كسر الموجة يعني التوقف عن التعليم الوجاهي

زيد نوايسة يوما بعد يوم تزداد الاصابات في المدارس؛ الثلاثاء الماضي تم تسجيل ألفي اصابة بنسبة 40 % من الحالات المسجلة تقريباً، الأرقام مرشحة للزيادة في الاسابيع المقبلة اذا ما استمر التعليم الوجاهي كما هو مخطط له لمنتصف الشهر الحالي، هذا يعني تسارع وتيرة الانتشار وبالضرورة إطالة امد الموجة الثالثة، والسبب ببساطة؛ النسبة الاقل من متلقي اللقاح هم الطلاب؛ عدد الطلاب في التعليم المدرسي لهذا العام يقارب مليوني ومائة وسبعين ألف طالب. وزير الصحة، سبق وتوقع أننا وفي أسوأ الحالات لن نتجاوز عتبة ثلاثة آلاف إصابة يومياً وستكون الموجة الثالثة قصيرة وهو ما ثبت عدم دقته لاحقاً، نسجل حالياً 5000 ألف واكثر، واضح أننا ذاهبون للأصعب في مقبل الايام اذا لم نتخلّ عن عقلية الاصرار على بقاء التعليم الوجاهي بالرغم من معرفتنا مخاطر ذلك. الجوهري في الموضوع، توقف وزارة التربية والتعليم عن التعليم الوجاهي فوراً والتحول للتعليم عن بعد لإكمال ما تبقى من المواد الدراسية خاصة أن اكثر من 80 % من المقررات الدراسية انجزت؛ الاستمرار هنا يعني أنه حتى لو افترضنا ثبات نسبة الاصابات بمعدل ألفي اصابة يوميا فسنصل حتى نهاية الفصل لما يقارب 30 -40 ألف إصابة من المدارس وحدها مع اكثر من 50 ألف اصابة نشطة موجودة حالياً، هذا يعني ان الحالات النشطة ستتجاوز 80 ألف حالة على أقل تقدير وربما تقارب المائة ألف. صحيح أن الجهاز الطبي حتى الآن في وضع مريح ولكن لا احد يستطيع التنبؤ بمآلات كورونا بعد المتحور الجديد «اوميكرون»، قد نتفاجأ بزيادة كبيرة في الاصابات؛ هذا الامر يتجاوز دائرة الاحتمال لدائرة التأكد ولعل خطأ حسابات وتوقعات الوزارة ولجنة الأوبئة في أن أقصى ما يمكن الذهاب له وفي أسوء الظروف هو حاجز 3000 إصابة يوميا خير دليل على أن كورونا لا تخضع للتنجيم والضرب في المندل. نتفهم أن وزارة التربية والتعليم تريد أن تؤكد على مصداقية قرارها ودحض حملات التشكيك التي واجهتها منذ بداية الفصل الدراسي في أن قرار العودة للتعليم عن بعد سيكون في الاسابيع الاولى وأن الهدف دفع الأهالي الرسوم ومن ثم صدور القرار، هذا اتهام ظالم ومجحف ولا يجب التوقف عنده، بحيث تبدو الوزارة واقعة بين نارين، هي التزمت بما وعدت به طالما أن الوضع الوبائي مسيطر عليه ولكن هناك واقعا يجب التعامل معه لأن كلفته اليوم اقل من الغد. هناك دول تتجه للتصويت على إلزامية اللقاح منذ مطلع العام المقبل، كورونا وحسب منظمة الصحة العالمية وخبراء الأوبئة ستلازمنا لزمن طويل على الارجح ولم يعد بمقدور العالم العودة للاغلاقات والحظر بكافة اشكاله وبالتالي العودة للحياة بشكل شبه طبيعي تكمن في مزيد من اللقاحات بما فيها الجرعة المعززة والالتزام بالكمامة وفي مقدمة الفئات التي يتوجب عليها اخذ المطعوم هم الطلاب وهذا الامر يجب أن يحسم ابتداء من الفصل الدراسي الثاني وتستعد له الوزارة وهو وضع الاهالي بين خيارين؛ التعليم الوجاهي لأبنائهم يعني اخذ المطعوم وبخلاف ذلك التعليم عن بعد. أمر الدفاع رقم 35 سيسهم في حال تطبيقه بحزم في تخفيف تداعيات اي موجة مقبلة، وسيمكن الجهاز الطبيعي من استيعاب اي اصابات قد تحدث بفعل المتحور الرابع الجديد، وهي آتية لا ريب، ولكن المهم هو ضبط التفشي، والمفتاحية في ذلك وقف بؤرة الانتشار في المدارس.

المقال السابق للكاتب

للمزيد من مقالات الكاتب انقر هنا

اضافة اعلان