كهانا يعود إلى الكنيست

هآرتس

أسرة التحرير

اضافة اعلان

ليس لطمع بنيامين نتنياهو في الحكم أي حدود. فجهوده الكبيرة والضغط الذي مارسه على البيت اليهودي والاتحاد الوطني – بما في ذلك الوعد بحقيبتي التعليم والاسكان، موقعين في الطاقم الوزاري للشؤون الأمنية والسياسية، الكابينيت، وضمان مقاعد في الليكود، اعطت ثمارها. واستجاب رئيس البيت اليهودي الحاخام رافي بيرتس لدعوة نتنياهو الاتحاد مع حزب قوة يهودية، التي تتشكل من مواصلي درب الحاخام مئير كهانا.
ووافقت قوة يهودية على اقتراح الحل الوسط وبموجبه تحصل على المكانين الـ 5 و8 في القائمة الموحدة. وهكذا، برعاية رئيس الوزراء المستعد لأن يضحي بكل قيمة وان يفجر كل مؤسسة في كفاحه من اجل تثبيت حكمه، فإن مواصلي درب الحاخام كهانا يعودون إلى الكنيست، وهم يركبون كالمسيح على حمار الصهيونية الدينية.
حزب "كاخ" لكهانا، الذي تبنى طرد العرب "من أرض إسرائيل كلها" شطب من قوائم الانتخابات في 1988 بسبب برنامجه المحرض على الصهيونية. وذلك بعد أن تولى كهانا كنائب بين الاعوام 1984 - 1988 بعد المذبحة التي ارتكبها باروخ غولدشتاين في مغارة الماكفيلا في 1994 أعلنت الحكومة عن حركتي كاخ وكهانا حي كمنظمتين ارهابيتين واخرجتا عن القانون. "كاخ" تندرج في قائمة منظمات الارهاب في الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي. غير ان هذا لا يغير في شيء بالنسبة لنتنياهو المصمم على الانتصار بكل ثمن.
قوة يهودية هي البيت السياسي الذي اقامه مواصلو درب كهانا، تلاميذه ومعجبيه؛ كارهي عرب متطرفين، يؤمنون بالتفوق اليهودي، بمن فيهم مؤسس حركة "لاهفا". وسارع الكهانيون لالتقاط "مشورة" حاخامي الحزب، الحاخام دوف ليئور، الحاخام شموئيل الياهو والحاخام يهودا كرويزر، الذين ادعوا بأنه قبول الحل الوسط لأن مصير أرض إسرائيل موجودة على كفة الميزان.
وحتى بالنسبة للبيت اليهودي أيضا فإن هذه تعد خطوة متطرفة. فمسؤولون كبار في الحزب، بمن فيهم موطي يوغيف مارسوا ضغوطا شديدة على بيرتس كي لا يقر الاتحاد. وقالت الصحفية يفعت ايرلخ، رقم 3 في القائمة، ان الاغلبية في الحزب تعارض الوحدة ومركز الحزب لن يقرها. وتدل على كم هم سيئون الكهانيون حقيقة انه حتى رئيس الاتحاد الوطني، بتسلئيل سموتريتش، القومي العنصري المتطرف، يعارض الارتباط.
والمفارقة هي ان الحزب الذي تبنى لنفسه فكرة "القيم" جعل نفسه بوابة الدخول إلى الكنيست لأحقر العنصريين والعنيفين الذين بين القوميين المتطرفين. كل الأحاديث عن الحاجة لخلق "كتلة فنية" والمعاذير عن الحاجة لـ "منع خسارة المقاعد لكتلة اليمين" لن تنجح في تشويش الاختيار "القيمي" للصهيونية الدينية، نتنياهو وكتلة اليمين. هذه شهادة تقشعر لها الابدان على الاتجاه الذي يسير فيه اليمين، بادارة نتنياهو. واعلنت رئيسة ميرتس، تمار زاندبرغ بانه إذا ما رفعت القائمة فإن ميرتس سيلتمس إلى لجنة الانتخابات المركزية مطالبا بشطبها. محظور على قوة يهودية ان تتنافس في الانتخابات.