كورونا: المؤشرات الوبائية تهدد "بذروة".. ومطالب بوقف المهرجانات والتجمعات

أحد التجمعات في مهرجان جرش الأخير-(أرشيفية)
أحد التجمعات في مهرجان جرش الأخير-(أرشيفية)
محمود الطراونة عمان – مع استمرار ارتفاع النسب الإيجابية لفحوصات كورونا فوق حاجز الـ 5 % لعدة أيام، يخشى خبراء ومراقبون من حالة التراخي الحكومي إزاء تقيييد الاحتفالات والمهرجانات التي تجري من وقت لآخر، مشددين على ضرورة وقفها كونها تستقطب حشودا كبيرة، وتفعيل البروتوكولات الصحية للحفاظ على الوضع الوبائي بشكل مستقر. وقالوا إن المؤشرات الوبائية تزداد ارتفاعا أسبوعا تلو أسبوع، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى ذروة جديدة ويؤثر سلبا على مختلف القطاعات الاقتصادية والتعليمية والسياحية والاجتماعية. وعزا الخبير الوبائي الدكتور عبد الرحمن المعاني سبب ارتفاع الإصابات اليومي والأسبوعي؛ إلى المهرجانات، لافتا إلى أنه في 22 أيلول (سبتمبر) الماضي بدأت فعاليات مهرجان جرش الذي استمر لغاية الثاني من تشرين الأول (أكتوبر)؛ وكما نعرف فإن فترة حضانة فيروس كورونا المستجد هي الفترة الممتدة بين التعرض للفيروس والإصابة، حتى ظهور الأعراض من 5-6 أيام، ومع ذلك يمكن أن تصل إلى 14 يوما. وتابع: "أما الحفلة الغنائية الثانية لتامر حسني فأقيمت في 8 تشرين الأول (أكتوبر) على طريق المطار؛ وحفل عمرو دياب الذي أقيم في العقبة بتاريخ 15 تشرين الأول (اكتوبر)، وكل هذه التواريخ تصب جميعها ضمن فترة الحضانة للإصابة بالفيروس المستجد (4-14) يوما، وبالتالي فإن ارتفاع الاصابات حدث بعد 22 أيلول حتى 8 تشرين الأول، ولفترة تمتد حتى 15 من الشهر نفسه. وأضاف المعاني لـ "الغد" إنه ما دامت الفترة التي أقيمت فيها المهرجانات والحفلات هي 22 تشرين الأول فإن هذا برهان علمي لا يداخله الشك بأن السبب المباشر والرئيسي في ارتفاع المؤشرات الوبائية وزيادة أعداد الإصابات وارتفاع نسبة الفحوصات الإيجابية وزيادة دخول المستشفىيات؛ يعود إلى تلك المهرجانات والحفلات؛ وليس للتعليم الوجاهي والجامعي ولعودة القطاعات التجارية والاقتصادية والاجتماعية للعمل الكامل، كما يدعي البعض. وقال: "إذا أردنا الحفاظ على البلد من خطر الوباء والمحافظة على الأمن الصحي، فلا بد من الوقف التام لأي فعالية غنائية مهما كانت وتحت أي عذر، وكذلك ضرورة التزام المواطنين بسائر وسائل الوقاية الشخصية من لبس الكمامة والتباعد الجسدي وتهوية الأمكنة المغلقة والنظافة الشخصية؛ وبخلاف ذلك سوف ترتفع أعداد الإصابات اليومية وبالتالي الأسبوعية". من جانبه، حمّل استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية والعناية الحثيثة الدكتور محمد حسن الطراونة الحكومة مسؤولية ارتفاع الإصابات وتغير المؤشرات الوبائية الى الأسوأ، محذرا من دخول الأردن في موجة جديدة، في حال استمرار ارتفاع نسبة الفحوصات الإيجابية فوق 5 % لمدة أسبوع. وأضاف أن ارتفاع الإصابات ونسبة الفحوصات الايجابية بشكل تدريجي والدخول إلى المستشفيات تؤشر على أن هناك موجة جديدة قادمة بسبب التجمعات "غير المبررة" التي شهدتها المملكة مؤخرا. كما حمّل الطراونة الحكومة مسؤولية الانتكاسة الوبائية بسبب التراخي في مراقبة إجراءات الوقاية والسلامة العامة، مطالبا وزارة الصحة بالكشف عن الأرقام الحقيقية لعدد الإصابات ونسب الفحوصات الإيجابية وعدم إعلانها بالتدريج كما يجري حاليا. وكان وزير الصحة فراس الهواري أكد في تصريحات صحفية سابقة أن ارتفاع إصابات كورونا في الأردن سببه "ارتفاع الإصابات بين طلبة المدارس"، مشيرا الى ان نسبة الإصابة قبل فتح القطاعات كانت 17 %، ثم ارتفعت من 35 % - 40 % بين هذه الفئة، ولم يحدث تغيير كبير في الإصابات على باقي الفئات. وأشار الى ان هذه الفئة "أقل اختطارا، ولا تسبب إصابتها دخول المستشفيات، حيث لم يدخل المستشفى سوى 4 أشخاص منها". وفيما يتعلق بالمهرجانات، أشار الهواري إلى أن "أي تجمع يكون جميع من فيه من المطعمين، وتكون نسبة نقل الفيروس اقل، ولذلك فان التجمعات للمطعمين ليست سببا لارتفاع نسب الإصابة، ومن بينها الحفلات والمهرجانات".اضافة اعلان