"كرم الأخلاق".. هكذا يؤثر على علاقة المرء بالآخرين

Untitled-1
Untitled-1

علاء علي عبد

عمان - يعرف كرم الأخلاق بأنه صفة إبداء اللطف والتسامح والإيثار تجاه الآخرين، وعلى الرغم من أن كرم الأخلاق يعد أحد الأفعال التي يقوم بها المرء لخدمة الآخرين إلا أنه يعود بالفائدة على راحة المرء ودرجة رضاه عن نفسه.اضافة اعلان
ما الذي يجعل كرم الأخلاق مفيدا لصاحبه؟ تفسير هذا الأمر أن المرء عندما يتعامل بكرم أخلاق تجاه أحد الأشخاص فإن هذا الفعل، على الأغلب، سيدفع ذلك الشخص للتعامل بالمثل وليتابع المرء تعامله بنفس الطريقة بشكل يبني سلسلة من التعاملات الإيجابية بين الطرفين.
هذا الأمر يجعل المناطق المسؤولة عن الشعور بالسعادة والرضا في الدماغ تكون أكثر نشاطا مما يمنحنا السعادة الداخلية التي نطمح لها.
عندما يتعلق الأمر بسعي المرء لتحسين درجة السعادة الداخلية التي يشعر بها فإن ممارسة كرم الأخلاق يعد خيارا مناسبا جدا لما لهذه الممارسة من آثار "معدية" للآخرين؛ فعندما يتصرف المرء بما يوحي بكرم أخلاقه حتى لو مجرد قوله كلمة "شكرا" لأحد الأشخاص، فإن من يراه يقوم بهذا الأمر يكون أكثر ميلا للقيام بالشيء نفسه مع الآخرين. وبهذا فإن إظهار كرم الأخلاق في تعاملنا مع الآخرين من شأنه منحنا شعورا بالرضا وشعورا بالانتماء للمجتمع الذي نعيش فيه.
عندما يتعامل المرء بكرم أخلاق مع غيره فإنه يولد بداخله القدرة على التفكير الإيجابي مما يساعد على تطور قدرته بالتعامل مع المشاكل التي تعترضه وتحفيزه على تكرار هذا التعامل طالما أنه يعود بالفائدة على الجميع. لكن علينا أيضا، بعد أن فهمنا بعض من فوائد التعامل بكرم الأخلاق، أن نتساءل عن السبب الذي يمنع البعض من أسلوب التعامل هذا.
الإنسان بطبعه يميل إلى التعامل بلطف وكرم أخلاق وطيبة مع من حوله، لكن البعض يجد نفسه يغير من طبيعته البشرية ويعتمد على تفكيره وتعريف المنطق من وجهة نظره وهذا ما يجعله يعثر على الكثير من الأسباب التي تبرر له عدم التعامل بطبيعته تلك.
وعلى سبيل المثال قد تجده يبرر عدم شراء هدية لصديقه مثلا ويبرر هذا التصرف بأنه لا يريد أن تتحول صداقتهما لمكاسب مادية. الواقع أن الأمور لا يمكن حسابها بهذا الشكل، كما وأن الهدايا ليس بالضرورة أن تكون باهظة الثمن بشكل يثقل كاهل الطرفين وإنما يمكن الاكتفاء بهدية رمزية تدخل السرور والبهجة في نفس ذلك الصديق وفي ذات الوقت لن يتذمر من مسألة ردها بأخرى فيما بعد.
عند وضع مسألة سعادة الآخرين نصب أعيننا فهذا من شأنه إسعادنا نحن أيضا وجعلنا أكثر قبولا لدى الجميع.