كلام العيد: توقيت "مخربط".. ومدارس.. وأضاحي.. وقليل من الانتخابات

إلغاء التوقيت الشتوي كان فاكهة مجالس العيد. وما بين مؤيد للقرار، وهم قلة، وبين معارضين كثر، كانت تظهر تساؤلات آنية عن دوام المدارس والموظفين والبنوك، وشروق الشمس وغيابها، وإمكانية أن يكون للقرار تأثير على توفير الطاقة والوقود والازدحامات اليومية.اضافة اعلان
كلها أسئلة كانت مدار حديث في مجالس العيد، وحاضرة أينما حللت. وكان حجم النقد للقرار كبيرا، وحجم الأسئلة التي سببها أكبر، خاصة بعد أن سرت أقاويل خلال إجارة العيد، تم تأكيدها لاحقا في خبر نشرته "الغد" أمس للزميل يوسف ضمرة، حول قيام الحكومة بدراسة تسيير المركبات بنظام الزوجي والفردي، وهو قرار سيجد انتقادات واسعة لدى جمهور واسع من المواطنين.
ربما كان السؤال الأكثر حيرة عند جمهور المواطنين هو السبب وراء توحيد التوقيت، خاصة أن الحكومات السابقة كانت تقول يوميا إن التوقيت الشتوي يوفر طاقة أكثر من التوقيت الصيفي، فلماذا تم اعتماد "الصيفي" إن كان الهدف توفير الطاقة؟ وما الضرر لو أننا أبقينا الحال على ما كانت عليه سابقا، فأخرنا الساعة وفق القرار السابق؟
القصة لا تنتهي عند ذاك فقط، وعلى الحكومة الإجابة عن أسئلة ملحاحة في عقول المواطنين؛ إذ إن الإعلان عن بدء الحصة الأولى في المدارس عند الساعة الثامنة صباحا لا يعني أن هناك مجموعات طلابية في الريف والبوادي والمدن ستذهب إلى المدارس قبل ساعة من الآن حتى تصل في الموعد المذكور، وهذا يعني أن عددا كبيرا من الفتيات في الصفوف المتقدمة سيخرجن من بيوتهن ليلا، وقبل شروق الشمس بوقت، حتى يصلن إلى المدرسة في الوقت المحدد. ويعزز ذلك إن علمنا أن بيوتا تبعد عن أقرب مدرسة مسافة تصل إلى 6 كيلومترات، وهي مسافة تتطلب الخروج باكرا.
الحديث الثاني الذي كان حاضرا في مجالس "الأضحى" هو ما كان يتردد بأن الحكومة تدرس خيار تسيير السيارات بنظام الزوجي والفردي. وكان السؤال الأبرز قبل أي تعليق على القرار المتوقع، هو تأمين شبكة نقل عام صحية ومتكاملة قبل التفكير في مثل هذا القرار.
علق أحد الزائرين على ذلك بالقول: قبل أن يتم دراسة القرار من كل إبعاده، عليهم أن يؤمنوا شبكة مواصلات حقيقية، وصحية وآمنة ومنتظمة، تستقلها ربة البيت والعاملة والموظفة بدون أن تجرح أذنها كلمات بذيئة تتناثر هنا وهناك في مجمعات السيارات والسرفيس والباصات.
وكما بدا من حديث في مجالس العيد، فإن القصة عند المواطن لم تكن رفضا لأي توجه حكومي جدي، بقدر ما هي تساؤلات برسم الإجابة من قبل المسؤولين الحكوميين الذي عليهم أن يجيبوا عن أسئلة أخرى حول موضوع تسيير السيارات حسب لوحات الزوجي والفردي للسيارات، وكيفية تطبيقه، خاصة أن ذلك، وإن قيل لتبريره أنه سيخلق روح تعاون بين أبناء الحي الواحد والمنطقة الواحدة، يطرح السؤال الأبرز حول شبكة النقل العام ومدى جاهزيتها لتلبية حاجات المواطنين حسب الوقت والساعة، ونحن نعلم جميعا أن شبكة المواصلات عندنا تعاني من مشاكل لا تعد ولا تحصى، وهي بحاجة إلى ميزانية كبيرة لإصلاح ما يمكن إصلاحه فيها. والخوف لدى جمهور الناس أن ينفّذ القرار على عمان فقط.
حديث أقساط المدارس ومصاريف العيد والأضاحي وارتفاع سعرها في أول يومين وانخفاضه بعدهما، كان حاضرا أيضا، إضافة إلى أن العيد شهد حركة شراء كبيرة للأضاحي، فتحول الكثير من الشوارع إلى برك دماء كان يمكن الاستعاضة عنها بأشكال أخرى للذبح.
الانتخابات النيابية وإن حضرت في بعض أحاديث العيد، إلا أن الكلام بشأنها كان محدودا، وتركز حول القائمة الوطنية، وطريقة التعامل معها. وهذا يعني أن الهيئة المستقلة للانتخاب عليها القيام بحملات توعوية دائمة لتوضيح القائمة الوطنية، والمقصود منها، وطريقة التعامل معها وانتخابها.