كلام × كلام = كلام تربيع

ما يأتي به العصر الإلكتروني أو الرقمي من منجزات يفوق الخيال، يجعلك تقدر الصعوبات وإنجازات الإنسان على مرّ العصور التي أدت إليه، بدءاً من استخدام الحجر أو الإبرة والخيط أو انتهاء بالهاتف الخلوي، ووسائط التواصل الاجتماعي وجوجل... وقد رافق كل إنجاز تكنولوجي تطور وتغير في نمط الحياة في كل مرة.اضافة اعلان
وعندما أدرك الباحثون والمؤرخون العلاقة الكيفية أو النوعية بين التكنولوجيا والحضارة، قسموا العصور التاريخية إلى عصور تكنولوجية، فبدؤوا بالعصر الحجري، والحديدي، والبرونزي... فالمطبعة، فالثورة الصناعية، فالثورة الرقمية.
ولعلّ أحد أهم المنجزات الرقمية تحديد الموقع أو العنوان: "GPS") (Global Positioning system والطريق المناسب للوصول إليه وبدقة متناهية ولدرجة يمكن أن تهدد حياة المرء وبخاصة في البلدان المضطربة أو الإرهابية؛ حيث يستطيع الإرهابي بهاتفه الخلوي أو بسيارته أن يصل إلى الشخص/ العنوان المطلوب، فيخطفه أو يقتله. لعلّ المطلوب من جوجل التي تدير هذا البرنامج إغلاقه في البلد المضطرب أو المحترب لوقاية الناس من العدوان عليهم.
يمكنك الآن أن تسبح في أوروبا أو في أي بلد في العالم بسيارتك والوصول إلى هدفك من دون حاجة إلى مرشد، أو سؤال أحدهم على قارعة الطريق عن العنوان الذي أنت ذاهب إليه.
إنه -حقاً- أشبه "بإعجاز" مروري يجعلك تسير من دون أن تضل الطريق، بل إنه يرشدك إلى الطريق الصحيح الأقل ازدحاماً وأولاً بأول.
ولإدراك عظمة هذا الإنجاز، تذكر أنه فوري أو جاهز للجميع في العالم وفي الوقت نفسه للاسترشاد به، وكأن لكل منهم قمراً صناعياً خاصاً يتابعه ويرشده.
*******
سأل أحد المترددين من الفلسطينيين في غزة عن المشاركة في مسيرة حق العودة، أحد المشاركين الدائمين فيها، فقال له:
أين مات أبوك؟ فأجابه: في المسيرة. ثم سأله: وأخوك ؟ فأجابه في المسيرة. ثم سأله: وعمّك؟ فأجابه: في المسيرة. فصرخ به بعد ذلك قائلاً: أوَتشارك في المسيرة بعد هذا؟
رد عليه المشارك في المسيرة فسأله: أين مات أبوك؟ فأجابه: على فراشه. ثم سأله: وجدك؟ فأجابه: على فراشه. ثم سأله: وأخوك؟ فأجابه: على فراشه.
ثم صرخ به وتحداه قائلاً: أوَتنام على الفراش بعد هذا؟ (مع التقدير للمرحوم خليل السكاكيني)
*******
إذا أردت أن ترى الحكومة -أي حكومة- من الخلف، فاعمل في القطاع الخاص، وإذا أردت أن ترى القطاع الخاص من الخلف فاعمل في الحكومة.
*******
مأساة كثير من الناس، وبخاصة المثقفين، اعتقاد كل واحد منهم أنه مكتف عقلياً أو ثقافياً، فلا يحتاج إلى التعلّم الدائم.
*******
لا أحد أكثر من المسلمين في العالم اليوم يرفعون أيديهم إلى السماء بالدعاء طالبين النجدة والغوث للتخلص من مشكلاتهم وكوارثهم. ولا أحد في العالم أقلّ منهم في تلقيهما، أو سقوطهما بالبرشوت عليهم. إنهم كمن يطالبون الله -سبحانه- بالخروج على قوانين الطبيعة لصالحهم، فلا الحديد يتمدد بالحرارة، ولا الماء يتبخر بها.. ناسين أو متناسين قوله تعالى: "لن تجد لسنة الله تبديلاً ولن تجد لسنة الله تحويلا" (43/35) وأن الكون يختل بهذا الطلب. إن الدعاء في نهاية التحليل، وكما ذكرت في مقال قديم، هو بحث وتطوير (R&D) لاكتشاف القوانين العلمية المودعة في الطبيعة أو الكون، وتطبيقها، وعندما ينجح المرء أو المجتمع في ذلك ينجح الدعاء، ويرضى الله عن الناس أجمعين.