"كن عونا" مبادرة تنطلق من رحم الجائحة لدعم الفئات الأقل حظا

Untitled-1
Untitled-1

تغريد السعايدة

عمان- يوماً بعد آخر، تلقي جائحة كورونا بآثارها الاقتصادية المعيشية على الكثيرين من أفراد المجتمع، ممن ضاقت بهم الحال وبحاجة للدعم ومد يد العون. لذلك قامت مجموعة من الشباب التطوعي بإطلاق مبادرة "كن عوناً"، التي تقدم أشكالا عدة من المساعدة للعائلات والأفراد المعوزين.اضافة اعلان
مبادرة "كن عوناً"، أطلقها الشاب محمد العلي، من مدينة الرصيفة، منتصف رمضان الماضي خلال فرض الحظر الشامل في المملكة، وكانت في البداية تُعنى بتقديم دورات تعليمية ترفيهية للشباب واليافعين بسبب عدم القدرة على التحرك في المناطق المختلفة، وذلك التزاما بأوامر الدفاع آنذاك.
تلك الدورات، كما يبين العلي، كانت عبارة عن تعليم عدد من المنتسبين من أعضاء الفريق على فنون الرسم والكتابة، التصوير، والتصميم، كونها دورات ومهارات يمكن تعليمها خلال فترات الحظر، والتي يتم من خلالها الاستفادة من أوقات الفراغ التي كانت متاحة للشباب آنذاك.
إلا أنه وبعد أن أمسى من السهولة الحركة والتنقل، أكد العلي أن المبادرة بالأساس تم إطلاقها لتمد العون للمحتاجين في ظل ظروف معيشية صعبة أفرزتها بشكل مضاعف تبعات الجائحة، كما أنها مبادرة شبابية تطوعية غير ربحية، تهدف في الأساس إلى مساعدة الفقراء والمحتاجين وأفراد المجتمع كافة ودعم المواهب الشابة وصقل الشخصيات، من خلال ما تقدمه من فعاليات مستمرة.
يأتي الحديث عن المبادرات الشبابية في هذا الوقت، في ظل الاحتفاء العالمي خلال هذه الفترة بـ"اليوم العالمي للعمل التطوعي" الذي يصادف الخامس من كانون الأول (ديسمبر) من كل عام، والذي يحتفي بالشباب والمبادرات التطوعية، وحددته الأمم المتحدة منذ العام 1985، يعد هذا اليوم نوعا من "شكر المتطوعين على مجهوداتهم وزيادة الوعي بأهمية التطوع ودوره في المجتمع".
أبرز أهداف المبادرة، كما يوضحها العلي "مساعدة المحتاجين وأن نكون عونا لهم، وأن نكون فريقا شبابيا مؤثرا بشكل إيجابي في مجتمعنا وبمساعدة كل من يمكن الوصول إليه والتواصل معه"، لافتا إلى أن المسؤولية المجتمعية "تحتم علينا كشباب أن نقف جنباً إلى جنب مع أبناء مجتمعنا في هذه الظروف العصيبة التي تمر على العالم أجمع".
الأعمال التي قام بها أعضاء الفريق التطوعي خلال الفترة القليلة الماضية منذ انطلاقها، كانت عبارة عن فعاليات شبابية يتم فيها زيارة مؤسسات عدة تضم فئات محددة من أبناء المجتمع، ممن يحتاجون إلى مد يد العون للمساعدة بأشكال عدة، سواء دعما معنويا أو عينيا، أو نقديا، ومن ذلك زيارة عدد من مراكز إيواء الأيتام، ودور المسنين، والمستشفيات، كما تم تنظيم حملات للتبرع بالدم لتقديمها لمرضى في مركز الحسين للسرطان.
إلى ذلك، فقد عمد فريق المبادرة إلى تنظيم فعاليات تسويقية لمن يحتاج لذلك من خلال إقامة البازارات، وحملات لجمع الملابس والأدوات المدرسية "القرطاسية" لتقديمها للعائلات المحتاجة، ولأبنائها من الطلبة، عدا عن فعاليات التعليم المجاني لتنمية مواهب الطلبة المختلفة، في عدد من الفنون، لتكون بذلك مبادرة متكاملة تسعى لأن تكون سبباً في رسم البسمة على شفاه الأطفال، و"فك لكربة عائلة محتاجة ضاق بها الحال ولو بشكل مؤقت وبسيط".
ويتطلع فريق "كن عوناً" إلى الوصول لمختلف محافظات المملكة خلال الفترة المقبلة، وأن تمد يد العون للمناطق النائية، وأن تكون على قدر كافٍ من المسؤولية في خدمة الوطن والمجتمع ودعم الشباب، كما يتمنى العلي، أن تكون المبادرة مصدر أمل وتفاؤل، مبينا "أن الخير ما يزال موجودا وأن كل شاب وفتاة يستطيع أن يضع بصمته في هذا المجتمع".
ويعد الأردن من أكثر الدول التي تُعنى بدعم المبادرات التطوعية والشبابية من خلال الدعم المؤسسي والأهلي، ويوجد في المملكة مئات المبادرات الدائمة والمؤقتة التي تسعى جميعها للهدف ذاته، وهو خدمة الوطن ومساعدة الفئات الأقل حظاً فيه، بأشكال تعاونية مختلفة، تسهم في رفد المجتمع بنماذج شبابية مؤهلة.