كلام فيتال.. مجاملة أم ماذا؟

يرى المدرب البلجيكي فيتال بوركلمانز، الذي تسلم مهمة تدريب منتخب "النشامى" خلفا للمدرب جمال أبو عابد، أن اللاعب الأردني لديه إمكانيات فنية عالية تؤهله للاحتراف في أبرز الدوريات الأوروبية.. ويضيف: "يجب أن ندعمه ونمنحه الثقة الكافية، ورفع مستوى الاهتمام به داخل الملعب وخارجه، لمساعدته على تقديم أفضل ما لديه".اضافة اعلان
من الواضح أن كلام فيتال أقرب الى المجاملة منه الى الواقع، خصوصا في ظل المستوى الفني "الواقع" على صعيد الأندية والمنتخب معا، فما قاله المدرب البلجيكي لم يدخل "رأس" أحد، ولم يقتنع به الشارع الرياضي، لأن الواقع والحقيقة يقولان غير ذلك.
"كلام من دون جمرك".. ذلك الكلام المعسول الذي تفوه به فيتال، وهو يتحدث أمام مدربي عدد من أندية دوري المحترفين.. هل صدق مدربو الأندية ما قيل عن لاعبيهم، وهم يعرفون الحقيقة المرّة؟.. لاعبون يبحثون عن فرص احتراف في أندية الدرجة الأولى في بعض دول الخليج وليس بفرق المحترفين، فكيف يمكن أن تشهد الملاعب الأوروبية "موجة احتراف" من قبل لاعبينا؟.
ربما ضحك بعض مدربي الأندية في سرهم، فهم يعلمون من الحقائق المتعلقة باللاعبين الكثير، ويعلمون جيدا أن بعض لاعبيه يجر قدميه جرا في الملعب، لأنه سهر حتى الصباح يلعب "الشدة" ويحرق أكثر من رأس نرجيلة... وأن هناك لاعبين غير قادرين على اللعب في دوري الحارات الشعبية!.
من الرائع أن يتم تنسيق المواقف بين مدرب المنتخب ومدربي أندية المحترفين، رغم أن الاتحاد لم يوضح بعد وبشكل رسمي، فيما اذا كان فيتال سيقود المنتخب حتى نهائيات آسيا- الإمارات 2019، أم أن مدربا جديدا سيتم التعاقد معه الشهر المقبل.. ومن الرائع أيضا أن توضع النقاط فوق الحروف، ويتم تحديد مواضع الخلل لتصويب المسيرة قبل أن يجد المنتخب الوطني نفسه أمام تحديات صعبة لم يجهز لها بالشكل الأمثل.
منتخبنا بحاجة الى دعم معنوي شريطة عدم المبالغة به، فالجميع يدرك بأن المنتخب وصل الى حالة شديدة من الضعف جعلته في وضع متراجع على لائحة التصنيف الدولية، وجعلت نتائجه لا تسر أحدا.. منتخبنا بحاجة الى من يضع يده على الجرح من دون خوف أو مجاملة، وإلا فإن الحال سيبقى على ما هو عليه.
أشعر بالخوف من كلام فيتال، لأنه سيختلف بمقدار 180 درجة اذا ما خسر المنتخب في مبارياته المقبلة لا سمح الله، لأن المدرب حينها سيجد نفسه في وضعية الدفاع، وسيقول "هذا مستواكم"!.