كلام في الكرة الأردنية

تبدو سلسلة من القضايا والملاحظات ماثلة اليوم أمام متابعي كرة القدم الأردنية، فمن تراجع شديد على التصنيف الدولي للمنتخب الوطني "المركز 116 عالميا"، الى إخفاق منتخبي تحت 23 عاما والصالات في النهائيات الآسيوية، وتهافت الأندية على الاستعانة بحكام من الخارج لإدارة مباريات محلية مهمة بعدد غير مسبوق، وأخيرا وليس آخرا اللجوء الى خيار إقامة مباريات من دون جمهور نتيجة شغب الملاعب.اضافة اعلان
هذه الملفات الكروية الساخنة تبقى هاجسا أمام اتحاد كرة القدم الذي يوشك على إجراء انتخابات جديدة ستحمل عددا من الشخصيات "القديم والجديد"، لتعمل الى جانب سمو الأمير علي بن الحسين، في المرحلة المقبلة، والتي تحمل تحديات كثيرة ليس أقلها إعادة الثقة بـالمنتخب الوطني وتهيئة كل الظروف لعودته الى واجهة الكرة الآسيوية، بعد أن بات الكبير والصغير يسبقه في التصنيف ويطمح إلى الفوز عليه.
وهنا أود التركيز على نقطتين مهمتين حتى لا يتشعب الحديث أكثر وتضيع الفكرة.. يوم غد ستقام مباراة الوحدات والرمثا من دون جمهور، كما أقيمت في وقت سابق مباراة الفيصلي وشباب الأردن، عقابا من اللجنة التأديبية لفريقي الفيصلي والوحدات على ما بدر من جمهوريهما في لقاء "الديربي" ضمن الجولة الـ14 من دوري المحترفين.
الخسائر كثيرة من غياب الجمهورين ماديا ومعنويا، فكلا الناديين خسر ريعا كان يحتاجه ربما لا يقل عن عشرين ألف دينار، بالإضافة الى الغرامات التي فُرضت عليهما من قبل الاتحاد، وكذلك الأمر بالنسبة لسمعة الناديين.. مثل هذا القرار الصعب يجب اتخاذه حتى وإن اختلفت الاجتهادات حوله، فليس من المعقول أن تبقى المشكلة من دون حل أو قرارات عقابية، مع التأكيد أن ثمة أدوارا يجب أن تلعبها جهات أخرى للمساهمة في تقليل حدة المشكلة طالما يصعب إيجاد حل قطعي.. البيت والمدرسة والجامعة والنادي عليها مسؤوليات كثيرة، والأجهزة الأمنية وحدها لن تستطيع فعل شيء في غياب "المشتكي" عند حدوث الشغب.
المهم أن يتعلم الجمهور ويأخذ العبرة مما جرى، رغم أن الواقع يقول غير ذلك، وفي الوقت ذاته لا يجوز لوم اتحاد الكرة، لأن هناك مسؤوليات أخلاقية وقانونية ملقاة على عاتقه، ولا يجوز له أن يقف مكتوف اليدين أمام العبارات العنصرية والبذيئة التي تتقاذفها جماهير مختلف الأندية خلال المباريات.
النقطة الثانية تتعلق باستقدام حكام من الخارج، ولن يكون الطاقم السعودي الذي سيدير مباراة الوحدات والرمثا غدا آخر من سيدير مباريات محلية بناء على طلب الأندية توخيا للحيادية.
أخطاء الحكام جزء من اللعبة وتحدث في مختلف البطولات العالمية والمحلية، ولا شك أن الفرق تستفيد تارة وتتأثر سلبا تارة أخرى من قرارات الحكام الخاطئة، ولكن ومع الإيمان بحق الأندية في مثل هذا الطلب، الا أن الأمر يتطلب من دائرة الحكام العمل على تطوير قدرات الحكام الأردنيين وإعادة الثقة بهم، كما هو الحال من الدائرة الفنية المطالبة بالخروج من نطاق "التنظير" الى العمل الدؤوب لتحقيق نتائج ملموسة، فليس المهم التأهل للنهائيات الآسيوية، التي يتأهل لها أحيانا من هب ودب، بل المطلوب هو المنافسة بقوة على المراكز المتقدمة إن لم نستطع الحصول على اللقب.
صحيح أن كأس العالم حضرت إلينا أول من أمس، والتقط الجمهور معها صورا تذكارية، لكن الأهم أن نذهب نحن حيث ستكون كأس العالم.. ربما هذه أهم التحديات التي ستواجه اتحاد الكرة في المستقبل.