"كورونا" اختبار للأزواج.. هل تتضاعف نسب الطلاق أم تزداد الأسر متانة؟!

figuur-i
figuur-i

مجد جابر

عمان- "في زمن كورونا" كما أصبح متداولا، انتشرت العديد من النكات والطرائف عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، ولعلها لم تأت من فراغ، بعد أن أجبر الحجر المنزلي أفراد الأسرة على الجلوس معا طوال الوقت، وما قد ينتج عن ذلك من مشاكل وخلافات بين الأزواج.
تلك الطرائف والنكات سلطت الضوء بطريقة "فكاهية" على أن زيادة نسبة الطلاق تعد من النتائج التي قد سنخرج بها بعد الانتهاء من أزمة فيروس كورونا، جراء الخلافات التي تنشب بين الحين والآخر بين المتزوجين.
في حين لم يستبعد اختصاصيون زيادة عدد هذه المشاكل، معتبرين أن الأصل هو أن تكون هذه الفترة "فرصة" للتقارب وتقوية الروابط، واجتماع أفراد الأسرة وتبادل الآراء، وإيجاد نشاطات مشتركة.
ويرى الاختصاصي النفسي والتربوي الدكتور موسى مطارنة أن هذه النكات، بالرغم من كونها فكاهية، إلا أنها مؤشر مهم على وجود "حقيقي" لهذا النوع من الخلافات والمشاكل بين الأزواج.
ويقول "إن الواقع المجتمعي في الظروف العادية والطبيعية، ونتيجة الانشغال في العمل والحياة، فرض على أفراد الأسرة أن تكون لهم لقاءات محددة مع بعضهم بعضا وفي أوقات معينة، فكانت اللقاءات "مقتصرة" على ساعات، يتخللها حديث حول يومياتهم أو متطلباتهم الأسرية".
ويضيف "الأصل في هذه الفترة أن تكون فرصة لتحقيق الدفء العائلي، وتعويض أوقات الانشغال وإظهار الحب، لذلك ينبغي أن تحقق لهم هذه الفترة حالة من السعادة والفرح، لكن الواقع أن كثيرا من الأسر بدأت تنشب بينها الخلافات بسبب الجلوس لساعات طوال، يتخللها متابعة الأخبار والمستجدات حول الفيروس، وما يرافقها من توتر وقلق".
ويشير مطارنة إلى أن هذا النوع من الخلافات قد يحدث في هذه الفترة، ولكن يجب إعادة توجيهها لتصبح فترة لبناء قواعد وعلاقة حميمية دافئة، مبينا أن الإنسان دائما يكون عصبيا في حالة الإجهاد والتعب والضغط النفسي، لذلك، وبالذات في هذه المرحلة يجب ألا تكون الأجواء الأسرية مشحونة بالمشاكل.
ويشير إلى أنه لا بد أن يكون الرجل متفهما لجلوسه في المنزل ويخلق أجواء لطيفة ودافئة، وليس العكس، مبينا أنه لابد أن تبتعد الأسر عن القلق والتوتر المحيط، واعتبارها فرصة مع الشريك، وإيجاد برنامج لقضاء وقت ممتع مع الأبناء، ويقوم كل واحد منهم بعمل نشاطات يفضلها خلال اليوم، وأن يراعي كل منهم الحالة النفسية للآخر، حتى يتمكنوا من العيش بحب وسلام وفرح.
وفي ذلك، يذهب الخبير الأسري مفيد سرحان إلى أن العالم، وبما فيه الأردن، يعيش أزمة كبيرة وظروفا طارئة بسبب انتشار فيروس كورونا، مما يتطلب اتخاذ إجراءات وقائية استثنائية، ومنها حظر التجوال والبقاء في المنازل، وهذا يتطلب تعاون الجميع، وفي مقدمتهم الأسرة التي يبرز دورها كمؤسسة فاعلة.
وفي هذه الظروف تتجلى القيم والأخلاق الفاضلة، وفق سرحان، ومنها إيجاد الصبر والحكمة والتكافل والتعاون. فالأسرة هي محضن هذه الأخلاق وغيرها، وهي التي تربي الأبناء عليها ويكون الأبوان قدوة حسنة للأبناء فيها.
ويقول سرحان "في الظروف الصعبة يتجاوز الناس عن خلافاتهم، ويكونون أكثر تسامحا. ووجود الأسرة تحت سقف واحد لمدة أسبوعين فرصة لتمتين العلاقات بين الزوجين والاهتمام أكثر بالأبناء والتعاون في شؤون المنزل ومتابعة دراسة الأبناء عن بعد".
ويضيف سرحان "أنه وإن كنا بحاجة الى الطرفة والفكاهة، فإن ذلك يجب أن يكون من دون تهكم أو إساءة الى الآخرين أو التعدي على القيم ومؤسسة الأسرة، وهي اللبنة الأساسية في بناء المجتمع"، مبينا أن الأسرة ليست مادة للتهكم، بل ضرورة التركيز على أهمية دورها ومسؤوليتها.
ويؤكد "يجب أن نعمل على تقوية لحمة المجتمع، وقوة الأسرة هي قوة للمجتمع، ونحن على يقين أننا بإذن الله سنتجاوز هذه الأزمة وسنصبح أكثر قوة ولحمة، وأسرنا أكثر ألفة ومحبة وتماسكا، وسيروي الصغار في المستقبل كيف أبدعت أسرهم في التعامل مع المرحلة".
وكان مفتي عام المملكة سماحة الشيخ عبد الكريم الخصاونة قد نفى صحة ما ورد في رسالة يتناقلها البعض على لسانه بأن الطلاق خلال أيام حظر التجول يقع باطلا. وبين سماحته أن هذا الكلام غير صحيح، وأن مسائل الطلاق يعالجها المفتون عبر الهاتف للظرف المؤقت بصورة استثنائية للتسهيل على المواطنين، مؤكدا ضرورة مراجعة الدائرة بعد انتهاء هذا الظرف للحصول على فتوى مكتوبة.

اضافة اعلان