"كنا نرغب بالفوز"

قبل 22 يوما من بدء مهمة "النشامى" في كأس أمم آسيا السادسة عشرة، التي ستنطلق في أستراليا يوم 9 كانون الثاني (يناير) المقبل، ويبدأ المنتخب مشواره في 12 منه بلقاء العراق، وعقب الخسارة 1-2 أمام أوزبكستان أول من أمس، في ثامن اختبار ودي تحضيري للنهائيات الآسيوية؛ يطلق المدير الفني للمنتخب راي ويلكينز تصريحا مفاده "كنا نرغب بالفوز حقا ولكن سارت الأمور بعكس ما نريد".. ولعلي أجد نفسي "حالي حال كل المهتمين بالمنتخب" أتساءل.. ومن منا لم يكن يرغب في فوز منتخبنا؟.اضافة اعلان
ويسترسل "الخواجا ويلكينز" في حديثه، فيقول: "مع مرور الوقت واستمرار التدريبات بتنا على مقربة أكثر من قبل بقدرات اللاعبين وإمكاناتهم الفنية والتكتيكية، وهو ما يتيح للجهاز الفني الوصول الى الشكل الأمثل والأنسب للمنتخب فنيا وتكتيكيا".
بصراحة وبدون "لف ودوران"، فإن منتخبنا يفتقد لمعظم مقومات الفوز.. يكفي أنه بدون "هوية فنية" أو "روح معنوية" وطبعا عن اللياقة البدنية "حدث ولا حرج".
حتى اليوم لا شكل للمنتخب.. النهج مستمر منذ أكثر من عام، فلكل مباراة تشكيلتها وأسلوب لعبها، ولذلك أتحدى نفسي وأي متابع آخر اذا كان في مقدوره توقع أكثر من نصف التشكيلة الأساسية، لأن المدرب لا يدري حتى الآن ما هي امكانيات لاعبيه، ولأنه خسر بـ"فعل يديه" بعض الأوراق الرابحة التي ما تزال تملك حيوية إلى جانب الخبرة.
يذهب "النشامى" إلى أستراليا وهو لا يملك أكثر من "دعاء الجماهير"، التي تكاد تفقد إيمانها بالمنتخب الوطني، جراء اهتزاز الصورة بشكل متواصل، بدون أن تجد حلا فنيا يغيرها إلى الأفضل، ويذهب النشامى مستندا إلى مشاركتين ناجحتين في الصين 2004 وقطر 2011، وإذا كنا "كحال ويلكينز" نتمنى فإننا نمني النفس أن تكون المشاركة المقبلة بوزن المشاركتين السابقتين على الأقل، بعد أن تضاءلت الآمال وأضحى "نسخ الإنجاز" إنجازا!.
قد يقول البعض... العراق وفلسطين "كمنتخبين" ليسا أفضل من منتخبنا، فالعراق يتقهقر ويستبدل مدربيه بسرعة وفلسطين يعاني من قيود الاحتلال وقلة الخبرة، وبالتالي يمكن الحصول على البطاقة الثانية، بما أن ثمة اتفاقا على أن اليابان الأوفر حظا في نيل البطاقة الأولى إلى الدور الثاني، وأعتقد أن هذا ليس دقيقا لأن منتخبنا ليس أفضل حالا من العراق وفلسطين، ولذلك فإن الوصول إلى الدور التالي قد يكون صعب المنال، ويتوقف الأمر على نتيجة المباراتين أمام العراق وفلسطين تباعا.
ما نتمناه أن يدخل منتخبنا الوطني النهائيات الآسيوية، وقد وجد ويلكينز التشكيلة المثالية، وأخشى أن تنتهي الرحلة الآسيوية والجهاز الفني ما يزال يجرب اللاعبين، على اعتبار أن نهائيات آسيا يمكن تصنيفها كمحطة إعدادية لتصفيات مونديال روسيا!.
حبذا لو يتم إيصال الترجمة الصحيحة لويلكينز، ففي اللغة العربية تعرب كلمة كان على أنها "فعل ماض ناقص"، وعليه لا بد من التفكير بالحاضر والمستقبل، والتحضير لأن يكون النشامى منافسا قويا لا يستند على ذكريات لا تفيد في حساب النقاط.