كلام في الدرع

بمعزل عن مدى قناعة وجدوى إقامة بطولة درع الاتحاد لكرة القدم اعتبارا من 23 شباط (فبراير) الحالي وحتى 13 آذار (مارس) المقبل، فإن سحب القرعة أمس وتحديد مواعيد المباريات، يعني أن البطولة قائمة ولا رجعة عنها، بغض النظر عن آراء مدربي فرق المحترفين، ووجهات نظر الأندية التي كانت تطالب بإلغاء البطولة وتأجيل انطلاق الموسم 2021 إلى ما بعد عطلة عيد الفطر.اضافة اعلان
وخلال الأيام الماضية التي أعقبت انتهاء الموسم 2020 يوم 16 كانون الثاني (يناير) الماضي، كان الهم الأكبر للأندية يتمثل في معاينة "أضرار" الموسم الماضي الاستثنائي، والتفكير في كيفية التحضير للموسم الجديد، في ظل مديونية كبيرة وتطلعات اتحادية جديدة واستحقاقات خارجية، وغموض بشأن حقوق الرعاية والحضور الجماهيري، ويضاف إلى ذلك "الهم" همٌّ آخر يتمثل في شكاوى اللاعبين والمدربين، وكيفية التعامل مع العقود الجديدة والمنتهية على حد سواء.
وليس بالجديد والغريب في آن واحد، أن تعاني جميع الأندية مشاكل مالية حادة، تهدد حتى مشاركتها الآسيوية في حال لم تقم بدفع ما عليها من حقوق للمشتكين عند "فيفا"، وأن يجد بعضها نفسه غير قادر على التوقيع مع عدد من اللاعبين يكفي لإكمال التشكيلة الاساسية وليس القائمة الكاملة فحسب.
إصرار الاتحاد على إقامة الدرع، ربما نابع أولا من الرغبة في فرض القرار، وعدم السماح للأندية بفرض او رسم خطة وخريطة الموسم، بعد أن أجبر الاتحاد بـ"طيب خاطر" على إلغاء بعض بطولات الموسم الماضي نتيجة جائحة كورونا، وفي الوقت ذاته رغبة الاتحاد في وضع لاعبي المنتخب الوطني في أتون المنافسة قبل الذهاب إلى معسكر تدريبي جديد بعد انتهاء الدرع منتصف الشهر المقبل، تحضيرا لملاقاة الكويت في التصفيات الآسيوية المزدوجة.
الفائدة الفنية للأندية قد لا تكون ذات قيمة او جدوى الا لبعض منها، أما تلك التي تسعى لتعزيز صفوفها وتقييم أدائها ونتائجها السابقة، وتبحث عن مدرب ولاعبين جدد، فإنها ستجد نفسها مضطرة لتجريب اللاعبين أكثر من الدخول في منافسة حقيقية على اللقب، كما أنها لم تصل إلى نتيجة ولم تحصل على جواب بشأن إمكانية الحضور التدريجي للجماهير في مباريات البطولة.
في الجانبين المالي والفني ستجد معظم الأندية نفسها خاسرة، لكنها ستحقق هدفا تشكر عليه، ويتمثل في مساعدة المنتخب الوطني على التحضير الأمثل للمرحلة المقبلة من التصفيات، فيما سيبقى السؤال قائما.. هل سيتحمل المدربون مسؤولية نتائج الدرع، أم تعتبر البطولة بمثابة "بروفة" وتسخين لدوري متوقع أن يأتي ساخنا من حيث المنافسة؟