي لدراسات الشرق الاوسط نصائح لبوش وأقرب مساعديه.

وقال ان الهدف من كتابه الذي يحمل عنوان"هدية الاجنبي" هو تسليط الضوء على العراق وعلى شعبه من وجهة نظر عربية.

وكتب عجمي الذي يقول ان حرب العراق كانت شرعية عن اجتماعه مع شخصيات عراقية بارزة مثل آية الله العظمى علي السيستاني وهو رجل دين له نفوذ هائل بين الغالبية الشيعية.

ويقول عجمي ان الجراح الحالية للعراق تنبع من رفض السنة تسليم السلطة للشيعة.

ويقول عجمي وهو شيعي ولد في لبنان وأكاديمي عمل لدى بول وولفويتز النائب السابق لرامسفيلد في جامعة جونز هوبكنز"انه من الاشخاص القلائل جدا الذين يحتفظون بمودة" مع ادارة بوش في الوسط الاكاديمي. غير انه أيضا يقدم صورة كئيبة للعراق والحرب.

وقال عجمي لرويترز "لقد كان زواجا قسريا. ذهبنا الى بلد لم نعرفه في منطقة لا نفهمها تماما في حقيقة الامر." واضاف "من التساؤلات التي تطارد المرء بشأن هذه الحرب هي .. لو كانوا علموا آنذاك بما يعلمونه الان ... واذا كانوا علموا حجم الخسائر في الدماء والثروات هل كانوا سيخوضون هذه الحرب. انني لا اعرف الاجابة." وقال ويد زيركل وهو جندي سابق بمشاة البحرية أسس جماعة يطلق عليها"المحاربون القدماء من أجل الحرية" انه امر محبط ان ترى كتابا بعنوان"الفشل التام".

وقال "انني اشعر وكأن الناس يعلقون بالفعل المرثية بشأن هذه الحرب." واضاف "مازال من الممكن كسبها من وجهة نظري".

ويوافق ريكس على انه مازال هناك بعض الامل. ويقول "مازلت أعتقد ان هناك فرصة لتغيير الاشياء في العراق.. فرصة صغيرة. وهذا هو السبب في انني اعطيت لهذا الكتاب عنوانا مستفزا."