كوخافي والقتل الممنهج

هآرتس جدعون ليفي 8/8/2021 رئيس الأركان، افيف كوخافي، هو من متخذي القرارات الذين يثيرون الاعجاب. فمع تاريخ عسكري يوجد في المجلات ومع قبعة حمراء وحذاء بني وبسبب أنه نباتي منذ المرحلة الثانوية ويتمتع بخطابات بليغة وصوت واثق وحديث عن القيم ومظهر لممثل سينمائي ولد لتجسيد شخصية جيمس بوند، وشقيقه وشقيقته هما من المثقفين وبالتأكيد هو أيضا. كوخافي هو الوجه الجميل لإسرائيل، الوجه الذي يرغب الإسرائيليون في حبه. هو ما كانته إسرائيل ذات يوم، ملح الأرض، أفضل الأبناء لدينا. هو يتحدث عن خطط متعددة السنوات، لا يكره ولا يهتاج، قائد وجنتلمان. وقد أسس قسما للإبداع في الجيش الإسرائيلي، وحتى أسس وحدة متعددة الابعاد، ودفع قدما بوثيقة نظرية أمام التحديات. أنا التقيت معه قبل سنوات في محادثة خلفية واحدة. وقد تولد لدي الانطباع بأنه قائد مفكر، اهود باراك القادم. أيضا الآن هو مرشح ليكون بني غانتس القادم، بعد غادي آيزنكوت. بكلمات أخرى، هو شخص واعد جدا. كوخافي أعد للأمور العظيمة. وقد فرحت قليلا بتعيينه رئيسا للاركان. ربما أخيرا سيحرف شخص معين مسار هذه السفينة الثقيلة والمتعالية، التي أصابها العفن منذ زمن. بعد سنتين ونصف في المنصب أصبح يمكننا القول بأن كوخافي يدير جيش لم يتعلم أي شيء ولم ينس أي شيء. التقديرات العسكرية حوله يجب تركها للمحللين، الذين لديهم في الأصل كل ضابط هو "ضابط مهم". ولكن في مجالين يتعلق أحدهما بالآخر، يبدو كوخافي أنه لا يختلف عن سابقيه، وربما حتى هو اسوأ منهم. كوخافي يدير جيش طماع وجشع، بالنسبة له لا توجد دولة أو احتياجات اجتماعية، لا توجد مستشفيات منهارة أو وباء متفشي، ولا توجد اختناقات مرورية لا تحتمل، ولا يوجد معاقون جائعون للخبز أو متسولون ومشردون. يوجد فقط جيش وميزانية دفاع، ومخصصات تقاعد فضائحية. وكل ما تبقى ليذهب الى الجحيم. صحيح أن المجتمع ووسائل الإعلام هي التي بنت لنفسها هذا العجل الذهبي، وهي تكذب على نفسها عندما تقول إذا مسه أي أحد بسوء فان الدولة ستتدمر بين عشية وضحاها. صحيح أن جميع حكومات إسرائيل ساهمت في هذه الكذبة، أنه مسموح التوفير في كل المجالات عدا عن مجال واحد، في الأمن لا توجد حدود للأموال التي تسكب، وأن من الذي يريد المس بالأمن؟ ومن الذي يخدم في الجيش دون مخصصات التقاعد المتضخمة؟. هذا التجاهل الوقح لاحتياجات الدولة لا يقتصر فقط على الأموال. فهو خط التفكير الأعمق في الجيش الإسرائيلي الذي لم يغيره كوخافي الواعد. نفس خط التفكير يوجه إيضا سلوك الجيش في أداء مهماته، بالضبط مثلما لا توجد دولة ولا توجد احتياجات اخرى في الميزانية، فانه لا يوجد ايضا لبنان أو سورية أو إيران. مسموح للجيش الإسرائيلي أن يستخدمها كما يريد. لا يوجد قانون دولي أو مجتمع دولي. لا يوجد شعب فلسطيني ولا توجد له حقوق. هذه هي نفس روح الغطرسة في النقاشات حول الميزانية ولا يوجد من يقف أمامها. هذه الأمور تسري أيضا مؤخرا، مع أعمال الشغب الجديدة للجيش الإسرائيلي في المناطق. أول من أمس مرة أخرى قتل الجنود متظاهرا فلسطينيا في قرية بيتا. لا يوجد أي يوم جمعة يمر دون قتل فلسطيني على أيدي الجيش الإسرائيلي. عندما كنت في الأسبوع الماضي في بيتا كان حداد على القتيل السابق، سباك القرية الذي نزل لإصلاح محبس وقتله الجيش وخطف جثمانه ولم يقم باعادته حتى الآن. بيتا الآن تقوم بالحداد على أب لخمسة أولاد تظاهر احتجاجا على سرقة أراضي قريته لصالح بؤرة افيتار المجرمة. قبل بضعة أيام قتل مظليو كوخافي فتى في النبي صالح، واصدقاءهم قتلوا طفل في بيت أمر. مقابل كل ذلك صمت كوخافي ولم ينبس ببنت شفة. سلفه في المنصب، آيزنكوت، تنكر في كل مرة من افعال جنوده: "لا يجب تفريغ مخزن على فتاة تحمل مقص"، قال. وريثه حتى لم يقل ذلك. من ناحيته، ليفرغ الجنود ما يريدون من مخازن على أكبر عدد من الفلسطينيين. ليقتلوا فتى وسباكا ومتظاهرا وراعيا، لا يوجد لكوخافي ما يقوله عن ذلك. القائد العسكري الذي لا يوجد لديه ما يقوله عن القتل الممنهج يساهم في افساد الجيش أكثر.اضافة اعلان