"كرسي غزة ".. فنانون يبرزون الأمل والجمال وسط الدمار- فيديو

منحوتة كرسي غزة
منحوتة كرسي غزة

عمّان- الغد-قلة من الناس القادرين على رؤية الفن والأمل في خضم الدمار، وهي موهبة مميزة يحملها البعض منهم الفلسطنيين، الذين مرورها للأجيال اللاحقة رغم المأساة التي يعيشونها منذ عقود.

اضافة اعلان

وللإشادة بهذا الصمود ؛ قرر فنان الأطعمةالعالمي الأردني عمر سرطاوي والمهندس المعماري عامر العابدي أن يتشاركا في إبداع فني غامض" كرسي غزة" .

قطعة الأثاث المتأكلة الموجعة للقلب تشكل تمثيلا جماليا فريدا للدمار الذي تعرض له ساكني قطاع غزة في الأسابيع الأخيرة والذي يبعث رسالة أمل ودعمم لمستقبلهم.


"هذا الكرسي يحول لغة الدمار المؤلمة إلى جمال وأمل. إن تمثيل الدمار بهذه الطريقة الصريحة تصدمك لدرجة لا تستطيع فيها الابتعاد عنه"، يوضح الفنان عمر السرطاوي، المعروف بقطعه الفنية غير التقليدية التي تجمع بين التصميم والطعام.


السرطاوي الذي تصدرمؤخرا العناوين العالمية بعد صنعه "جلد الباذنجان" وهو مادة مبتكرة ومستدامة مصنوعة من مخلفات الخضروات.


ويقول: " يبدو وكأنه المادة المثالية لمشروعنا التعاوني لأنه يجسد تماما نقص الموارد والمواد لنظهرللعالم أنه من بقايا الطعام يمكننا خلق حياة".

أردنا أن نصنع الجمال والتفاؤل باستخدام بقايا الطعام التي قد تبدو ضئيلة، والتي حتى الأفراد الأكثر حرمانا يمكنهم الوصول إليها ، وبالتالي إظهار الإمكانيات غير المحدودة للمستقبل"، يتابع السرطاوي.


وبالنسبة للعابدي، يمثل الكرسي وسيلة تضامن وإعجاب مترسخة من خلال الفن التصويري الرفيع." فالكرسي الذي يرمز للحظة جلوس براحة بين الحطام، ظهر لنا وكأنه قطعة من الوقت قد تجمد".


ويتابع العابدي: " لقد قال عمر ذات مرة ؛ لقد أدركت يا عامر أن صوت الرصاص مرتفع لكن صوت الفن أعلى منه بكثير! لنصنع حياة من هذا الدمار".

واقتنعت بالأمر- وركزت على هذه القطعة ووضعت كل أمر آخر جابنا".

" حاولت بطريقتي نقل الصمود الجميل لشعب غزة، برغم كل التحديات ومصائب الحياة، علمونا كيف نصنع الجمال من كل ما لدينا.

والآن في كل مرة أنظر بها لهذا الكرسي، أشعر بالفخر والأمل، وليس الدمار. يوضح العبيدي.


ويصر كلا الفنانيين الأردنيين من أصل فلسطيني والفنانين، وبدلا من الإنحياز لجانب على أن ما صنعاه يمثل:" رسالة أمل عالمية ضد كل أنواع القمع". ينوه سرطاوي.

وأضاف نقف مع القضية وندعمها من باب مبادئنا الأخلاقية – وليس من باب العرق. نريد السلام، والكشف عن الجمال الكامن في البشرية".

منحوتة كرسي غزة

وبغض النظر عن رسالته الفنية ، فإن "كرسي غزة" لديه غاية محددة: ألا وهو جمع الأموال لشعب غزة. ويعتزم الثنائي بدء حملة تمويل جماهيري، على أمل جمع ما يصل إلى مليون دولار.

وسيعرض " كرسي غزة" للبيع في مزاد تنظمه دارة الفنون في حزيران- يونيو الحالي.

وعند سؤاله عن الأسباب الكامنة وراء اختيار هذه القطعة الفنية، أشارت المؤسس المشارك لدارة الفنون دينا دباس الرفاعي إلى أن "هل الحياة تقلد الفن أم الفن يقلد الحياة؟ مهما كان الوضع، فإن هذا الإبداع الملهم المشترك مدهش في طريقة تقليده لواقعنا المدمر.

لقد نجح كلا من عمر السرطاوي وعامر العابدي الحائز على حوائز عالمية في مفاجأتنا بهذا التعبير الرائع للدمار وحتى بالقدرة على الصمود. . قوة برغم الهشاشة.. قساوة برغم الرقة العالية".