كنائس القدس تجدد البيعة للملك لرعايته المقدسات

الملك خلال لقائه اول من امس برجال دين وقيادات مسيحية وإسلامية في الأردن والقدس
الملك خلال لقائه اول من امس برجال دين وقيادات مسيحية وإسلامية في الأردن والقدس

محمود الطراونة

عمان- أكد سياسيون وخبراء أن لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني بقيادات إسلامية ومسيحية على أرض المغطس يمثل "رسالة إلى كل العالم تعبر عن تجديد هذه الطوائف البيعة لجلالة الملك والثقة المطلقة لرعايته ووصايته للأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس".اضافة اعلان
وأشاروا إلى أن رؤساء الطوائف "تحدثوا بلغة واضحة لجلالة الملك باعتباره الوصي على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية ورعايته الهاشمية، التي مثلت عبر التاريخ وصاية متوازنة ومسؤولة على القدس".
وشددوا على إدانتهم قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، مؤكدين على دعم جلالة الملك في الحفاظ على الوضع التاريخي القائم في القدس.
واعتبروا أن "هذه الرسالة جاءت من المغطس الذي عمد به السيد المسيح، وانطلقت البشارة المسيحية منه إلى أرجاء العالم، لتؤكد زيف الادعاءات الإسرائيلية المدعومة أميركيا، بأن القدس لليهود وتتجاهل الحضور المسيحي والإسلامي والعربي عبر التاريخ".
وفي السياق، قال وزير الخارجية الأسبق كامل أبو جابر إن "اللقاء كان في غاية الأهمية، خاصة بعد قرار غاشم يمثل اعتداء صارخا على حقوق الشعب العربي الفلسطيني المسلم والمسيحي".
وأشار أبو جابر إلى أن "ترامب يعرف رمزية القدس للمسلمين والمسيحيين"، مشددا على أهمية موقف جلالة الملك الصامد والصلب والمشرف في الدفاع عن المقدسات، فيما اعتبر أن الضغوط التي تواجه الأردن وجلالة الملك تستوجب وقفة وطنية من الشعبين الأردني والفلسطيني لتعميق أواصر الوحدة الوطنية".
وشدد على دلالة مكان انعقاد المؤتمر وهو مكان تعميد السيد المسيح الذي له رمزية خاصة في قلوب المسيحيين، معتبرا أن الشعب العربي المسيحي فوض جلالة الملك بالوصاية على تلك المقدسات.
وأضاف أن "الطوائف المسيحية في الأردن وفلسطين لا توافق على أي كلمة تفوه بها ترامب الذي لا يملك وأعطى لمن لا يستحق، وهي صرخة أطلقها المؤتمر من المغطس الواقع بجانب نهر الأردن المقدس، الذي يتفيأ ظلال القدس الشريف".
ولفت إلى أن "حديث ترامب كان لأشخاص مهووسين تعود تعاليمهم للتوراة وليس للعهد الجديد للمسيحية، ونحن براء من طرحه ولا يمت لنا بصلة".
من جانبه، أكد وزير الشؤون السياسية الأسبق بسام حدادين أن لقاء جلالته مع قيادات الطوائف المسيحية والإسلامية، "شكل عاطفة جياشة، انطلقت من صميم كلام المتحدثين من مختلف الكنائس المسيحية ومدير أوقاف المسجد الاقصى، وبما لا يدع مجالا للشك في حجم الثقة المطلقة برعاية ووصاية جلالة الملك على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية".
وأضاف: "كان لقاء الأمس تجديدا للثقة من رؤساء كافة الطوائف المسيحية في الأردن وفلسطين لجلالة الملك، باعتبارة الوصي على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية، وعبر جميع المتحدثين بلغة واضحة عن ثقتهم المطلقة بالرعاية الهاشمية التي مثلت عبر التاريخ وصاية متوازنة ومسؤولة عن القدس".
وأشار حدادين إلى أن اللقاء "جاء في لحظة تاريخية أكد من خلالها رؤساء جميع الطوائف إدانتهم لقرار الرئيس الأميركي ونقل السفارة الأميركية للقدس، وشددوا على ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي القائم في المدينة".
واعتبر أن هذه "الرسالة التي تأتي من المغطس الذي عمد فيه السيد المسيح، هي رسالة للعالم أجمع لكشف زيف ادعاءات إسرائيل المدعومة أميركيا، والتي تزعم أن القدس لليهود وحدهم، وتتجاهل الحضور الإسلامي والمسيحي والعربي عبر التاريخ".
وقال إن الذي "بنى مدينة القدس هم الكنعانيون قبل أربعة آلاف سنة قبل ميلاد المسيح، والعبرانيون عبروا فلسطين وجاؤوا متأخرين، فأصل هذه المدينة عربي، وهبطت فيها كل الديانات، وهي تمثل رموزا دينية على أرض عربية".
من جانبه، قال الوزير الأسبق سعيد المصري إن "التاريخ ثبت حق المسلمين والمسيحيين في مقدسات القدس".
وأضاف أن "تداول الرعاية على القدس تم من خلال مؤسسة العرش، وتسلمها ملك عن ملك، وهي ليست محل شك، وهي قضية لكل مؤمني العالم، وتعني الكثير لهم، وينظرون إليها بأنها أمانة أحسن الهاشميون حفظها على مر التاريخ، وهناك محاولات ترقى إلى المؤامرة للمس بها".
ولفت إلى ضرورة الحفاظ على التاريخ وشرعية وصاية جلالة الملك والاستمرار بها، معتبرا أن "أي مساس بهذه المقدسات يمثل ضربة موجعة لكل مؤمني العالم من المسلمين والمسيحيين".