كرة السلة إلى أين؟

فوز النادي الأرثوذكسي العريق ببطولة كرة السلة أسعدني كثيرا، لأنه أعادني إلى الماضي الذهبي للعبة كرة السلة، والتي قمت بالتعليق على عشرات المباريات خلال 20 عاما، تألقت فيها أندية بالذات حملت لواء اللعبة وانتصاراتها وتواجدها على المستويات العربية والقارية وحققت نتائج إبداعية ومن أهم هذه الأندية: الأرثوذكسي، الأهلي، الأردن، الجزيرة، الهومنتمن، الحسين إربد، الجليل وغيرها.اضافة اعلان
وكانت مباراة القمة أو البطولة في غالب المرات تنحصر بين الأرثوذكسي والأهلي.
رافقت منتخبنا العسكري لكرة السلة العملاق في العام 1972، عندما شارك في بطولة العالم العسكرية التي أقيمت في مدينة أوديني بإيطاليا بمشاركة أقوى فرق العالم العسكرية، وكان منتخبنا ندا قويا للمنتخبات العسكرية التي لعب معها كالولايات المتحدة وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا وغيرها، ولن أنسى أبدا مجموعة العمالقة التي تشكل منها المنتخب العسكري أمثال الراحل عواد حداد، مضر المجذوب، سعيد شقم، يحيى بيشة، علي بيشة، إبراهيم الجعفري، فيصل ملحس، ماجد أيوب وغيرهم.
واستطاع المنتخب العسكري لكرة السلة أن يفوز أيضا ببطولة العالم العسكرية التي أقيمت بدولة الإمارات في العام 1983 وحصل فيها على السيف الذهبي.
أما المنتخب الوطني فقد أبدع في معظم المباريات والبطولات التي خاضها، وكان في قمة مستواه عندما شارك في الألعاب الآسيوية في سيول في العام 1986 وكاد يصل إلى النهائي بقيادة مراد بركات الذي اختير أحسن لاعب في آسيا وشقيقه هلال بركات ومجموعة متميزة من نجوم اللعبة أمثال: هشام المواجدة، وسيم الزعمط، أمجد الرشق، بسام خضر، جمال البحيري، عمار حداد.
دخلت اللعبة عالم الاحتراف وانضم لركبها عدد من المؤسسات الوطنية المهمة كجامعة العلوم التطبيقية، زين للاتصالات، مدارس الاتحاد، الرياضي – آرامكس، ولا شك أن هذه الفرق التي دخلت الميدان قد أعطت اللعبة زخما في التنافس، لكنها لم تخلق مؤخرا أجيالا جديدة من اللاعبين الأردنيين القادرين على تمثيل اللعبة والتنافس على قمة الأندية والمنتخبات الوطنية العربية والقارية، بل إن هناك عددا من هذه الفرق بدأ يتراجع حتى عن تبني اللعبة نفسها ودعمها ومواصلة مشوار التنافس أردنيا أو خارجيا وقد أدى ذلك إلى تراجع اللعبة ومستواها وجماهيريتها.
طبعا لا ننسى أن الجيل الجديد تأهل بمنتخب السلة إلى نهائيات كأس العالم للمرة الاولى، كما بلغ المباراة النهائية من كأس آسيا.
أوضاع اللعبة غير مرضية لا تقارن بما كانت عليه من كل الوجوه وتحتاج إلى ترياق حتى تستفيق وتستعيد أمجادها وأنفاسها.
لا بد من إقامة مؤتمر خاص تحضره كل أطراف اللعبة القادرة على التغيير للأفضل بإشراف اللجنة الأولمبية الأردنية، ليبحث أوضاع اللعبة وشؤونها وما وصلت إليه الآن للعودة بها إلى ماضيها المشرق.