كلوب يهاجم الهيئات الكروية والقنوات التلفزيونية

لندن - دفعت الإصابات المتزايدة في صفوف نادي ليفربول بطل الدوري الإنجليزي في كرة القدم مدربه الالماني يورغن كلوب إلى مهاجمة الهيئات الكروية والقنوات التلفزيونية، بسبب روزنامة مضغوطة بالمباريات جعلته يشعر بأنها لا تفعل الكثير لحماية اللاعبين. يخوض ليفربول مباراته الثلاثاء ضد ضيفه أياكس أمستردام الهولندي ضمن الجولة الخامسة قبل الاخيرة من دور المجموعات، في غياب الهولندي فيرجيل فان دايك وجو غوميز وأليكس أوكسلايد تشامبرلاين والإسباني تياغو ألكانتارا والغيني نابي كيتا والسويسري شيردان شاكيري وترينت ألكسندر أرنولد وجيمس ميلنر بسبب الإصابة. كان كلوب غاضبًا من اختيار ليفربول لافتتاح المرحلة العاشرة بعد ظهر يوم السبت ضد برايتون (1-1) وذلك بعد ما يزيد قليلاً عن 60 ساعة من خسارته مواجهة أتالانتا الإيطالي في الجولة الرابعة من المسابقة القارية العريقة مساء الأربعاء. وقال كلوب "بعد (مباراة) الأربعاء، (خوض مباراة أخرى) الساعة 12:30 ظهرًا (السبت) أمر خطير حقًا على اللاعبين"، مهنئا بسخرية محاوره صحافي قناة "بي تي سبورت" على إصابة ميلنر في أوتار الركبة في الشوط الثاني من مواجهة برايتون. ورد المدرب الألماني على سؤال من ديس كيلي مراسل شبكة "بي تي سبورت" عقب المباراة بشأن إصابة ميلنر وما إذا كانت في عضلات الفخذ الخلفية أم لا قائلا "نعم.. تهانينا". وعندما سأل كيلي ما إذا كان المدرب الألماني يلومه بشكل شخصي قال كلوب "لا. لكنك تعمل لديهم. إصابة في عضلات الفخذ الخلفية. إنهم يعانون من الإصابات كذلك. لكن يمكنك أن تسأل كريس وايلدر (مدرب شفيليد يونايتد) كيف يمكننا تجنب ذلك". ومع ذلك، فإن كلوب ليس وحده من انتقد الروزنامة المضغوطة بالمباريات، بل شكَّل تحالفا غير متوقع مع الغريمين مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي اللذي خاض أيضا مباراة مبكرة السبت بعد مباراة في المسابقة القارية العريقة مساء الأربعاء. وقال مدرب يونايتد النروجي أولي غونار سولسكاير إن فريقه كان "معرضا للفشل" عندما فاز على إيفرتون، بعد عودته من رحلة إلى تركيا قبل 48 ساعة فقط من سفره إلى ملعب "غوديسون بارك". وكان مدرب مانشستر سيتي الاسباني جوزيب غوارديولا مدافعًا قويًا عن السماح للمدربين بفرصة إجراء خمسة تبديلات. وقال غوارديولا بعد تعادل فريقه 1-1 مع ليفربول في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر الحالي الذي تميَّز بالعديد من المشاكل نتيجة الروزنامة المضغوطة "في جميع أنحاء العالم هناك خمسة تبديلات. هنا نعتقد أننا دوري خاص مع ثلاثة لاعبين فقط، لا نقوم بحماية اللاعبين". وخاض الفريقان مباراة قوية في أول 45 دقيقة قبل أن يكتفيا بنقطة بعد أن بدا التعب على لاعبيهما بعد الاستراحة. وكان المدرب الفرنسي لنادي ريال مدريد الاسباني زين الدين زيدان قال الأسبوع الماضي: "لقد وصلنا إلى نقطة تبدأ فيها في الاعتقاد أنه مع وجود العديد من المباريات والإصابات، فإن الفرجة ليست كما هي". على الرغم من خسارة شهر من الموسم بسبب البداية المتأخرة اثر العزل التام الذي فرضه فيروس كورونا المستجد لمدة ثلاثة أشهر الموسم الماضي، لم يتم تقديم أية تضحيات في كرة القدم الإنكليزية لتخفيف الضغط على اللاعبين. تم الاحتفاظ بكل من مسابقتي الكأس المحليتين (كأس الاتحاد وكأس الرابطة) إلى جانب موسم كامل من الدوري الممتاز الذي يشمل 38 مرحلة، بالاضافة الى الالتزامات القارية (مسابقتا دوري الأبطال ويوروبا ليغ) وفترتي توقف خلال النافذة الدولية مع نهائيات كأس أوروبا الصيف المقبل. جادل غوارديولا مرارًا وتكرارًا بأن برنامج الشتاء القاسي في إنكلترا عندما تكون البطولات الكبرى الأخرى في فترة توقف في منتصف الموسم، يأتي على حساب جودة المباريات التي يستمتع بها المشجعون. ويعتقد غوارديولا أن ذلك يتفاقم فقط في موسم يقام حتى الآن بدون جماهير. وقال "المشكلة اليوم هي أن اللاعبين يفقدون متعة لعب كرة القدم. قبل ذلك كان من الجيد لعب كرة القدم مرة أو مرتين في الأسبوع بحضور الجماهير، والآن هناك مباراة كل ثلاثة أيام". وأثار المدرب كريس وايلدر غضب كلوب بعد تشبثه بموقفه، خلال اجتماع المدراء الفنيين الأسبوع الماضي بشأن إجراء خمسة تبديلات. فشل تصويتان سابقان في الحصول على 14 صوتًا مطلوبا من أصل 20 ناديًا في الدوري الإنكليزي الممتاز، لتغيير القواعد بسبب مخاوف الأندية التي لديها موارد أقل من أن مثل هذا التغيير يفيد فقط الأندية الكبرى ذات التشكيلة المدججة بالنجوم. وقال وايلدر الذي يحتل فريقه أسفل الترتيب بريد نقطة واحدة فقط من 10 مباريات: "لدي احترام لا يصدق لهؤلاء المدربين الكبار لأنهم يحققون أفضل النتائج ويفوزون بالألقاب". وأضاف "لكنهم أنانيون، يهتمون بأنديتهم فقط. سوف ينزعجون بخصوص ليفربول ومانشستر سيتي وتشلسي، وهو ما أفهمه وأحترمه. سأقوم بالشيء نفسه، لكني منزعج بشأن شيفيلد يونايتد والسماح بإجراء خمسة تبديلات لا يساعدنا". ومع ذلك، يبدو واضحا في جميع أنحاء أوروبا أن أكبر الأندية في القارة العجوز تكافح لمواكبة مستويات هيمنتها المعتادة حتى مع وجود خمسة تبديلات. ويجد نايا ريال مدريد وبرشلونة نفسيهما بعيدين عن الصدارة في الدوري الأسباني بعد أن خسر كل منهما ثلاث مرات. كما خسر باريس سان جرمان ثلاث مرات من أول 12 مباراة له في الدوري الفرنسي، بينما يحتل يوفنتوس المركز الرابع في الدوري الإيطالي حيث يسعى إلى اللقب العاشر تواليا. قد لا يحصل كلوب على الكثير من التعاطف من أولئك الذين يقاتلون لمجرد البقاء في الدوري الإنكليزي الممتاز. لكن تكلفة حشر الكثير من المباريات في روزنامة قصيرة لا تهدد رفاهية اللاعب فحسب، بل تهدد متعة المشجعين الذين لا يشاهدون جودة عالية مثلما كان الأمر قبل وباء "كوفيد-19". -  (أ ف ب)اضافة اعلان