كرة السلة في محنة: اجتماعان ورئيسان ومفصول يرفض الانفصال

حسام بركات

عمان - مراد بركات أم عامر أبو راشد؟.. على الصعيد الإنساني والمجتمعي كلاهما يحظى بمكانة مرموقة يغلفها التقدير والاحترام، ولكن إذا ما راجعنا دفاتر كرة السلة عبر تاريخها فإن الاسم الأول يتردد أكثر.اضافة اعلان
ولكن في واقع الأمر فإن ما تمر به كرة السلة الأردنية هذه الأيام يتعدى بكثير أزمة الأسماء إلى ما يمكن أن يطلق عليه "محنة القيادة"، حيث تعرضت اللعبة في السنوات السبع الماضية للكثير من الهزات، وتُركت وحدها تعاين سقوطها المدوي من قمة الجبل الذي كانت عليه إلى واد سحيق.
لا حاجة لنبش الجراح القديمة، فقد حصل ما حصل، وما هو مطلوب فعلا من الأوفياء أن يجتمعوا اليوم على كلمة سواء تنهي هذه الحقبة السوداء في مشوار أكثر الألعاب الجماعية فخرا للأردنيين.
على مدار الايام القليلة الماضية استبشر أغلب المتابعين خيرا بعد تمام مسيرة الانتخاب "شبه الديمقراطي" وفقا لنظام الاتحادات، لمجلس إدارة من رحم الأندية بالكامل وإن اختلفت المسميات، غير أن هذا الاستبشار سرعان ما تحول إلى خيبة أمل قاسية نتيجة الانقسام الواضح بين أعضاء المجلس الجديد حيال المناصب الإدارية.
مراد بركات "ومعه جواد الرطروط ورمزي الكرمي وطروب خوري وآية المصري"، يرى أن المرحلة الآن تتطلب وجوده على رأس الهرم بعدما جمع لوطنه وناديه واسمه الكثير من الكؤوس لاعبا ومدربا، فيما يرى عامر أبو راشد "ومعه ابراهيم الشعراوي وعبدالله القواسمي ومحمد ذيابات وزهير نصار وعبدالكريم دروزة"، أن من حقه الطبيعي الآن أن يتحول من نائب رئيس سابق إلى رئيس حالي.
مشكلة أبو راشد الذي امتلك الأغلبية بفارق صوت واحد، هي أن أكبر ناديين في الوقت الحالي الأرثوذكسي والرياضي يريدان مراد بركات رئيسا، وهما يملكان حسب المادة 12 من قانون انتخابات الاتحادات الرياضية الصادر عن اللجنة الأولمبية بنص الفقرة (هـ) كل الحق في فرض رأيهما على ممثليهما زهير نصار وعبدالكريم دروزة، حيث تنص هذه الفقرة صراحة بما يلي: "تكون العضوية بالنسبة للأندية لذات الأندية وليس لممثليها"، وهو ما يعني قدرة النادي على تغيير مندوبه إذا ما شعر النادي أن هذا المندوب لا يلتزم بما يراه في الصالح العام للنادي أو اللعبة.
لم يكتب للاجتماع الأول أن يكتمل بسبب رغبة الناديين السريعة في تغيير المندوبين وتعيين إياد جمال بدلا من دروزة من طرف الرياضي وليث حداد بدلا من نصار من طرف الأرثوذكسي، وقد تم بالفعل ارسال كتب رسمية بهذا الخصوص.
التطور السريع التالي جاء من طرف الرياضي الذي فضّل اختصار كل الطرق وفصل دروزة نهائيا من مجلس الإدارة، وقد وثق هذا الفصل عبر كتاب رسمي من اللجنة الأولمبية وصل للاتحاد الجديد، متضمنا تعيين إياد جمال عضوا جديدا لمجلس الإدارة عن مقعد النادي الرياضي.
ولكن بدلا من اختصار الخلاف تعقدت المشاكل أكثر، فعقدت كتلة أبو راشد اجتماعا ضم دروزة الذي رفض قرار فصله بحجة عدم توثيقه من المجلس الأعلى للشباب، فيما عقدت كتلة بركات اجتماعا ثانيا ضم جمال استنادا لكتاب اللجنة الأولمبية الأردنية.
الآن أصبحت الكرة في ملعب اللجنة الأولمبية لاعتماد أحد المحضرين من الاجتماعين المنفصلين، فهل بالإمكان على اللجنة أن تناقض نفسها بعد الكتاب الرسمي الذي أصدرته؟. يقال أن محامي اتحاد كرة السلة تقدم بمبادرة للحل من خلال اجتماع توافقي في اللجنة الأولمبية بحضور الامين العام ناصر المجالي وبركات وابو راشد وناديي الأرثوذكسي والرياضي، فيما تردد أن بركات عرض على أبو راشد ذات منصبه الذي شغله في الاتحاد الماضي عندما كان نائبا للرئيس السابق سامر عصفور.
ختاما تقوم فكرة الانتخابات في الأساس على التوافق والترافق، ولذلك ليس مهما من سيتولى رئاسة الاتحاد، فقد اثبتت التجارب أن الاتحاد المنقسم لن يسير أبدا في طريق مستقيم، وما الفائدة إذا قسمنا "الرمانه" وبقيت القلوب "مليانه"!.