كوخافي يبلور خطة طموحة للجيش

هآرتس

بقلم: عاموس هرئيل

اضافة اعلان

18/4/2019

بعد ثلاثة اشهر على ولاية افيف كوخافي كرئيس للاركان، تبدأ برامجه في الوضوح بخصوص الجيش. الاتجاهات حددت وتم اتخاذ خطوات اولى. ولكن استمرارية تطبيق الافكار الآخذة في التبلور في هيئة الاركان ما تزال مرتبطة بعوامل اخرى.
في البداية، ستضطر الحكومة القادمة الى تخصيص وقت لمناقشتها، في نهاية الاتصالات لتشكيل الائتلاف واشغال الوزارات. بعد ذلك، هذه هي العقبة الاهم، سيكون مطلوبا ميزانيات قبل المصادقة على الخطة متعددة السنوات، للخمس سنوات القادمة.
يبدو أن رئيس الاركان يبني على تخصيص موارد كثيرة لتطبيق خطط تسلحه. مع ذلك، المستوى السياسي هو الذي سيحسم أين سيقف الشراء العسكري في سلم الاولويات الوطني، مقارنة بطلبات ملحة اخرى مثل الاكتظاظ في المستشفيات وشبكة المواصلات العامة الفاشلة.
في العقد القادم، بتقدير معقول، سيستمر منحى انعدام الاستقرار في ارجاء الشرق الاوسط، الذي ازداد مع اندلاع الهزة في العالم العربي في نهاية العام 2010. هذه الظاهرة يرافقها تهديد متزايد للصواريخ والقذائف، على الجبهة الداخلية الاسرائيلية، وتطور التنظيمات المحيطة بإسرائيل (حزب الله وبدرجة اقل حماس)، تقريبا حتى مستوى جيوش، وتغيرات تكنولوجية تضع في ايدي هذه التنظيمات وسائل متقدمة، جزء منها يتم شراءه من السوق الحرة، من اجهزة الاعتراض وحتى برامج اختراق في السايبر.
هذه التوجهات الى جانب تأجيل التهديد النووي الايراني في اعقاب التوقيع على اتفاق فيينا في 2015، مكنت الجيش الاسرائيلي من تركيز الخطة متعددة السنوات "جدعون" على خطوات طويلة المدى، والتخوف بشكل أقل من حروب مع احدى الجارات أو مواجهة مع دولة "في الدائرة الثالثة" مثل ايران. ولكن خطة بعيدة المدى يجب أن تأخذ في الحسبان ايضا احتمال عودة التهديد النووي – اذا قررت ايران الانسحاب من الاتفاق النووي، وهي خطوة لم تتخذها حتى الآن رغم انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق قبل سنة تقريبا – وكذلك تغيير الانظمة في دول توجد في الدائرة المحيطة باسرائيل.
كوخافي كشف عن جزء من توجهاته في خطاب توليه منصبه في 15 كانون الثاني، عندما تحدث عن الحاجة لتحسين مستوى "قدرة القتل" لدى الجيش الاسرائيلي. هذا مفهوم عسكري يثير درجة من عدم الارتياح في اوساط المدنيين الذين يسمعونه، لكن يكمن فيه منطق كبير. باختصار، الحديث يدور عن وتيرة تدمير لاهداف العدو. القصد هو اعداد الجيش للانجاز الاكبر اثناء الحرب – ضرب بالحد الاقصى للعدو والسيطرة (اذا كانت هناك حاجة) على منطقة لفترة زمنية قصيرة بقدر الامكان ومع خسائر قليلة. كل ذلك يجب تنفيذه خلال حركة في مناطق مأهولة ومكتظة، التي فيها يختفي العدو في اوساط السكان المدنيين، في الوقت الذي يوجه فيه على الاقل جزء من نيرانه على التجمعات السكانية في اسرائيل.
في الخطة متعددة السنوات القادمة حدد رئيس الاركان الجديد امرين اساسيين- الاستعداد والتغيير. في اطار تحسين الاستعداد، تم تطوير القدرات لامكانية عملية عسكرية واسعة (الساحة الاكثر احتمال هي قطاع غزة) وحتى لامكانية حرب. كوخافي يواصل بذلك الخطوات التي اتخذها سلفه غادي آيزنكوت، زيادة التدريبات وتجنيد الاحتياط وقطع الغيار. وقرر ايضا تسريع وتيرة الاستعداد لمواجهة في قطاع غزة، رغم الاتصالات حول تسوية مع حماس. وتحديث خطط عملياتية في كل الساحات وتعميق التحقيق في الاهداف التي ستتم مهاجمتها اثناء الحرب.
التغيير يرتكز على سلسلة طويلة من الخطوات، التي فيها تغييرات في رؤية التشغيل للجيش في الحرب، تطوير المناورة متعددة الاذرع (التي فيها سلاح الجو والاذرع الاخرى ستكون مشاركة اكثر في الحرب البرية)، انتاج نظام اتصال محوسب موحد لكل الاقسام والاذرع واستخدام اوسع لمحاكاة تشبه القتال ايضا لوحدات كبيرة. هذه هي التوجهات الاساسية للسنوات القريبة القادمة والواضحة لرئيس الاركان. وبالتدريج ستتضح ايضا للجيش كله.
ولكن الاستمرارية مرتبطة بشكل كبير بالحوار مع الكابنت والحكومة وتخصيص ميزانيات – كل ذلك يمكن أن يبدأ حدوثه قبل أن يجد الجيش الاسرائيلي نفسه في امتحان حقيقي آخر. النتائج في المرات الاخيرة، بدء من الفشل في حرب لبنان الثانية وحتى التعادل المخيب للآمال لعملية الجرف الصامد كانت بعيدة عن أن تكون مرضية، الآن ايضا في الجيش يعترفون بذلك.